نوبة سُعار سياسية!!
خيري منصور
جو 24 : منذ بدأت اللغة الإعلامية الهائجة والمتوترة تهدأ قليلاً بين ايران والولايات المتحدة وأوروبا أصيب نتنياهو بنوبة سعار قد تتحول بمرور الوقت الى نوبة صرع سياسية، وها هو يطرق أبواب الكرملين كمحاولة لاستعادة المناخات المحتقنة بين طهران والغرب، وبدأ بالتلميح تمهيداً لتصريح قادم حتماً حول ضرورة تحالف بعض العرب مع اسرائيل ضد ايران؛ كي تستقيم المعادلة التي تأسس عليها مفهوم تلخص في نظرية سياسية هي استبدال الأعداء، واذا أحرزت المفاوضات النووية بين طهران واوروبا مزيداً من التقدم وبالتالي الانفراج في العلاقات الدبلوماسية فان نوبة السُعار في تل ابيب سوف تصل الى الذروة؛ لأن هذه المتغيرات وبايقاع متسارع ودراماتيكي في العلاقات الدولية تضاعف من شعور تل ابيب بالعزلة، ونوبة السعار لها تجليات اعلامية يمكن رصدها في كتابات اسرائيلية عبر مختلف المنابر، وضحيتها الآن هو جون كيري، الذي أخفق في رئاسة بلاده وترأس دبلوماسيتها، التي تحاول ان تخفف من حالة العسكرة والخشونة التي ورطتها بها رايس، فعسكرة الدبلوماسية الأميركية بدأت مع الجنرال باول الذي شهدت استقالته ما يشبه الفضيحة أو ما يسمى الجيتات الاميركية لكن في ظروف أتاحت للادارة النجاة، وكان الجنرال باول، أفقد الدبلوماسية الاميركية مصداقيتها بعد ان اتضح بأن كل ما قاله وعرضه على الشاشة في مؤتمره الصحفي في مجلس الامن من أسلحة العراق كان محض تلفيق وافتراء، لأنه وظف كذريعة سياسية لاحتلال العراق وتدميره.
نتنياهو كزعيم راديكالي -شأن أسلافه- بحاجة دائمة الى أعداء، وان لم يجدهم يبادر على الفور الى اختراعهم؛ لأن الأيقونة الأمنية في اسرائيل هي البوتقة التي تحشد داخلها كل فئات المجتمع.. وتربويات الصهيونية وأدبياتها منذ بواكيرها سعت الى زرع الهلع في نفوس الاجيال اليهودية من العرب بأنْ تحول هذا الخوف الى فوبيا ذات مفعول مضاد، وهذا ما دفع للكاتبة وعضو الكنيست يائيل دايان وهي ايضا ابنة الجنرال موشي دايان الى كتابة روايتها الشهيرة بعنوان طوبى للخائفين، والتي سخِرت فيها بمرارة من تلك التربويات، لأن اليهودي انتهى الى الخوف حتى من ظله ما دام العالم كله من حوله يريد به شراً.
ان مقدمات الحروب والصراعات في عصرنا بدأت بالشيطنة المتبادلة، فاذا كانت اميركا بالنسبة لايران ما قبل هي الشيطان الاكبر فان ايران ايضا بالنسبة للغرب حتى وقت قريب هي الشيطان النووي الذي يجب حصاره واصابته بالشلل.
ومنذ اعوام سعت اسرائيل الى تجميل صورتها امام العالم بعد كل ما اصابها من قبح وتشوه خصوصاً بعد عدوانها الشامل على غزة، فأرسلت الوفود شمالاً وجنوباً وشرقاً وغرباً لاجراء هذه الجراحة التجميلية، لكنها جميعاً عادت خالية الوفاض واذا كان «حنين» عاد في الحكاية المعروفة بخفين، فان وفود التجميل عادت بلا أخفاف!
ما يخيف نتنياهو الآن هو ان العالم بما فيه امريكا التي ترى في أمن اسرائيل جزءاً عضوياً من أمنها لم يعد خادماً لاجندتها، وان هناك متغيرات في الافق الدولي قد تلوي اذن الطفل المدلل تمهيداً لما هو أبعد من هذا التوبيخ!
(الدستور)
نتنياهو كزعيم راديكالي -شأن أسلافه- بحاجة دائمة الى أعداء، وان لم يجدهم يبادر على الفور الى اختراعهم؛ لأن الأيقونة الأمنية في اسرائيل هي البوتقة التي تحشد داخلها كل فئات المجتمع.. وتربويات الصهيونية وأدبياتها منذ بواكيرها سعت الى زرع الهلع في نفوس الاجيال اليهودية من العرب بأنْ تحول هذا الخوف الى فوبيا ذات مفعول مضاد، وهذا ما دفع للكاتبة وعضو الكنيست يائيل دايان وهي ايضا ابنة الجنرال موشي دايان الى كتابة روايتها الشهيرة بعنوان طوبى للخائفين، والتي سخِرت فيها بمرارة من تلك التربويات، لأن اليهودي انتهى الى الخوف حتى من ظله ما دام العالم كله من حوله يريد به شراً.
ان مقدمات الحروب والصراعات في عصرنا بدأت بالشيطنة المتبادلة، فاذا كانت اميركا بالنسبة لايران ما قبل هي الشيطان الاكبر فان ايران ايضا بالنسبة للغرب حتى وقت قريب هي الشيطان النووي الذي يجب حصاره واصابته بالشلل.
ومنذ اعوام سعت اسرائيل الى تجميل صورتها امام العالم بعد كل ما اصابها من قبح وتشوه خصوصاً بعد عدوانها الشامل على غزة، فأرسلت الوفود شمالاً وجنوباً وشرقاً وغرباً لاجراء هذه الجراحة التجميلية، لكنها جميعاً عادت خالية الوفاض واذا كان «حنين» عاد في الحكاية المعروفة بخفين، فان وفود التجميل عادت بلا أخفاف!
ما يخيف نتنياهو الآن هو ان العالم بما فيه امريكا التي ترى في أمن اسرائيل جزءاً عضوياً من أمنها لم يعد خادماً لاجندتها، وان هناك متغيرات في الافق الدولي قد تلوي اذن الطفل المدلل تمهيداً لما هو أبعد من هذا التوبيخ!
(الدستور)