العزة والكرامة
خلود العجارمه
جو 24 :
ننظر إلى بعضنا والعزة تخذلنا
تركنا من تكالب علينا وصرنا نحدق في وجوه بعضنا بذهول كأننا نبحث عن إجابة ضائعة والواقع أن الإجابة كانت أمامنا دومًا العزة لا تأتي لمن خذل نفسه أولًا
في مشهد يتكرر كل يوم تقف غزة وحدها تقاوم باللحم الحي وتدفن مرتين مرة تحت أنقاض القصف ومرة تحت رماد النسيان العربي نتابع الصور نحزن نغضب نكتب نصرخ ثم نعود إلى صمتنا نراقب المشهد من بعيد كأننا لا نعرف أن الدم الذي يسيل هو دمنا
المسؤول هو نحن حين تركنا من تكالب علينا من العدو ومن أنظمة لا ترى فينا إلا عبئًا حين اكتفينا بالتفرج وتخاذلنا حين صار الدعاء موقفًا والتفاعل العابر بطولة حين تحولت الكرامة إلى رفاهية والصمود إلى خطأ استراتيجي
نُجلد بعصا الإعلام كل يوم نُضرب بكلمات منمقة تلمع فيها الكذبة حتى تصير حقيقة يصورون المجازر في غزة وكأنها اشتباك بين طرفين يساوون بين من يملك الطائرات ومن يملك الصبر بين من يملك القنابل ومن لا يملك إلا حجرًا وكلمة
الإعلام لم يعد مرآة صار سيفًا موجهًا إلى رقاب الحقيقة يقول لنا اسكتوا فصوتكم فتنة ودمهم لا يعنيكم يطلب منا أن نفهم مشاعر القاتل أن نراعي مشكلاته أن نصدّق أن المقاومة عبث وأن الحياة تحت الاحتلال احتمال مقبول
العزة لا تخذل أحدًا نحن من خذلنا العزة خذلناها حين صدقنا الرواية الزائفة خذلناها حين قلنا عن فلسطين إنها شأن داخلي حين سكتنا عن موت أطفالنا في غزة كأنهم ليسوا منّا كأنهم لا يشبهوننا كأنهم لا يحملون أسماءنا ولا لهجتنا ولا وجعنا
صرنا نحاكم غزة لماذا تقاوم لماذا لا تصمت لماذا لا تموت بهدوء وكأننا نسينا أن فلسطين ليست قطعة أرض بل اختبار كرامة وأن من يخونه ضميره اليوم لن يجد من يقف معه غدًا حين ينادي
ما عدنا نرى في القصف ظلمًا ولا في الموت ظلمًا ما عدنا نغضب حين يُهدم بيت ما عدنا نصرخ حين يُقتل رضيع بل صرنا نكتب منشورًا نرسم قلبًا ونغلق الهاتف
غزة لا تُخذل نحن من يُفضح نحن من يتعرى أمام المرايا كل صباح غزة لا تموت نحن من يموت في كل صمت في كل تبرير في كل تأييد مغلف بالخوف والذل والجهل
كلمات دلالية :
تابعو الأردن 24 على 
