المنخفض يكشف المستور: "لا تندهي ما في حدا "!!
كتب محرر الشؤون المحلية - "لا تندهي ما في حدا" ينطبق تماما على الجهات المعنية في المملكة التي تلدغ من نفس الجحر مرات عديدة.
فلم تزل آثار المنخفض الجوي السابق وما نتج عنه من مداهمة السيول لمنازل مواطنين وغرق الشوارع وسوء تصريف المياه تمضي، حتى تبعتها سلسلة من الاخطاء والتقصير وعدم الجاهزية للمنخفض القطبي الذي اثر على المملكة منذ الاربعاء الماضي.
الغريب ان تصريحات رسمية من الجهات المسؤولة عبر الاعلام تسبق اي منخفض بقولها أنها "على اهبة الاستعداد" وأنها "جاهزة للتصدي للمنخفض العتيد"، ليتساقط الثلج ولا يلمس المواطن الا اقل الامكانيات المتاحة، ويجد المواطنون انفسهم ضحايا الاهمال والتقصير وغياب التنسيق بين الجهات المعنية.
وتجلى ذلك بانقطاع الكهرباء عن مناطق من العاصمة وعدد كبير من محافظات المملكة، وانغلاق الطرق الرئيسية والفرعية، فضلا عن الاختناقات المرورية وتقطع السبل بعدد من المواطنين، ليمتد الامر الى محاصرة عدد من القرى؟!
والسؤال الملح ان كانت "الأمانة" و"كوادر الدفاع المدني" و"الكهرباء" على أهبة الاستعداد ما الذي يفسر هذا المشهد المأساوي الذي شهده المواطنون خلال المنخفض الحالي؟!
ومن المسؤول عن اغراق المحافظات بالظلام في هذه الاجواء شديدة البرودة، ومن يعوض الضرر الذي لحق بالمواطنين الذي علقوا على طريق المطار بسبب تراكم الثلوج اكثر من ساعتين دون حتى ان تحضر اي جهة للتعامل مع الاختناقات او السيارات المتعطلة!
الطامة الكبرى أن الجهات المعنية تتقاذف الاتهامات، فضلا عن غياب التنسيق بينها في التعاطي مع الظروف الجوية السائدة، وبطء في التعامل مع المشاكل والاضرار.
الراصدون الجويون "جف ريقهم" وهم يحذرون، عبر وسائل الاعلام، قبل اسبوعين على الاقل من منخفض قادم شديد وعاصفة ثلجية ستؤثر على المملكة، وكان لزاما على الجهات المسؤولة ان تستعد بالآليات والمعدات وبالخطط الطارئة للتصدي لاي مضاعفات خطيرة، كما كان على شركة الكهرباءاعلان الطوارئ للتعامل مع العاصفة، سيما تعزيز عزل الاسلاك وسرعة التعامل مع اي انقطاعات او اضرار.
وليس ادل على ذلك الاهمال من قبل شركة الكهرباء الاردنية الا تصريح رئيس الجامعة الاردنية الدكتور اخليف الطراونة شديد اللهجة الذي حمل فيه الشركة مسؤولية اية اضرار قد تلحق بالجامعة، حيث قال الطراونة مساء الجمعة: "انني أحمل شركة الكهرباء الاردنية المسؤولية في حال حدوث أي ضرر او عطل أو تماسات كهربائية قد تحدث نتيجة لعدم حضور واستجابة الشركة لطلبنا بمعالجة اسلاك الكهرباء داخل الحرم الجامعي التي تعرضت للقطع ووقوع الاشجار عليها نتيجة لتراكم الثلوج على الاشجار".
وأكد الطراونة أنه جراء تساقط وتراكم الثلوج يوم أمس واليوم الجمعة والتي ادت الى تكسر المئات من الأشجار داخل الحرم الجامعي ووقوعها على اسلاك الكهرباء وبالرغم من الاتصالات المتكررة مع الشركة لم تستجب لنا ولم تحضر اي من الفرق الفنية وفرق الطوارئ لحرم الجامعة لمعالجة المشكلة!!
واذا كان هذا حال رئيس جامعة وصرح علمي بارز في الاردن فما هو مصير مواطن غلبان ضاق ذرعا بشكواه على انقطاع الكهرباء ليلة كاملة عن منزله، اذ لم تعد الشركة ترد على هواتفها وهو ما تأكد jo24 منه عندما حاول الاتصال مرارا للاستفسار على اسباب انقطاع الكهرباء دون ان يرد احد!!
عضو جمعية البيئة الاردنية في محافظة عجلون نبيل الصمادي قال هو الآخر اليوم بأن هناك "غيابا واضحا للتنسيق ما بين الجهات المعنية بفتح الطرق لغاية الساعة 11 صباحا"، في المحافظة التي شهدت تساقطا كثيفا للثلوج نتج عنه انقطاعات في التيار الكهربائي في عدد من المناطق وسقوط اسلاك الكهرباء والاتصالات على الارض بالاضافة الى تساقط اغصان الاشجار كما شهدت الطرق الرئيسية والداخلية اغلاقات بسبب التساقط الكثيف للثلوج.
كما تسبب انقطاع الكهرباء في الطفيلة بتعطل المخابز.
هل سيبقى الاردنيون في كل منخفض على موعد مع هذه المآسي وسط تعنت الجهات المعنية بأنها "جاهزة للتصدي"!!
كل منخفض وانتم بخير