عينة انتخابية في مصر
خيري منصور
جو 24 : في أول اختبار انتخابي في مصر بعد أحداث الثلاثين من حزيران كانت مفاجأة نقابة الأطباء، التي احتكر الإخوان الفوز فيها لاكثر من ثلاثين عاماُ، وقد يكون من المجازفة استباق الانتخابات النقابية الأخرى لكن القرائن تشير الى ان خطر الإخوان فيها لن يكون مثلما كان، فما الذي تغير؟ الإخوان انفسهم أم المزاج السياسي العام؟
ما حدث للإخوان حين تولوا الحكم هو ما يحدث عادة وبالتكرار لاحزاب تظفر بالسلطة بعد عقود طويلة من المكوث على الشاطئ الآخر أي في خندق المعارضة، والإخوان في مصر منذ مولدهم قبل اكثر من ثمانين عاماً غلبت لديهم الخبرة في العمل السري على الخبرة في الحراك السياسي المعلن، وحين تصل جماعة وصفت بالخطورة الى الرئاسة فذلك بحد ذاته صدمة مزدوجة، صدمة لمن راهنوا على استبعاد الإخوان بقدر ما هي صدمة فرح بالنسبة للإخوان، وعلى امتداد عام هو عمر حركة الإخوان في حكم مصر لأول مرّة، كان السجال الدائر بين ما سمي أخونة الدولة وعسكرتها، وكأن الثنائية القدرية قد تلخصت في عمامة وخوذة، وانتهى المشروع النهضوي الساعي الى تمدين الدولة الى الهامش.
لكن مفارقات السياسة لا تعترف بالحتميات او المسارات على طريقة القطار والسكة الحديدية المستقيمة، واحيانا يقفز الهامش ليأخذ مكان المَتْن.
نعرف ان فوز من خلال مرشحهم للرئاسة د. محمد مرسي لم يكن ساحقا بل باغلبية بسيطة لا تتجاوز الاثنين بالمئة، ولأن المناخ السياسي في مصر اثناء الانتخابات كان مشبعا بالنكاية فان عدداً كبيراً من انتخبوا مرشح الاخوان فعلوا ذلك نكاية بمنافسه الفريق شفيق باعتباره من اطلق عليهم اسم الفلول رغم تحفظنا على هذه التسمية.
خصوم الاخوان في مصر عدّوا نتائج انتخابات نقابة الأطباء بمثابة البشارة، أو عينة نموذجية من مزاج شعبي عام، وقد يأتي القادم من الايام والانتخابات بما يكرس هذا التوجه، لكن المسألة تبقى في نطاق المراهنة لأن حالة الاضطراب والتشوش قد تحمل مفاجآت غير متوقعة.
وكل ما يجري من انتخابات في المجال النقابي أو حتى في مجلس الشعب اذا قرر ان يستبق انتخابات الرئاسة هو مجرد دوزنة بانتظار الانتخابات الحاسمة التي تفرز رئيسا جديدا لمصر، وما يوحي به الاعلام المصري هو ان هناك مرشحا في حال موافقته قد يفوز بأغلبية ساحقة، انه الفريق اول عبدالفتاح السيسي الذي حظي بشعبية واسعة في معظم الاوساط المصرية، لكن السيسي كما يتبين من لقاءات صحفية لم يتخذ قراره النهائي بعد، رغم ان ما قاله في صحيفة مصر اليوم يرجح ميله الى الترشح، إذْ أبقى اجابته مفتوحة على عدة آفاق وقابلة للتأويل.
ان مصر الآن بحاجة الى رئيس قوي ومتماسك وله نفوذ يتيح له ان يكون رئيسا لكل المصريين وليس لفئة او طبقة او جماعة وهناك اتجاهان في مصر حول ترشح الفريق السيسي للرئاسة، احدهما يناشده بالبقاء في موقعه كي لا يفقد الوهج الذي صاحبه منذ اتخذ قراره برسم خريطة طريق للمستقبل والاتجاه الاخر يناشده بأن يكمل جميله ويرشح نفسه للرئاسة، وثمة حملة شعبية واسعة ترفع شعار أكمل جميلك تطالب الفريق بعدم التررد في ترشيح نفسه لمنصب الرئيس. إنّ تسارع الأحداث في الحراك المصري لا يقبل التأطير في رأي واحد أو حتى توقع واحد!.
