إيران.. بين بيروت وجنيف
فهد الفانك
جو 24 : مفاوضات جنيف بين إيران والدول الست الكبرى حول المشروع النووي الإيراني لم تكن مرشحة للنجاح ، وكان المراقبون يعتقدون أنها مجرد مناورة ذكية من طرف إيران لتبريد الازمة وكسب الوقت وتخفيف العقوبات ، خاصة إذا صح أن ما يفصل إيران عن امتلاك السلاح الذري لا يزيد عن سنة.
لكن المفاوضات أسفرت عن اتفاق مرحلي محدود أفضل من لا شيء ، ساعد في ذلك أن الرئيس الأميركي أوباما يريد تحقيق نجاح ما يساعد حزبه الديمقراطي في الانتخابات النصفية الوشيكة ، بحيث لا يبدو أن رهانه على حل سلمي مع إيران قد فشل ، كما أن إيران تعاني من العقوبات الاقتصادية المفروضة عليها ، وترغب في تخفيضها مقابل تنازلات محدودة وغير مؤثرة.
إسرائيل رفضت سلفاً أي اتفاق حول المشروع النووي الإيراني لأنها تريد تدمير المشروع كلياً ، وهذا هدف لا يمكن أن يتحقق من خلال المفاوضات.
بالمناسبة فإن التفجير المزدوج أمام السفارة الإيرانية قي قلب المربع الأمني لحزب الله في الضاحية الجنوبية من بيروت ، وإعلان أحد فروع القاعدة – كتائب عبد الله عزام – مسؤوليته عن التفجيرين ، أوضح أن لبنان لن يكون بعيدأً عن الصراع الدائر في سوريا وأن سياسة النأي بالنفس غير قابلة للتطبيق.
الضربة موجهة بالدرجة الأولى إلى إيران ، فإذا كانت إيران تحارب القاعدة في سوريا ، فلماذا لا ترد القاعدة على إيران في أحد معاقلها؟.
يبدو ظاهرياً أن القاعدة سجلت نقاطأً لصالحها بإثبات أن يدها طويلة وتستطيع أن تضرب خصومها بقوة. ويبدو ظاهرياً أيضاً أن حزب الله يدفع ثمن تدخله في سوريا.
هذه النتائج تبدو على السطح ، ولكن النتيجة الأهم أن التفجيرات الإرهابية تؤشر على حرب مباشرة بين القاعدة وإيران. وفي هذا تقدم القاعدة خدمة كبرى لإيران على مستوى السياسة الدولية.
الصدام بين إيران والقاعدة يعطي إيران عصمة من ضربة أميركية ، فأميركا لم تضرب نظام الأسد كي لا تجد نفسها في صف القاعدة ، وبالتبعية لا تريد أن تجد نفسها في صف القاعدة بضرب إيران.
أميركا ضربت العراق فكانت النتيجة ازدهار القاعدة في العراق ، فلماذا تضرب إيران إذا كانت الضربة تصب في صالح القاعدة؟.
الصراع بين إيران والقاعدة يقوي مركز إيران التفاوضي مع الغرب بشأن مشروعها النووي ، لأنه يضعف الرغبة في ضربها عسكرياً. أي أن مشروع إيران النووي ومشروعها السياسي في المنطقة كانا في الجانب المستفيد من هجوم القاعدة على بيروت.
إيران لم تعد في نظر أميركا دولة إرهابية أو دولة تؤوي الإرهابيين بل أصبحت في حالة حرب مع الإرهاب وهذا ما تريده أميركا من إيران وغير إيران.
(الرأي)
لكن المفاوضات أسفرت عن اتفاق مرحلي محدود أفضل من لا شيء ، ساعد في ذلك أن الرئيس الأميركي أوباما يريد تحقيق نجاح ما يساعد حزبه الديمقراطي في الانتخابات النصفية الوشيكة ، بحيث لا يبدو أن رهانه على حل سلمي مع إيران قد فشل ، كما أن إيران تعاني من العقوبات الاقتصادية المفروضة عليها ، وترغب في تخفيضها مقابل تنازلات محدودة وغير مؤثرة.
إسرائيل رفضت سلفاً أي اتفاق حول المشروع النووي الإيراني لأنها تريد تدمير المشروع كلياً ، وهذا هدف لا يمكن أن يتحقق من خلال المفاوضات.
بالمناسبة فإن التفجير المزدوج أمام السفارة الإيرانية قي قلب المربع الأمني لحزب الله في الضاحية الجنوبية من بيروت ، وإعلان أحد فروع القاعدة – كتائب عبد الله عزام – مسؤوليته عن التفجيرين ، أوضح أن لبنان لن يكون بعيدأً عن الصراع الدائر في سوريا وأن سياسة النأي بالنفس غير قابلة للتطبيق.
الضربة موجهة بالدرجة الأولى إلى إيران ، فإذا كانت إيران تحارب القاعدة في سوريا ، فلماذا لا ترد القاعدة على إيران في أحد معاقلها؟.
يبدو ظاهرياً أن القاعدة سجلت نقاطأً لصالحها بإثبات أن يدها طويلة وتستطيع أن تضرب خصومها بقوة. ويبدو ظاهرياً أيضاً أن حزب الله يدفع ثمن تدخله في سوريا.
هذه النتائج تبدو على السطح ، ولكن النتيجة الأهم أن التفجيرات الإرهابية تؤشر على حرب مباشرة بين القاعدة وإيران. وفي هذا تقدم القاعدة خدمة كبرى لإيران على مستوى السياسة الدولية.
الصدام بين إيران والقاعدة يعطي إيران عصمة من ضربة أميركية ، فأميركا لم تضرب نظام الأسد كي لا تجد نفسها في صف القاعدة ، وبالتبعية لا تريد أن تجد نفسها في صف القاعدة بضرب إيران.
أميركا ضربت العراق فكانت النتيجة ازدهار القاعدة في العراق ، فلماذا تضرب إيران إذا كانت الضربة تصب في صالح القاعدة؟.
الصراع بين إيران والقاعدة يقوي مركز إيران التفاوضي مع الغرب بشأن مشروعها النووي ، لأنه يضعف الرغبة في ضربها عسكرياً. أي أن مشروع إيران النووي ومشروعها السياسي في المنطقة كانا في الجانب المستفيد من هجوم القاعدة على بيروت.
إيران لم تعد في نظر أميركا دولة إرهابية أو دولة تؤوي الإرهابيين بل أصبحت في حالة حرب مع الإرهاب وهذا ما تريده أميركا من إيران وغير إيران.
(الرأي)