الأزمة السورية..إلى أين؟
فهد الفانك
جو 24 : تأخر كثيرون في الإقرار بأن الأزمة السورية ليس لها حل عسكري، ليس فقط لأن ثلاثين شهراً من الحرب الدموية لم تصل إلى نتيجة، بل أيضاً لأن القوى الفاعلة وراء المعسكرين المتقاتلين لا تقبل الهزيمة.
روسيا وإيران وحزب الله لن يسـمحوا بإسقاط النظام السوري، وتركيا والسعودية وقطر لن تسمح بانتصار النظام السوري، ولذا فالحرب الجارية في سوريا ليس لها نهاية باعتبار أنها حرب بالوكالة بين قوى فاعلة من الخارج، والشعب السوري يدفع الثمن.
مؤتمر جنيف (2) قد لا ينعقد، فلا قيمة لمؤتمر لا يحضره النظام السوري، ولكن الطرف الآخر لا يقبل للرئيس الأسد أي دور. النظام السوري أعلن صراحة أنه لن يذهب إلى جنيف لتسليم السلطة، والقوى المسلحة العاملة داخل سوريا لن تذهب إلى جنيف إذا كان للنظام الحالي دور فيه.
مؤتمر جنيف محكوم بالفشل، وإذا كان يراد له النجاح فيجب أن يكون التفاوض بين القوى الحقيقية الكامنة وراء الأزمة، فلماذا لا يتم التفاوض مباشرة بين الأطراف الفاعلة التي أشرنا إليها أعلاه، على أن تلعب أميركا دور الوسـيط غير النزيه، خاصة وأنها صاحبة نفوذ معترف به.
النظام السوري من جهة والمنظمات المسلحة من جهة أخرى لن تصل إلى اتفاق، فليس هناك حل وسط بل قتال حتى النهاية. ولكن ماذا لو اتفقت أميركا وروسيا كما اتفقتا في موضوع السلاح الكيماوي وتجنب الضربة العسكرية؟.
هناك ديناميكية معينة تقرر المواقف التي يتخذها الأطراف: الجيش السوري يحقق تقدمأً على الأرض، الجبهة الإسلامية تهاجم الجيش السوري الحر وتقتل قادته وتستولي على أسلحته، صعود الحركات التكفيرية المتطرفة وسلوكها اللاإنساني فيما يخص الإعدامات ومعلولا والراهبات والمطرانين مما له تأثير كاسح على صعيد المجتمع الدولي.
حتى الذين أعلنوا سلفاً بأن النظام السوري فقد شرعيته وأن على الرئيس الأسد أن يتنحى، أخذوا الآن يراجعون مواقفهم، ذلك أن الثوار المسلحين فقدوا شرعيتهم أيضاً، وأصبح السؤال: إذا ذهب النظام فما هو البديل؟ يبدو أن البديل الوحيد هو تحول سوريا إلى مركز آخر للقاعدة.
خلال شهرين فقط قدم كوفي عنان مشروعاً متوازنأً لإنهاء الصراع. وعندما فشل استقال وانسحب بهدوء. وبعد سنتين من العمل غير المنتج ما زال الأخضر الإبراهيمي ينتظر المعجزة ويرفض الاعتراف بالفشل والانسحاب من العملية كما فعل كوفي عنان.
مؤتمر جنيف الموعود لم يعد صالحاً حتى كأداة لإدارة الأزمة، ناهيك عن حلها.
(الرأي)
روسيا وإيران وحزب الله لن يسـمحوا بإسقاط النظام السوري، وتركيا والسعودية وقطر لن تسمح بانتصار النظام السوري، ولذا فالحرب الجارية في سوريا ليس لها نهاية باعتبار أنها حرب بالوكالة بين قوى فاعلة من الخارج، والشعب السوري يدفع الثمن.
مؤتمر جنيف (2) قد لا ينعقد، فلا قيمة لمؤتمر لا يحضره النظام السوري، ولكن الطرف الآخر لا يقبل للرئيس الأسد أي دور. النظام السوري أعلن صراحة أنه لن يذهب إلى جنيف لتسليم السلطة، والقوى المسلحة العاملة داخل سوريا لن تذهب إلى جنيف إذا كان للنظام الحالي دور فيه.
مؤتمر جنيف محكوم بالفشل، وإذا كان يراد له النجاح فيجب أن يكون التفاوض بين القوى الحقيقية الكامنة وراء الأزمة، فلماذا لا يتم التفاوض مباشرة بين الأطراف الفاعلة التي أشرنا إليها أعلاه، على أن تلعب أميركا دور الوسـيط غير النزيه، خاصة وأنها صاحبة نفوذ معترف به.
النظام السوري من جهة والمنظمات المسلحة من جهة أخرى لن تصل إلى اتفاق، فليس هناك حل وسط بل قتال حتى النهاية. ولكن ماذا لو اتفقت أميركا وروسيا كما اتفقتا في موضوع السلاح الكيماوي وتجنب الضربة العسكرية؟.
هناك ديناميكية معينة تقرر المواقف التي يتخذها الأطراف: الجيش السوري يحقق تقدمأً على الأرض، الجبهة الإسلامية تهاجم الجيش السوري الحر وتقتل قادته وتستولي على أسلحته، صعود الحركات التكفيرية المتطرفة وسلوكها اللاإنساني فيما يخص الإعدامات ومعلولا والراهبات والمطرانين مما له تأثير كاسح على صعيد المجتمع الدولي.
حتى الذين أعلنوا سلفاً بأن النظام السوري فقد شرعيته وأن على الرئيس الأسد أن يتنحى، أخذوا الآن يراجعون مواقفهم، ذلك أن الثوار المسلحين فقدوا شرعيتهم أيضاً، وأصبح السؤال: إذا ذهب النظام فما هو البديل؟ يبدو أن البديل الوحيد هو تحول سوريا إلى مركز آخر للقاعدة.
خلال شهرين فقط قدم كوفي عنان مشروعاً متوازنأً لإنهاء الصراع. وعندما فشل استقال وانسحب بهدوء. وبعد سنتين من العمل غير المنتج ما زال الأخضر الإبراهيمي ينتظر المعجزة ويرفض الاعتراف بالفشل والانسحاب من العملية كما فعل كوفي عنان.
مؤتمر جنيف الموعود لم يعد صالحاً حتى كأداة لإدارة الأزمة، ناهيك عن حلها.
(الرأي)