العالم العربي في 2014
فهد الفانك
جو 24 : أصدرت مجلة الإيكونومست تقريرها السنوي حول تنبؤاتها لما يمكن أن يحدث في العالم في سنة 2014. ومن أصل 150 صفحة خصص التقرير صفحتين اثنتين للعالم العربي الذي يبدو أن التطورات التي تحدث فيه لم تعد تثير اهتمام العالم كما كان الحال في السابق.
في مطلع التقرير تتوقع الإيكونوميست أن يحدث تحسن ما في العالم العربي في 2014 لمجرد أن الأمور لا يمكن أن تصبح أسوأ مما هي عليه الآن!!.
كما هو متوقع يكرس التقرير الجزء الأكبر من تناوله للأوضاع العربية إلى كل من مصر وسوريا واحتمالات عقد صفقة بين إسرائيل والفلسطينيين.
وهناك إشارة عابرة لكل من لبنان الذي يصفه التقرير بالتعدد الطائفي، والأردن الذي يصفه التقرير بالفقير اقتصادياً، وذلك في مجال مخاطر تمدد الاضطرابات العنيفة في سوريا وتداعياتها إلى البلدان المجاورة.
يتناول التقرير أيضاً باقتضاب شديد كلاً من العراق وليبيا والمغرب والجزائر واليمن والسودان والبحرين والسعودية. ويشير إلى أوضاع في تلك البلدان معروفة ويفرضها منطق الأحداث. ومما يسترعي النظر إن يتوقع التقرير السماح للنساء بقيادة السيارات في السعودية، واحتمال قيام الرئيس الأميركي أوباما بزيارة تاريخية إلى إيران تذكرنا بزيارة الرئيس الأسبق نكسون للصين قبل أربعة عقود.
أما الجزء التحليلي في التقرير فيدور حول موقع الإسلام السياسي في منطقة الشرق الأوسط، حيث كان الاعتقاد السائد في عام 2012 أن القوى الإسلامية، وعلى رأسها جماعة الإخوان المسلمين، هي الرابحة، وأن المستقبل لها، والمراهنة على نجاحها.
ولكن الأمور انقلبت رأساً على عقب في 2013، وأصبحت جماعة الإخوان في حالة تراجع شامل، وخاصة في مصر وتونس، وإلى حد بعيد في سوريا واليمن.
خلاصة ما يهمنا من التقرير أن الشرق الأوسط في 2014 سيظل عنواناً للفوضى وعدم التيقن، وهذا هو في رأينا لب الموضوع، ذلك أننا سنكون بحاجة للعمل والتحرك في بيئة إقليمية من الفوضى والاضطرابات، وعدم الاستقرار، وعدم التيقن، حيث كل شيء ممكن ويصعب التخطيط له سلفاً، فلا بد من استمرار الاعتماد على سياسة الوقاية وإدارة الأزمات وإطفاء الحرائق.
هل يمكن أن يكون الأردن في حالة أفضل في العام القادم بالرغم من الظروف الإقليمية الأسوأ؟ التجربة العملية تقول نعم هذا ممكن، وقد حدث فعلاً خلال ثلاث سنوات من عصر الربيع العربي.
(الرأي)
في مطلع التقرير تتوقع الإيكونوميست أن يحدث تحسن ما في العالم العربي في 2014 لمجرد أن الأمور لا يمكن أن تصبح أسوأ مما هي عليه الآن!!.
كما هو متوقع يكرس التقرير الجزء الأكبر من تناوله للأوضاع العربية إلى كل من مصر وسوريا واحتمالات عقد صفقة بين إسرائيل والفلسطينيين.
وهناك إشارة عابرة لكل من لبنان الذي يصفه التقرير بالتعدد الطائفي، والأردن الذي يصفه التقرير بالفقير اقتصادياً، وذلك في مجال مخاطر تمدد الاضطرابات العنيفة في سوريا وتداعياتها إلى البلدان المجاورة.
يتناول التقرير أيضاً باقتضاب شديد كلاً من العراق وليبيا والمغرب والجزائر واليمن والسودان والبحرين والسعودية. ويشير إلى أوضاع في تلك البلدان معروفة ويفرضها منطق الأحداث. ومما يسترعي النظر إن يتوقع التقرير السماح للنساء بقيادة السيارات في السعودية، واحتمال قيام الرئيس الأميركي أوباما بزيارة تاريخية إلى إيران تذكرنا بزيارة الرئيس الأسبق نكسون للصين قبل أربعة عقود.
أما الجزء التحليلي في التقرير فيدور حول موقع الإسلام السياسي في منطقة الشرق الأوسط، حيث كان الاعتقاد السائد في عام 2012 أن القوى الإسلامية، وعلى رأسها جماعة الإخوان المسلمين، هي الرابحة، وأن المستقبل لها، والمراهنة على نجاحها.
ولكن الأمور انقلبت رأساً على عقب في 2013، وأصبحت جماعة الإخوان في حالة تراجع شامل، وخاصة في مصر وتونس، وإلى حد بعيد في سوريا واليمن.
خلاصة ما يهمنا من التقرير أن الشرق الأوسط في 2014 سيظل عنواناً للفوضى وعدم التيقن، وهذا هو في رأينا لب الموضوع، ذلك أننا سنكون بحاجة للعمل والتحرك في بيئة إقليمية من الفوضى والاضطرابات، وعدم الاستقرار، وعدم التيقن، حيث كل شيء ممكن ويصعب التخطيط له سلفاً، فلا بد من استمرار الاعتماد على سياسة الوقاية وإدارة الأزمات وإطفاء الحرائق.
هل يمكن أن يكون الأردن في حالة أفضل في العام القادم بالرغم من الظروف الإقليمية الأسوأ؟ التجربة العملية تقول نعم هذا ممكن، وقد حدث فعلاً خلال ثلاث سنوات من عصر الربيع العربي.
(الرأي)