دعونا نخرج من هذا الوهم..!
حسين الرواشدة
جو 24 : يعتقد بعض اخواننا من العرب المسلمين انهم وحدهم في هذا الكون ، وان الأمم الاخرى مسخرة لخدمتهم ، ومدعوة للتقدم والعمل بالنيابة عنهم ، ومطلوب منها ان تصغي اليهم ، وتتنازل عن “معتقداتها” لصالحهم ، ويعتقدون - للاسف - ايضا ان نسختهم “العربية” هي الاسلام ذاته ، وان غيرهم من “المسلمين” الاتراك أو الصينيين أو الفرس أو الجرمان..الخ ، نسخة مقلدة وتابعة وغير اصيلة ، لا تعبر عن روح الاسلام ولا تجسد قيمه ، وربما ، غير محسوبة عليه.
هذا ، بالطبع ، اعتقاد غير صحيح ، سببه المبالغة الخاطئة في تقدير حجم الذات ، وعدم معرفتها بأوجهها وصورها واختلافاتها والوانها المعروفة ، ناهيك عن عدم معرفة الآخر الذي هو في الحقيقة الصورة الاخرى للذات ، وسببه - ايضا - العزلة والقطيعة التي نعيشها باختيارنا ، والخوف من الانفتاح ، والتمحور المرضي حول “المركز” دون الدوران لرؤية الاطراف ، والمبالغة هنا في تمجيد الذات لا يختلف في نتيجته عن المبالغة في تجريحها والاستهانة بها ، فكلاهما ينم عن موقف مرضي ، وتصور يفتقد الى الصواب.
رقميا ، لا تتجاوز نسبة المسلمين في هذا العالم حدود الربع ، ولا يتجاوز عدد العرب منهم الربع ايضا ، فمن بين مليار ونصف المليار مسلم ثمة (300) مليون مسلم عربي ، واما عمليا ، فأثر العرب المسلمين اليوم لا يخفى على أحد ، والقضايا التي تشغلهم تفوق الوصف ، اما صورة “التدين” التي نطالعها في عالمنا العربي فليست افضل من هذه “الصورة” لدى غيرنا ، بل انها تبدو - احيانا - افضل مما لدينا ، ولو زار احدنا احدى البلدان والتي يشكل المسلمون جزءا من معادلة سكانها ، كالهند أو امريكا او اليابان..الخ (دعك من الدول ذات الاكثرية الاسلامية كماليزيا واندونيسيا وتركيا...الخ) لوجد مسلمين حقيقيين ، وتدينا خالصا ، ونسخة اسلامية (غير عربية هذه المرة) اصيلة تعبر عن روح الاسلام وتقدس تعاليمه وتفهم كلياته ومقاصده.
نحتاج الى مراجعة حقيقية - كعرب ومسلمين - لموقفنا من العالم ، ومن العصر ، والى “السير في الارض والكون” لمعرفة هذا التنوع الانساني ، والخروج من “ضيق” التصور ، وقصور النظر ، والتمحور حول النفس ، فنحن - كما قلت - جزء من هذا العالم ، وجزء من اتباع هذا الدين. واذا كانت ثمة افضلية لنا فهي فقط في حمل الامانة: امانة الانسان وامانة الدين ، وهذه ايضا يشاركنا فيها كل مسلم وكل مؤمن وكل ضمير يعرف الله تعالى ويتوجه اليه ويبتغي اليه الوسيلة ، اما الهداية فأمرها الى الخالق ، واما “الحساب” فهو له تعالى يوم القيامة ، واما الخيرية فهي لمن أمر بالمعروف ونهى عن المنكر وآمن بالله..
لا يخطر في بالي - ابدا - ان اقلل من شأن أحد - لا سمح الله - لكني اشعر اننا بحسن نية ، او جهل ، لا نرى الا انفسنا ، ولا نعترف الا “بالاسلام” الذي يتحدث العربية او ينتسب الى قوميتنا العربية ، مع ان الله تعالى حسم المسألة في قرآنه الكريم اذ بعث رسولنا “للعالمين” واناط بأمتنا الاسلامية كلها صفة “الخيرية” ، وانكر علينا التفاضل تبعا للجنس او العرق او اللون ، ودعانا لنتسابق ونسارع لا لنتصارع ونتفارق.
باختصار ، نحن - كعرب - جزء من هذا الاسلام الذي بدأ بأربعة رجال كانوا حول الرسول عليه السلام ، ومنهم فارسي ورومي ، واصبحوا اليوم يزيدون عن مليار ونصف المليار.
