عذراء الربيع العربي!
خيري منصور
جو 24 : وصفت مجلة روز اليوسف المصرية تسيفي لفني، وزيرة خارجية اسرائيل السابقة بأنها: المناضلة العظيمة، خالدة الذكر وام مجاهدات النكاح ورئيسة جمعية سيدة الفراش الاسرائيلية الخيرية للترويح عن الزعماء العرب، والفاضلة الآنسة عذراء الربيع العربي؟!
وبالطبع جاءت هذه الاوصاف في سياق السخرية، والتعبير عن المرارة مما نشرته صحيفة «ايديعوت احرونوت» التي اعادت نشر مقابلة سابقة مع لفني في التايمز البريطانية ولا ينافس لفني في هذه الالقاب غير بعض الزعماء الراحلين، الذين كانت تستغرق القابهم سطرين على الاقل في وسائل اعلامهم!
ولست معنياً بالاسماء الفلسطينية التي وردت في روز اليوسف أو على لسان لفني والاهم من ذلك هو الدور الذي تزهو لفني بأنها قامت بادائه خدمة للوطن، وبتكليف من الموساد، ولا ارى جديداً في هذه الواقعة لانها مسبوقة بعشرات وربما مئات الوقائع التي لعبت فيها نساء اسرائيليات دوراً مخابراتياً كان الجنس في الصميم منه. وهناك افلام عربية عالجت هذه المسألة لكن بشكل مزدوج، لان منها ما قدم نماذج نسوية عربية تم توظيفها في هذا المجال، هكذا لا تقودنا هذه الامثلة والظواهر الى البحث عن السياسة في الجنس أو الجنس في السياسة.
لأن السياسة عندما تكون برغماتية وعلى طريقة ميكافيلي ومواعظه لا تعترف بأية قيم أو روادع، ما دامت الغايات تبرر الوسائل، والجنس في نهاية المطاف من هذه الوسائل، وربما كان اخطرها لان الصيد فيه غالباً ما يكون ثمينا!
ما استغربه هو توقيت نشر هذا الحوار في صحيفة اسرائيلية، واثناء تعثر المفاوضات، خصوصاً ان بعض الاسماء التي وردت ذات علاقة مباشرة بالمفاوضات مما يدفعني الى الترجيح بأن هذا النشر وتوقيته يستهدف اثارة عاصفة من الغبار، بحيث ينصرف الانتباه عما يجري الآن الى ما يقال بأنه جرى ذات يوم، فاسرائيل حريصة على افشال اي تفاوض وحين لا تجد العقبات تخترعها وذلك امتداداً لرهانها القديم الجديد حول كسب الوقت، والتمدد افقيا وعموديا في الاستيطان.
وهناك مسألة يجب التنبيه اليها، وهي سايكولوجية في الاساس، فأي كلام له صلة بالجنس والفضائح يجتذب الرأي العام، ويشحذ فضوله وربما خياله على المزيد، وذلك لاسباب لا علاقة لها بالسياسة، بل بالمكبوت على اختلاف أنماطه وتجلياته.
وحين تعترف امرأة حتى لو كانت وزيرة خارجية بأنها فعلت ما فعلت خدمة لوطنها فذلك أمر يخصها ويخص تقاليد مجتمعها وبالتالي لا يضيرها بشيء، لانها اولا لم تكن عاشقة لمن ارتبطت معهم بعلاقات، بل مأمورة تنفذ ما طلب منها.
ان استراتيجية تشتيت الانتباه، وصرفه عن بؤرة الحدث هي اسرائيلية بامتياز، وما نخشاه هو ان ينسى الفلسطينيون ما يجري الآن تحت الطاولة وفوقها ايضا وينشغلوا بحكايات الف ليلة وليلة كما وردت بالطبعة العبرية الجديدة والمنقحة بما يناسب المقام!
اما وصف لفني بأنها عذراء الربيع العربي فهو يمزج الكوميديا الحمراء بالتراجيديا الرمادية في زمن ضاعت فيه الحدود بين الفصول!!
(الدستور)
وبالطبع جاءت هذه الاوصاف في سياق السخرية، والتعبير عن المرارة مما نشرته صحيفة «ايديعوت احرونوت» التي اعادت نشر مقابلة سابقة مع لفني في التايمز البريطانية ولا ينافس لفني في هذه الالقاب غير بعض الزعماء الراحلين، الذين كانت تستغرق القابهم سطرين على الاقل في وسائل اعلامهم!
ولست معنياً بالاسماء الفلسطينية التي وردت في روز اليوسف أو على لسان لفني والاهم من ذلك هو الدور الذي تزهو لفني بأنها قامت بادائه خدمة للوطن، وبتكليف من الموساد، ولا ارى جديداً في هذه الواقعة لانها مسبوقة بعشرات وربما مئات الوقائع التي لعبت فيها نساء اسرائيليات دوراً مخابراتياً كان الجنس في الصميم منه. وهناك افلام عربية عالجت هذه المسألة لكن بشكل مزدوج، لان منها ما قدم نماذج نسوية عربية تم توظيفها في هذا المجال، هكذا لا تقودنا هذه الامثلة والظواهر الى البحث عن السياسة في الجنس أو الجنس في السياسة.
لأن السياسة عندما تكون برغماتية وعلى طريقة ميكافيلي ومواعظه لا تعترف بأية قيم أو روادع، ما دامت الغايات تبرر الوسائل، والجنس في نهاية المطاف من هذه الوسائل، وربما كان اخطرها لان الصيد فيه غالباً ما يكون ثمينا!
ما استغربه هو توقيت نشر هذا الحوار في صحيفة اسرائيلية، واثناء تعثر المفاوضات، خصوصاً ان بعض الاسماء التي وردت ذات علاقة مباشرة بالمفاوضات مما يدفعني الى الترجيح بأن هذا النشر وتوقيته يستهدف اثارة عاصفة من الغبار، بحيث ينصرف الانتباه عما يجري الآن الى ما يقال بأنه جرى ذات يوم، فاسرائيل حريصة على افشال اي تفاوض وحين لا تجد العقبات تخترعها وذلك امتداداً لرهانها القديم الجديد حول كسب الوقت، والتمدد افقيا وعموديا في الاستيطان.
وهناك مسألة يجب التنبيه اليها، وهي سايكولوجية في الاساس، فأي كلام له صلة بالجنس والفضائح يجتذب الرأي العام، ويشحذ فضوله وربما خياله على المزيد، وذلك لاسباب لا علاقة لها بالسياسة، بل بالمكبوت على اختلاف أنماطه وتجلياته.
وحين تعترف امرأة حتى لو كانت وزيرة خارجية بأنها فعلت ما فعلت خدمة لوطنها فذلك أمر يخصها ويخص تقاليد مجتمعها وبالتالي لا يضيرها بشيء، لانها اولا لم تكن عاشقة لمن ارتبطت معهم بعلاقات، بل مأمورة تنفذ ما طلب منها.
ان استراتيجية تشتيت الانتباه، وصرفه عن بؤرة الحدث هي اسرائيلية بامتياز، وما نخشاه هو ان ينسى الفلسطينيون ما يجري الآن تحت الطاولة وفوقها ايضا وينشغلوا بحكايات الف ليلة وليلة كما وردت بالطبعة العبرية الجديدة والمنقحة بما يناسب المقام!
اما وصف لفني بأنها عذراء الربيع العربي فهو يمزج الكوميديا الحمراء بالتراجيديا الرمادية في زمن ضاعت فيه الحدود بين الفصول!!
(الدستور)