حزب الله مصداقية وكفاءة
حاتم رشيد
جو 24 :
لم يتأخر حزب الله عن نصرة المقاومة الفلسطينية في غزة بعد معركة السابع من أكتوبر والتي كسبتها عسكريا بمواجهة الجيش الإسرائيلي.في اليوم التالي كان الحزب يعلن جبهة لبنان جبهة مساندة للمقاومة الفلسطينية في قطاع غزة.كان الحزب الاسرع في نصرة غزة ومن ثم تبعه إلاخوة في اليمن والعراق.
دفع الحزب ثمناباهظا من دماء وأرواح خيرة شبابه وقادته.ولم يرتدع الحزب عن نصرته لفلسطين رغم كل الوساطات المتآمرة مع إسرائيل فرنسية وأمريكية.ورغم حمم الجحيم التي تصبها آلة الإجرام الصهيونية على لبنان.
ظل الحزب يدير معركة الإسناد وفق قواعد دقيقة لا تقود لحرب شاملة.نجح الحزب بجذب قوات إسرائيلية إلى شمال فلسطين وارغم عشرات آلاف المستوطنين الغزاة على ترك منازلهم وحولهم إلى نازحين لأول مرة في تاريخ الصراع العربي الإسرائيلي.ونجح بخلق حزام أمني في الأرض الفلسطينية المحتلة على العكس من تاريخ سابق يشهد على عدو يعبث في الأرض العربية مقيما ما يسميه مناطق عازلة وأحزمة أمنية تبعد مستوطنيه عن مخاطر القتال.
المغزى التاريخي لموقف الحزب هو كونه الوحيد في العالم العربي الذي نهض بشموخ ليتحمل مسؤوليته الوطنية والإنسانية نصرة لشقيق يواجه حرب إبادة لا سابق لها وحشية واجراما في تاريخ الحروب المعاصرة.
يظل المغزى التاريخي لنصرةحزب الله للمقاومة الفلسطينية استثنائيا وملهما لهذا الجيل الذي يتحين الفرص لنصرة فلسطين وتحريرها.
اسرائيل التي استنفذت حربها الإجرامية في قطاع غزة استدارت نحو لبنان لتشن غارات جنونية أدت إلى استشهاد المئات وإصابة الآلاف ومدمرة قرى بأكملها وبذلك أنجزت اسرائيل نسختها الخاصة من الصدمة والترويع في تقليد بغيض للنسخة الأمريكية المطبقة في العراق ظانة أن حزب الله سيرفع يديه استسلاما.
أظهرت اسرائيل جهلا بطبيعة عدوها الذي ينطلق من تقاليد وتاريخ ممتد في معاداة ومقاومة اسرائيل.
هذا الحزب وجد اصلا لمقاومة اسرائيل.وفي مسيرته النضالية كان الانجع والاكفأ في مقاومتها.
اليوم يستوعب حزب الله الضربات الموجعة التي انزلها العدو الصهيوني بقادته ومناضليه وجماهيره.ويرد بقوة وبحزم وبتعقل وفق حسابات تستند لثقة بالنفس وتعكس فهم الحزب لأهداف العدو.
يفترض الحزب أن الحرب ستطول لذا فهو يرد بتدرج مقصود دون ميل لانتقام اعمى اوجنوح لردود استعراضية.اقتصاد الحرب هو خيار صائب لحرب ممتدة.ليست حرب يوم او يومين.قد تطول لاشهر.لذا يبدو الحزب مقتصدا في الإنفاق من ترسانته الهائلة.وتبدو مزاعم تدمير نصف قدراته العسكرية متسرعة ومضللة وبالتأكيد كاذبة.خاصة وان الحزب خلافا لقطاع غزة يحظى بميزة استراتيجية وهي توفره على خطوط إمداد سلاحا ورجالا عبر الجغرافيا السورية والعراقية.
الحرص على شعبه يدفعه لتركيز هجماته على القواعد والمنشآت العسكرية بعيدا عن استهداف المدنيين.
اسرائيل المسكونة بهاجس الفناء والتي تستشعر النهاية على وقع مفاجأة اكتوبر تشن حرب إبادة ثانية في لبنان موازية لحرب إبادة تتواصل في قطاع غزة.
لن تنجح همجية ووحشية اسرائيل لإجبار حزب الله على فك ارتباطه بغزة.واصراره على وقف الإبادة الجماعية في غزة شرطا واجبا لازما لوقف اسناده لغزة.
ليس مستغربا هذا الموقف المشرف لحزب الله الابن البار للشعب اللبناني.هذا الشعب العربي المتميز تاريخيا التزاما وتضحية ونضالا لأجل فلسطين على مر عقود من المواجهة مع العدو الصهيوني.
في هذه المواجهة لامجال لنقد أو عتاب أو حساب لمن يبذلون الدم ويضحون بالارواح. الواجب الملزم ولا يعلو عليه واحب أخر هو الوقوف مع لبنان في حربه.في محنته.في بطولته.