jo24_banner
jo24_banner

ملخص عدوان رأس السنة العبرية على المسجد الأقصى المبارك

زياد ابحيص
جو 24 :
 

شهد يوما الثلاثاء 23-9 والأربعاء 24-9-2025 انطلاق موسم العدوان السنوي الأعتى على المسجد الأقصى، والذي يمتد لثلاثة أسابيع حتى يوم الثلاثاء 14-10-2025، وفيما يلي ملخصه:

أولاً: أبرز ما حصل فيه كان تكريس الرقص والغناء الجماعي للمقتحمين الصهاينة في المسجد الأقصى، بعد أن كان اقتحام ذكرى خراب الهيكل في 3-8-2025 أول مناسبة تشهد هذا التصعيد، والذي أقره وزير الأمن القومي إيتمار بن جفير في شهر يوليو الماضي، ويهدف منه إلى تحويل المسجد الأقصى إلى ساحة اجتماعية عامة للمناسبات الصهيونية عموماً، وعدم الاقتصار على تهويده دينياً.

ثانياً: شهد الاقتحام فرض الطقوس التوراتية التي باتت معتادة في الأقصى بكل أسى، سواء كانت صلوات الصباح والمساء أو الصلوات المضافة المخصصة لهذا العيد، أو الانبطاح الجماعي "السجود الملحمي" على ثرى الأقصى، والذي يُقصد منه تكريس التعامل معه وكأنه الهيكل المزعوم، على اعتبار أن مثل هذا الانبطاح محظور على الحجارة في الشريعة اليهودية، لكون الحجارة مادة صناعة الأصنام، وتستثنى منها حجارة الهيكل المزعوم فقط بناء على العقيدة الحلولية اليهودية التي تعتقد بـ"حلول روح الرب" في هذه الحجارة، ما يجعل الانبطاح المباشر عليها مقبولاً (مع التأكيد على وجود خلاف بين حاخامات الصهيونية الدينية على ذلك، حيث يطالب بعضهم بإزالة البلاط الحجري أو تغطيته).

ثالثاً: حرص المقتحمون وبينهم عدد من قيادات منظمات الهيكل مثل الحاخام أليشع وولفسون والحاخام يهودا جليك، حرصوا على ارتداء ثياب قماشية بيضاء تماماً باعتبارها "ثياب التوبة" التي تنص الشريعة اليهودية على ارتدائها في الأيام العشر الأولى من السنة لكونها "أيام التوبة". وهذه الثياب تزيد من فرض الهوية التوراتية في #الأقصى وهذا الهدف الأساس من تكرار ارتدائها من المقتحمين في كل أوقات السنة وليس في هذه الأيام فقط.

كما أن هذا الزي الأبيض هو أحد الأزياء التي يرتديها كهنة الهيكل على مدار العام، وفرضُهُ في الأقصى يخدم بالتالي التمهيد لحضور طبقة كهنة الهيكل في الأقصى، باعتبارها الطبقة التي تقود صلاة اليهود في الهيكل المزعوم وفق الأسطورة التوراتية، فتمسي آثار فرض حضورها في الأقصى مضاعفة.

رابعاً: لم تُسجَّل أي تقارير عن سماع نفخ البوق في المسجد الأقصى لهذا العام، بخلاف الأعوام الأربعة الماضية 2021-2024، إلا أن هذا لا يعني عدم حرص المقتحمين على نفخه في الأيام القادمة رغم انتهاء الوقت المخصص له دينياً، لأن الغاية الأهم من فرض هذه الطقوس هو قيمتها الاستعمارية كأدوات هيمنة وتغيير لهوية المسجد الأقصى، ولذلك كثيراً ما تؤدى الطقوس خارج وقتها الموصوف توراتياً بل وبخلاف الطريقة الموصوفة، ما دامت تخدم في تهويد الأقصى.

خامساً: شهد هذا العام تعزيزاً لحالة الحصار والتعتيم على وضع المسجد الأقصى، فالتصوير القادم من المنصات المقدسية هو إما من مسافة بعيدة داخل المسجد أو من مسافة أبعد خارجه نتيجة إبعاد معظم المرابطين والصحفيين وتقييد الدخول إليه وتقييد عمل حراس المسجد الأقصى التابعين للأوقاف ومنع دخولهم لكامل الساحة الشرقية أثناء الاقتحامات، حتى بات ما تنشره منظمات الهيكل عن أعمالها هو المصدر شبه الوحيد لما يحصل، وقد غاب هذا الاستعراض من طرفها نظراً لالتزام أعضائها بمحظورات الصيام اليهودي على مدى اليومين الماضيين، ومن بينها النشر والتحدث عبر وسائل التواصل الاجتماعي.

سادساً: بلغ عدد المقتحمين في اليوم الأول 443 وفي اليوم الثاني 454 أي أنه وصل في المجموع إلى 897 على مدار يومي رأس السنة العبرية.
 
أخيراً، ما يزال هذا العدوان في بدايته، حيث يتبعه غداً الخميس ما يسمى بـ "يوم صوم جداليا"، ومن ثم من الأحد حتى الأربعاء المقبل تتواصل "أيام التوبة" والمتوقع أن تتضاعف أعداد المقتحمين خلالها نظراً للتخفيف النسبي لمحظورات الصيام.

كلمات دلالية :

تابعو الأردن 24 على google news
 
ميثاق الشرف المهني     سياستنا التحريرية    Privacy Policy     سياسة الخصوصية

صحيفة الكترونية مستقلة يرأس تحريرها
باسل العكور
Email : info@jo24.net
Phone : +962795505016
تصميم و تطوير