ونحن - ايضا - جزء من هذا العالم الذي تعددت اديانه ومعتقداته.. واختلف الناس فيه (ولذلك خلقهم) وظل الكفر - وهو واقع بمشيئة الله - جزءا منه.. فهل بوسعنا ان ننظر الى هذه الصورة من كافة زواياها ، وان نتعامل معها كما امرنا الله تعالى ، بمنطق الاعتراف والاحترام والحوار.. والدعوة بالتي هي أحسن.. والرحمة التي تسبق العدل؟
دعونا نتحرر من هذا الوهم،
الدستور
هذا ، بالطبع ، اعتقاد غير صحيح ، سببه المبالغة الخاطئة في تقدير حجم الذات ، وعدم معرفتها بأوجهها وصورها واختلافاتها والوانها المعروفة ، ناهيك عن عدم معرفة الآخر الذي هو في الحقيقة الصورة الاخرى للذات ، وسببه - ايضا - العزلة والقطيعة التي نعيشها باختيارنا ، والخوف من الانفتاح ، والتمحور المرضي حول “المركز” دون الدوران لرؤية الاطراف ، والمبالغة هنا في تمجيد الذات لا يختلف في نتيجته عن المبالغة في تجريحها والاستهانة بها ، فكلاهما ينم عن موقف مرضي ، وتصور يفتقد الى الصواب.
رقميا ، لا تتجاوز نسبة المسلمين في هذا العالم حدود الربع ، ولا يتجاوز عدد العرب منهم الربع ايضا ، فمن بين مليار ونصف المليار مسلم ثمة (300) مليون مسلم عربي ، واما عمليا ، فأثر العرب المسلمين اليوم لا يخفى على أحد ، والقضايا التي تشغلهم تفوق الوصف ، اما صورة “التدين” التي نطالعها في عالمنا العربي فليست افضل من هذه “الصورة” لدى غيرنا ، بل انها تبدو - احيانا - افضل مما لدينا ، ولو زار احدنا احدى البلدان والتي يشكل المسلمون جزءا من معادلة سكانها ، كالهند أو امريكا او اليابان..الخ (دعك من الدول ذات الاكثرية الاسلامية كماليزيا واندونيسيا وتركيا...الخ) لوجد مسلمين حقيقيين ، وتدينا خالصا ، ونسخة اسلامية (غير عربية هذه المرة) اصيلة تعبر عن روح الاسلام وتقدس تعاليمه وتفهم كلياته ومقاصده.
نحتاج الى مراجعة حقيقية - كعرب ومسلمين - لموقفنا من العالم ، ومن العصر ، والى “السير في الارض والكون” لمعرفة هذا التنوع الانساني ، والخروج من “ضيق” التصور ، وقصور النظر ، والتمحور حول النفس ، فنحن - كما قلت - جزء من هذا العالم ، وجزء من اتباع هذا الدين. واذا كانت ثمة افضلية لنا فهي فقط في حمل الامانة: امانة الانسان وامانة الدين ، وهذه ايضا يشاركنا فيها كل مسلم وكل مؤمن وكل ضمير يعرف الله تعالى ويتوجه اليه ويبتغي اليه الوسيلة ، اما الهداية فأمرها الى الخالق ، واما “الحساب” فهو له تعالى يوم القيامة ، واما الخيرية فهي لمن أمر بالمعروف ونهى عن المنكر وآمن بالله..
لا يخطر في بالي - ابدا - ان اقلل من شأن أحد - لا سمح الله - لكني اشعر اننا بحسن نية ، او جهل ، لا نرى الا انفسنا ، ولا نعترف الا “بالاسلام” الذي يتحدث العربية او ينتسب الى قوميتنا العربية ، مع ان الله تعالى حسم المسألة في قرآنه الكريم اذ بعث رسولنا “للعالمين” واناط بأمتنا الاسلامية كلها صفة “الخيرية” ، وانكر علينا التفاضل تبعا للجنس او العرق او اللون ، ودعانا لنتسابق ونسارع لا لنتصارع ونتفارق.
باختصار ، نحن - كعرب - جزء من هذا الاسلام الذي بدأ بأربعة رجال كانوا حول الرسول عليه السلام ، ومنهم فارسي ورومي ، واصبحوا اليوم يزيدون عن مليار ونصف المليار.
ونحن - ايضا - جزء من هذا العالم الذي تعددت اديانه ومعتقداته.. واختلف الناس فيه (ولذلك خلقهم) وظل الكفر - وهو واقع بمشيئة الله - جزءا منه.. فهل بوسعنا ان ننظر الى هذه الصورة من كافة زواياها ، وان نتعامل معها كما امرنا الله تعالى ، بمنطق الاعتراف والاحترام والحوار.. والدعوة بالتي هي أحسن.. والرحمة التي تسبق العدل؟
دعونا نتحرر من هذا الوهم،
الدستور