فلسطين بين التهميش والتهشيم!!
خيري منصور
جو 24 : ما أكثر الأيام التي تخصص في التقاويم لفلسطين وما أقل الجدية في الحصاد والنتائج، والآن يجتمع عدد كبير من الناشطين والمثقفين تحت شعار يوم كوني لفلسطين وعودة من شردوا منها، لكن كل هذه الانشطة التي تراوح بين السياسي والسياحي تأتي متزامنة مع موقفين، احدهما عربي تهميشي والآخر اسرائيلي تهشيمي..
فمنذ قال كيسنجر أنه لم يشعر بأن أي نظام عربي يأتي الى ذكر فلسطين بجدية حتى هذا الحراك المتعدد الأسماء، تراجعت فلسطين من قضية محورية أو مركزية حسب المعاجم الحزبية الى مجرد ملف.
وما من بلد جريح تحول الى مطية وهو ينزف ليحمل أناساً الى السلطات ويثري آخرين في أوسع سوق سياسية سوداء كفلسطين، لقد ارتكبت باسمها حماقات ومورست انقلابات أكثر من تلك التي ارتكبت باسم الحرية كما قيل بعد الثورة الفرنسية.
انهما مساران لكن بعيداً عن الرصد الفضائي وضجيج الإعلام، مسار عربي يهمش ومسار اسرائيلي يهشم، ولكي أوضح ما أعنيه بهذين المصطلحين لنبدأ من التهميش، فهو نتاج لإعادة ترتيب الاولويات والاجندات، في وقت تم فيه استبدال الاعداء لصالح عدو تاريخي ووجودي جذري هو المحتل.
ولم يشهد العالم ما يومىء لفلسطين حتى بالتحية من بعد حراكات محلية حددت أقانيمها الثلاثة في العدالة الاجتماعية والرغيف والديمقراطية، لأن الحراكات العربية جاءت استجابة لتراكم المكبوتات بمختلف أشكالها ولما أصاب الشعوب من الاختناق من فائض التحالف بين الفساد والاستبداد.
التهميش للقضية الفلسطينية وتحويلها الى مجرد ملف له مظاهر لا تخطئها العين لأن العرب بعد ما انتهوا اليه من تآكل وطني رفعوا شعاراً قديماً هو انج سعد فقد هلك سعيد.. وسعيد هذا قد يكون فلسطين ذاتها أو أية ضحية عربية دفعت ثمناً لنجاة سعد الذي لن ينجو على الاطلاق، لأنه لم يفهم أمثولة الثور الأبيض وهو يبرطع بين الثيران الملونة.
هذا التهميش يقابله تهشيم اسرائيلي يبدأ من قضم الأرض وتجريف التراب واستراتيجية التجويع من أجل التطويع ومن ثم التركيع، ولا ينتهي عند استباحة المقدسات والرموز وثنائية «العبرنة» والتهويد.
لهذا فالمعاناة الفلسطينية الآن مزدوجة لأنها مطرودة من دائرة اهتمام ذوي القربى الذين انشغلوا بانتاج فلسطينات جديدة ولاجئين جدد يصل عددهم عشرات الأضعاف لعدد اللاجئين الفلسطينيين.
ولأن الاستعارات والمجازات اللغوية تحالفت مع التهميش والتهشيم لفلسطين فليأذن لنا القارىء العزيز أن نقول بدون مواربة ان كل المناسبات التي تقترن بفلسطين في مختلف العواصم هي حفلات تنكرية ترتدي فيها السياحة قبعة السياسة!.
(الدستور)
فمنذ قال كيسنجر أنه لم يشعر بأن أي نظام عربي يأتي الى ذكر فلسطين بجدية حتى هذا الحراك المتعدد الأسماء، تراجعت فلسطين من قضية محورية أو مركزية حسب المعاجم الحزبية الى مجرد ملف.
وما من بلد جريح تحول الى مطية وهو ينزف ليحمل أناساً الى السلطات ويثري آخرين في أوسع سوق سياسية سوداء كفلسطين، لقد ارتكبت باسمها حماقات ومورست انقلابات أكثر من تلك التي ارتكبت باسم الحرية كما قيل بعد الثورة الفرنسية.
انهما مساران لكن بعيداً عن الرصد الفضائي وضجيج الإعلام، مسار عربي يهمش ومسار اسرائيلي يهشم، ولكي أوضح ما أعنيه بهذين المصطلحين لنبدأ من التهميش، فهو نتاج لإعادة ترتيب الاولويات والاجندات، في وقت تم فيه استبدال الاعداء لصالح عدو تاريخي ووجودي جذري هو المحتل.
ولم يشهد العالم ما يومىء لفلسطين حتى بالتحية من بعد حراكات محلية حددت أقانيمها الثلاثة في العدالة الاجتماعية والرغيف والديمقراطية، لأن الحراكات العربية جاءت استجابة لتراكم المكبوتات بمختلف أشكالها ولما أصاب الشعوب من الاختناق من فائض التحالف بين الفساد والاستبداد.
التهميش للقضية الفلسطينية وتحويلها الى مجرد ملف له مظاهر لا تخطئها العين لأن العرب بعد ما انتهوا اليه من تآكل وطني رفعوا شعاراً قديماً هو انج سعد فقد هلك سعيد.. وسعيد هذا قد يكون فلسطين ذاتها أو أية ضحية عربية دفعت ثمناً لنجاة سعد الذي لن ينجو على الاطلاق، لأنه لم يفهم أمثولة الثور الأبيض وهو يبرطع بين الثيران الملونة.
هذا التهميش يقابله تهشيم اسرائيلي يبدأ من قضم الأرض وتجريف التراب واستراتيجية التجويع من أجل التطويع ومن ثم التركيع، ولا ينتهي عند استباحة المقدسات والرموز وثنائية «العبرنة» والتهويد.
لهذا فالمعاناة الفلسطينية الآن مزدوجة لأنها مطرودة من دائرة اهتمام ذوي القربى الذين انشغلوا بانتاج فلسطينات جديدة ولاجئين جدد يصل عددهم عشرات الأضعاف لعدد اللاجئين الفلسطينيين.
ولأن الاستعارات والمجازات اللغوية تحالفت مع التهميش والتهشيم لفلسطين فليأذن لنا القارىء العزيز أن نقول بدون مواربة ان كل المناسبات التي تقترن بفلسطين في مختلف العواصم هي حفلات تنكرية ترتدي فيها السياحة قبعة السياسة!.
(الدستور)