نحن بخير .. اطمئنوا وطمئنونا
حسين الرواشدة
جو 24 : كل ما يحدث في بلدنا يدعو الى الاطمئنان، لا داعي –ابدا- للقلق، فمشروع الإصلاح اقترب من نهايته، وورشات العمل تعمل بمهارة لوضع آخر اللمسات عليه، نحن في مرحلة “التشطيب” وبوسعنا ان “نصبر” قليلا حتى نستلم المفاتيح.
في الشارع ثمة احساس بان حراكات “الجمع” استنفدت اغراضها، وان استمرارها جزء من “الفلكلور” الاصلاحي المطلوب، وحتى الاحتجاجات الليلية التي شهدناها مؤخرا في الشمال ليست اكثر من “بروفات” لتذكير المسؤولين في بلادنا بان “الأوضاع على ما يرام” وبان فصل الصيف اقترب وبدأت مواسم “النزهات” التي تتيح للناس الخروج من بيوتهم لكي يستنشقوا ما يلزم من هواء.
لا تقل –ابدا- ان الناس “يرفضون” رفع الاسعار ويهددون الحكومة من مغبّة ذلك، هذه مجرد “مزحة” ومن حقنا ان نتنازل قليلا عن “الجدّ” الذي الفناه، ونطرد “الكشرة” التي اتهمنا بها فالجميع يعرف بأن “الموازنة” محملة بالديون، والعجوزات، وبأن “جيب الحكومة اصبح فارغا، ومن غير المعقول ان يترددوا عن “التبرع” لها او اسعافها با يلزم من “اموال” حتى لو كان على حساب بطونهم الجائعة.
لا تقل لي –ايضا- بان قانون الانتخاب الذي تتصارع النخب على حصصها فيه “يهمّ” الناس هذا ترف سياسي لا طائل منه، فقد ثبت بان قانون “الصوت الواحد” هو الحل، وبأن “مرشح العشيرة” هو القادر على “خدمة” الناس، وبأن افضل برلمان عرفه الاردنيون هو هذا الاخير الذي اتقن معظم اعضائه السباحة ضد التيار لدرجة “الغرق” دفاعا عن الشعب.
اطمئنوا تماما، فقد قارب الربيع العربي على النهاية ونحن عبرناه نحو “الصيف” بنجاح، ولا داعي لمزيد من “ الاستعباط”: انظروا حولكم واعتبروا، هل تريدون ان تستلهموا النموذج الليبي او السوري او التونسي والمصري؟ الم تسمعوا ما يقوله الناس هناك؟ انهم يتمنون ان تعود بهم عقارب الساعة الى الوراء، وان يكون ما حدث مجرد “حلم” او كابوس فهذه اوضاعهم ساءت اكثر، وهذه “الديمقراطية” التي توهموها تحولت الى خيارات سيئة.. وهؤلاء القادمون الجدد ليسوا افضل ممن سبقهم.
لا تذهبوا بعيدا في احلامكم، ما تحقق في عام يكفي وهو اكثر مما تحقق في العقدين الماضيين: ملفات الفساد فتحت وتبين ان معظمها مجرد اخطاء “مطبعية”، التشريعات انجزت وهي تضاهي في حداثتها افضل الموجود في العالم، ماذا تريدون اكثر؟ تخرجون للشارع وتدبون الصوت، تعلنون الاضراب عن العمل، تنتقدون الحكومات وتطالبون برحيلها؟ الا تكفي هذه “الحرية” لاقناعكم بان “الإصلاح” تحقق تماما وبان ما تطالبون به مجرد “مناكفات” لا معنى لها؟
اطمئنوا.. وطمئنونا.. لا داعي لان تتردد الحكومة في “اشهار” قراراتها الاقتصادية، لا داعي لان “تقلق” من امتداد المسيرات الاحتجاجية، لا داعي لان تسيء الظن بالمواطن المستعد دائما لتقديم ما عليه من واجب تجاه “خزينة” بلده حتى لو “تكرش” الفاسدون.
