تغيير الموقف من إيران الجديدة
فهد الفانك
جو 24 : الاتفاق المفاجئ في جنيف بين إيران والدول الست الكبرى حول برنامج إيران النووي استقبل بالامتعاض في دول الخليج العربي وعلى رأسها المملكة العربية السعودية ، التي لم تخف ِ غضبها على الحليف الأميركي ، مما اضطر وزير الخارجية جون كيري للذهاب إلى الرياض في محاولة لتطمين دول الخليج.
كان التفسير المستعجل للاتفاق النووي أن أميركا تخلت عن حلفائها لحساب علاقة قوية مع إيران ، وأن الاتفاقية لا توقف المشروع النووي الإيراني ، ومع ذلك يتم تخفيف العقوبات والإفراج عن مليارات الدولارات المجمدة. هذا فضلاً عن المزيد من إطلاق يد إيران في سوريا والعراق ولبنان واليمن والبحرين.
لكن دول الخليج العربي لم تقف طويلاً عند هذا التفسير ، بل أعادت النظر والتقييم وخلصت إلى نتيجة مختلفة إن لم تكن معاكسة ، ومن هنا فإن بيان قمة دول مجلس التعاون الخليجي المنعقدة مؤخراً في الكويت رحب بالاتفاق النووي ، واعتبره تطوراً إيجابياً.
بداية فإن الاتفاق المعقود في جنيف لن يعجل في تنفيذ المشروع النووي الإيراني الذي كان يسير قدماً قبل الاتفاق وقد يعيقه إلى هذا المدى أو ذاك.
وإذا كانت الدول الغربية قد أظهرت قدراً من التساهل فإن إيران أظهرت قدراً أكبر من التنازلات. ومما لا شك فيه أنه سيكون لأميركا بعد اليوم نفوذ مؤثر على سياسة إيران الخارجية ، وفي هذا المجال فإن إيران الأميركية ستكون أفضل من إيران المتمردة.
يبقى أن الاتفاق الراهن ليس أكثر من حالة انتقالية لمدة لا تزيد عن ستة أشهر ، فلماذا لا ننتظر لنرى بوادر أية اتجاهات جديدة ، ومن يدري فقد تفشل إيران في احترام الاتفاقية فتعطي الدول الغربية وإسرائيل فرصة اللجوء إلى الحل العسكري ، أي تدمير المشروع النووي. وقد تحترم الاتفاق المرحلي وتدخل في اتفاق نهائي يضع حدأً لطموحاتها في امتلاك سلاح ذري.
كان الانطباع الاول أن الاتفاق يمثل نصراً لإيران وتفويضاً لها بالتصرف مما سيؤدي لأوخم العواقب ، ولكن يتضح بالتدريج أن هدف الاتفاق احتواء إيران وليس استرضاءها.
دول مجلس التعاون الخليجي لا تريد أن تجد نفسها في زورق واحد مع إسرائيل التي تقود الحملة ضد الاتفاق ومن هنا راجعت موقفها وأعادت اكتشاف إيجابيات الاتفاق النووي وعرفت أنها لا تستطيع وقف مجرى الأحداث فلماذا لا تحاول تقليل المخاطر والتعايش مع الواقع.
السفير السعودي في لندن نشر في صحيفة نيويورك تايمز تعليقاًُ ضد سياسة أميركا تجاه سوريا وإيران بلهجة شديدة لم ُتعرف عن الدبلوماسية السعودية الهادئة ولا تنسجم مع بيان قمة الكويت.
(الرأي)
كان التفسير المستعجل للاتفاق النووي أن أميركا تخلت عن حلفائها لحساب علاقة قوية مع إيران ، وأن الاتفاقية لا توقف المشروع النووي الإيراني ، ومع ذلك يتم تخفيف العقوبات والإفراج عن مليارات الدولارات المجمدة. هذا فضلاً عن المزيد من إطلاق يد إيران في سوريا والعراق ولبنان واليمن والبحرين.
لكن دول الخليج العربي لم تقف طويلاً عند هذا التفسير ، بل أعادت النظر والتقييم وخلصت إلى نتيجة مختلفة إن لم تكن معاكسة ، ومن هنا فإن بيان قمة دول مجلس التعاون الخليجي المنعقدة مؤخراً في الكويت رحب بالاتفاق النووي ، واعتبره تطوراً إيجابياً.
بداية فإن الاتفاق المعقود في جنيف لن يعجل في تنفيذ المشروع النووي الإيراني الذي كان يسير قدماً قبل الاتفاق وقد يعيقه إلى هذا المدى أو ذاك.
وإذا كانت الدول الغربية قد أظهرت قدراً من التساهل فإن إيران أظهرت قدراً أكبر من التنازلات. ومما لا شك فيه أنه سيكون لأميركا بعد اليوم نفوذ مؤثر على سياسة إيران الخارجية ، وفي هذا المجال فإن إيران الأميركية ستكون أفضل من إيران المتمردة.
يبقى أن الاتفاق الراهن ليس أكثر من حالة انتقالية لمدة لا تزيد عن ستة أشهر ، فلماذا لا ننتظر لنرى بوادر أية اتجاهات جديدة ، ومن يدري فقد تفشل إيران في احترام الاتفاقية فتعطي الدول الغربية وإسرائيل فرصة اللجوء إلى الحل العسكري ، أي تدمير المشروع النووي. وقد تحترم الاتفاق المرحلي وتدخل في اتفاق نهائي يضع حدأً لطموحاتها في امتلاك سلاح ذري.
كان الانطباع الاول أن الاتفاق يمثل نصراً لإيران وتفويضاً لها بالتصرف مما سيؤدي لأوخم العواقب ، ولكن يتضح بالتدريج أن هدف الاتفاق احتواء إيران وليس استرضاءها.
دول مجلس التعاون الخليجي لا تريد أن تجد نفسها في زورق واحد مع إسرائيل التي تقود الحملة ضد الاتفاق ومن هنا راجعت موقفها وأعادت اكتشاف إيجابيات الاتفاق النووي وعرفت أنها لا تستطيع وقف مجرى الأحداث فلماذا لا تحاول تقليل المخاطر والتعايش مع الواقع.
السفير السعودي في لندن نشر في صحيفة نيويورك تايمز تعليقاًُ ضد سياسة أميركا تجاه سوريا وإيران بلهجة شديدة لم ُتعرف عن الدبلوماسية السعودية الهادئة ولا تنسجم مع بيان قمة الكويت.
(الرأي)