«خيط نظر»!
أحمد حسن الزعبي
جو 24 : كلما قرأت خبراً ، او شاهدت مقطع «فيديو» يشي بتواضع زعيم أو التزام سياسي عالمي بالقوانين والأنظمة أخذت «خيط نظر» على بلاده وأين وصلت من تقدّم وازدهار وقوة وعزّة، و»خيط نظر « آخر على بلادنا العربية التي تصنع الهالة للسياسي و»تنتف» كل الأعراف..لأيقن تماماً إننا بحاجة إلى «فتّ بلاوي».
يوم الجمعة الماضي كان الرئيس الأميركي أوباما في زيارة إلى العاصمة الايطالية روما ، وأثناء دخوله المدينة القديمة (الكوليسيو) ، عرف أن هناك «دخولية» للزوّار..فما كان منه الا انه وقف على الدور خلف السيّاح ودفع تذكرة الدخول والبالغة 12 يورو عن نفسه ومثلها عن مرافقيه من موظفي السفارة الأميركية ، دون ان يُشعر موظف التذاكر انه الرئيس الأميركي قائد أقوى دولة في العالم. بالمقابل لم يبادر الجانب الايطالي بــ»لا والله ما بتدفع..خليها علينا..احنا معازيبك والله»..الخ من الكرم الزائد.
بكل بساطة احترم الرجل قوانين المدينة و دفع الدخولية كأي زائر ، فنال احترام المضيف كما احترم هو المضيف الذي عامله كأي سائح...بعد ذلك تسوّق بشكل عادي واشترى ملابس لابنتيه ولزوجته عليها صور روما ومعالم ايطاليا العريقة وغادر بهدوء ورضا.
***
هنا ، برغم غزارة إنتاجنا من رؤساء الوزراء والوزراء ، الا أنني لم أر حتى اللحظة صاحب دولة واحدا يقف على «محطة بنزين» ويخرج من جيبه نقوداً ويحاسب ،كما لم أر رئيس وزراء من الذين على قيد الحياة قدم اقراراً ضريبياً او دفع فاتورة كهرباء أو ماء ، كما لم يحتك – حتى اللحظة- كتفي بكتف وزير او مدير عام أثناء تزاحمنا على صحن حمّص صباحاً أو على «تنشيف» رغيفين مشروح..بصراحة أنا لا أراهم يمشون او يتجوّلون أو يبتاعون أو يدفعون..الفرصة الوحيدة التي يمكن ان تشاهدهم فيها في «صيوانات» العزاء محاطين بالعشرات ليروا كيف يضحك وكيف يتكلم..وبماذا يفتي المسؤول.
أوباما وحيداً في روما ، يحترم القانون و يدفع 12 يورو دخولية!..وعند بعض العرب لو أي من «اللي بالي بالك» انتوى أن «يطيّر مي» هبّ معه مرافقون!..
شفيتم سلفاً..
ahmedalzoubi@hotmail.com
(الرأي)
يوم الجمعة الماضي كان الرئيس الأميركي أوباما في زيارة إلى العاصمة الايطالية روما ، وأثناء دخوله المدينة القديمة (الكوليسيو) ، عرف أن هناك «دخولية» للزوّار..فما كان منه الا انه وقف على الدور خلف السيّاح ودفع تذكرة الدخول والبالغة 12 يورو عن نفسه ومثلها عن مرافقيه من موظفي السفارة الأميركية ، دون ان يُشعر موظف التذاكر انه الرئيس الأميركي قائد أقوى دولة في العالم. بالمقابل لم يبادر الجانب الايطالي بــ»لا والله ما بتدفع..خليها علينا..احنا معازيبك والله»..الخ من الكرم الزائد.
بكل بساطة احترم الرجل قوانين المدينة و دفع الدخولية كأي زائر ، فنال احترام المضيف كما احترم هو المضيف الذي عامله كأي سائح...بعد ذلك تسوّق بشكل عادي واشترى ملابس لابنتيه ولزوجته عليها صور روما ومعالم ايطاليا العريقة وغادر بهدوء ورضا.
***
هنا ، برغم غزارة إنتاجنا من رؤساء الوزراء والوزراء ، الا أنني لم أر حتى اللحظة صاحب دولة واحدا يقف على «محطة بنزين» ويخرج من جيبه نقوداً ويحاسب ،كما لم أر رئيس وزراء من الذين على قيد الحياة قدم اقراراً ضريبياً او دفع فاتورة كهرباء أو ماء ، كما لم يحتك – حتى اللحظة- كتفي بكتف وزير او مدير عام أثناء تزاحمنا على صحن حمّص صباحاً أو على «تنشيف» رغيفين مشروح..بصراحة أنا لا أراهم يمشون او يتجوّلون أو يبتاعون أو يدفعون..الفرصة الوحيدة التي يمكن ان تشاهدهم فيها في «صيوانات» العزاء محاطين بالعشرات ليروا كيف يضحك وكيف يتكلم..وبماذا يفتي المسؤول.
أوباما وحيداً في روما ، يحترم القانون و يدفع 12 يورو دخولية!..وعند بعض العرب لو أي من «اللي بالي بالك» انتوى أن «يطيّر مي» هبّ معه مرافقون!..
شفيتم سلفاً..
ahmedalzoubi@hotmail.com
(الرأي)