هوامش على متن عملية الأغوار اليوم: هل هناك أبلغ من فعل الشهيد؟
زياد ابحيص
جو 24 :
هوامش على متن عملية الأغوار اليوم:
- إن الشهادة المتزامنة ما بين ضفتي الأردن هي إرث ممتد يتجدد اليوم، فشهادة كايد مفلح العبيدات تزامنت مع أولى ثورات فلسطين في موسم النبي موسى عام 1920، وشهادة مروان عرندس وعملية سلطان العجلوني تزامنت مع الانتفاضة الأولى 1990/1991، وشهادة سعيد العمرو تزامنت مع انتفاضة السكاكين في 2016، وبينهما الآلاف من الشهداء في حرب 1948 وحرب 1967 ومعركة الكرامة، واليوم يتجدد هذا الإرث المبارك أمام حرب الإبادة في غزة.. فهل هناك تعبير أبلغ عن أخوة الدين والدم والمصير؟
- اختار الشهيد الفذّ هدفه: جنود عسكريون، في نقطة عسكرية تقطع عروق الجسد الواحد، في أرضٍ محتلة، وهم أهداف مشروعة بكل منطق أخلاقي أو إنساني أو ديني أو قومي؛ ولا شك أن هناك ورطة قادمة أمام الناطقين على نهج وادي عربة: فكيف يمكن أن يُدان فعل كهذا؟
- إن سفر أهل الضفة الغربية إلى كل بقاع العالم عبر نظيرتها الشرقية هو حقّ إنساني طبيعي، ووصول البضائع عبرها كذلك، وهو ليس "صدقة جارية" من الاحتلال عن أرواح أمواته، وجنوده على هذه الحواجز يبقون هدفاً مشروعاً رغم طبيعة مهمتهم، فهو من اختار قطع أوصال هذه البلاد بجُنده ومن الطبيعي أن يدفع الثمن.
- سائقو شاحنات المساعدات الداخلة إلى قطاع غزة عبر أراضينا المحتلة تعرضوا على مدى شهور لكل أنواع عدوان المستوطنين بمساعدة جيش الاحتلال وإرشاده؛ هذا الجيش توهم أن كل هذه العربدة ستمضي دون رد، فبدد الشهيد وهمه اليوم.
- أفراد هذه الوحدة العسكرية ذاتها المكلفة بأمن الجسور لم يفكروا مرتين حين أطلقوا النار على القاضي الأردني الشهيد رائد زعيتر في 10-3-2014، ولم تفلح كل أدوات التعقل والواقعية والحكمة المدعاة والدبلوماسية المتأنية في دفع الاحتلال حتى للتحقيق بجريمته... واليوم أنجز الشهيد العدالة برصاصه ودمه...
... فهل هناك أبلغ من فعل الشهيد؟
* الكاتب باحث في شؤون القدس