(الدستور)
ما حدث للإخوان حين تولوا الحكم هو ما يحدث عادة وبالتكرار لاحزاب تظفر بالسلطة بعد عقود طويلة من المكوث على الشاطئ الآخر أي في خندق المعارضة، والإخوان في مصر منذ مولدهم قبل اكثر من ثمانين عاماً غلبت لديهم الخبرة في العمل السري على الخبرة في الحراك السياسي المعلن، وحين تصل جماعة وصفت بالخطورة الى الرئاسة فذلك بحد ذاته صدمة مزدوجة، صدمة لمن راهنوا على استبعاد الإخوان بقدر ما هي صدمة فرح بالنسبة للإخوان، وعلى امتداد عام هو عمر حركة الإخوان في حكم مصر لأول مرّة، كان السجال الدائر بين ما سمي أخونة الدولة وعسكرتها، وكأن الثنائية القدرية قد تلخصت في عمامة وخوذة، وانتهى المشروع النهضوي الساعي الى تمدين الدولة الى الهامش.
لكن مفارقات السياسة لا تعترف بالحتميات او المسارات على طريقة القطار والسكة الحديدية المستقيمة، واحيانا يقفز الهامش ليأخذ مكان المَتْن.
نعرف ان فوز من خلال مرشحهم للرئاسة د. محمد مرسي لم يكن ساحقا بل باغلبية بسيطة لا تتجاوز الاثنين بالمئة، ولأن المناخ السياسي في مصر اثناء الانتخابات كان مشبعا بالنكاية فان عدداً كبيراً من انتخبوا مرشح الاخوان فعلوا ذلك نكاية بمنافسه الفريق شفيق باعتباره من اطلق عليهم اسم الفلول رغم تحفظنا على هذه التسمية.
خصوم الاخوان في مصر عدّوا نتائج انتخابات نقابة الأطباء بمثابة البشارة، أو عينة نموذجية من مزاج شعبي عام، وقد يأتي القادم من الايام والانتخابات بما يكرس هذا التوجه، لكن المسألة تبقى في نطاق المراهنة لأن حالة الاضطراب والتشوش قد تحمل مفاجآت غير متوقعة.
وكل ما يجري من انتخابات في المجال النقابي أو حتى في مجلس الشعب اذا قرر ان يستبق انتخابات الرئاسة هو مجرد دوزنة بانتظار الانتخابات الحاسمة التي تفرز رئيسا جديدا لمصر، وما يوحي به الاعلام المصري هو ان هناك مرشحا في حال موافقته قد يفوز بأغلبية ساحقة، انه الفريق اول عبدالفتاح السيسي الذي حظي بشعبية واسعة في معظم الاوساط المصرية، لكن السيسي كما يتبين من لقاءات صحفية لم يتخذ قراره النهائي بعد، رغم ان ما قاله في صحيفة مصر اليوم يرجح ميله الى الترشح، إذْ أبقى اجابته مفتوحة على عدة آفاق وقابلة للتأويل.
ان مصر الآن بحاجة الى رئيس قوي ومتماسك وله نفوذ يتيح له ان يكون رئيسا لكل المصريين وليس لفئة او طبقة او جماعة وهناك اتجاهان في مصر حول ترشح الفريق السيسي للرئاسة، احدهما يناشده بالبقاء في موقعه كي لا يفقد الوهج الذي صاحبه منذ اتخذ قراره برسم خريطة طريق للمستقبل والاتجاه الاخر يناشده بأن يكمل جميله ويرشح نفسه للرئاسة، وثمة حملة شعبية واسعة ترفع شعار أكمل جميلك تطالب الفريق بعدم التررد في ترشيح نفسه لمنصب الرئيس. إنّ تسارع الأحداث في الحراك المصري لا يقبل التأطير في رأي واحد أو حتى توقع واحد!.
(الدستور)