لا ينقصنا سوى ان نتابع نشرات اخبار الطقس لكي نستعد لقضاء عطلة آخر الاسبوع في اي مكان تختاره لنا الحكومة.
الدستور
في الشارع ثمة احساس بان حراكات “الجمع” استنفدت اغراضها، وان استمرارها جزء من “الفلكلور” الاصلاحي المطلوب، وحتى الاحتجاجات الليلية التي شهدناها مؤخرا في الشمال ليست اكثر من “بروفات” لتذكير المسؤولين في بلادنا بان “الأوضاع على ما يرام” وبان فصل الصيف اقترب وبدأت مواسم “النزهات” التي تتيح للناس الخروج من بيوتهم لكي يستنشقوا ما يلزم من هواء.
لا تقل –ابدا- ان الناس “يرفضون” رفع الاسعار ويهددون الحكومة من مغبّة ذلك، هذه مجرد “مزحة” ومن حقنا ان نتنازل قليلا عن “الجدّ” الذي الفناه، ونطرد “الكشرة” التي اتهمنا بها فالجميع يعرف بأن “الموازنة” محملة بالديون، والعجوزات، وبأن “جيب الحكومة اصبح فارغا، ومن غير المعقول ان يترددوا عن “التبرع” لها او اسعافها با يلزم من “اموال” حتى لو كان على حساب بطونهم الجائعة.
لا تقل لي –ايضا- بان قانون الانتخاب الذي تتصارع النخب على حصصها فيه “يهمّ” الناس هذا ترف سياسي لا طائل منه، فقد ثبت بان قانون “الصوت الواحد” هو الحل، وبأن “مرشح العشيرة” هو القادر على “خدمة” الناس، وبأن افضل برلمان عرفه الاردنيون هو هذا الاخير الذي اتقن معظم اعضائه السباحة ضد التيار لدرجة “الغرق” دفاعا عن الشعب.
اطمئنوا تماما، فقد قارب الربيع العربي على النهاية ونحن عبرناه نحو “الصيف” بنجاح، ولا داعي لمزيد من “ الاستعباط”: انظروا حولكم واعتبروا، هل تريدون ان تستلهموا النموذج الليبي او السوري او التونسي والمصري؟ الم تسمعوا ما يقوله الناس هناك؟ انهم يتمنون ان تعود بهم عقارب الساعة الى الوراء، وان يكون ما حدث مجرد “حلم” او كابوس فهذه اوضاعهم ساءت اكثر، وهذه “الديمقراطية” التي توهموها تحولت الى خيارات سيئة.. وهؤلاء القادمون الجدد ليسوا افضل ممن سبقهم.
لا تذهبوا بعيدا في احلامكم، ما تحقق في عام يكفي وهو اكثر مما تحقق في العقدين الماضيين: ملفات الفساد فتحت وتبين ان معظمها مجرد اخطاء “مطبعية”، التشريعات انجزت وهي تضاهي في حداثتها افضل الموجود في العالم، ماذا تريدون اكثر؟ تخرجون للشارع وتدبون الصوت، تعلنون الاضراب عن العمل، تنتقدون الحكومات وتطالبون برحيلها؟ الا تكفي هذه “الحرية” لاقناعكم بان “الإصلاح” تحقق تماما وبان ما تطالبون به مجرد “مناكفات” لا معنى لها؟
اطمئنوا.. وطمئنونا.. لا داعي لان تتردد الحكومة في “اشهار” قراراتها الاقتصادية، لا داعي لان “تقلق” من امتداد المسيرات الاحتجاجية، لا داعي لان تسيء الظن بالمواطن المستعد دائما لتقديم ما عليه من واجب تجاه “خزينة” بلده حتى لو “تكرش” الفاسدون.
لا ينقصنا سوى ان نتابع نشرات اخبار الطقس لكي نستعد لقضاء عطلة آخر الاسبوع في اي مكان تختاره لنا الحكومة.
الدستور