في حِضن الألم

خلود العجارمه
جو 24 :
قصة الدكتورة ألاء وأبنائها التسعة
في زحمة الموت، كانت آلاء النجار تزرع الحياة. بين أنين الجرحى ودموع الأمهات، كانت تمسح الألم بيد، وتخفي نزيف قلبها باليد الأخرى.
استُشهد أولادها التسعة. نعم، تسعة أرواح خرجت من رحمها، حملتهم بين ذراعيها يومًا، ثم ودّعتهم جميعًا دفعة واحدة، بينما كانت تداوي جراح الآخرين. لم تبكِ على الملأ، ولم تصرخ، بل وقفت شامخة كجبل، تشق طريقها بين الركام، تبحث عن حياة تنقذها.
لم تكن مجرد أم، بل كانت وطنًا صغيرًا. ولم تكن فقط طبيبة، بل ملاك رحمة اختبره الله في أقسى امتحان.
يا تسعة نجومٍ انطفأت في ليلة واحدة،
أيُّ قلب يحتمل هذا الفقد؟
وأي أمٍ سوى آلاء، تسكب وجعها على الوطن… وتكتم صرختها لتداوي غيرها؟
يا فلذات كبدها،
كنتم تسعة أرواحٍ تنبض في صدرها،
ضحكاتكم كانت زادها، وخطاكم كانت صلاتها في درب الحياة.
فكيف رحلتم دفعة واحدة؟
وكيف انطفأت البيوت، وانكسر الضوء في عينيها؟
تسعة أكفان... وتسعة قبور...
وتسعة أحلام ما اكتملت.
فمنكم من أراد أن يكون مهندسًا،
ومنكم من كان يحفظ سور القرآن بصوته العذب،
ومنكم من كان لا يزال يتلعثم بالحروف،
ويحلم بدراجته الصغيرة.
يا أبناء آلاء،
أنتم لستم شهداءها فقط،
أنتم شهداء وطن كامل،
أنتم تسعة أبواب للفردوس، تنتظرونها بضحكة ورضا.