الزواج الحديث .. دعوات شبابية لكسر التقاليد
منار حافظ - تفرض متطلبات العصر نمط تفكير جديد وفريد من نوعه أحيانا على الشباب في ظل ظروف اجتماعية ومادية واقتصادية وتكنولوجية باتت مختلفة عن الماضي.
ويبتكر الشباب وسائل حديثة للوصول إلى غاياتهم في عصر السرعة حتى فيما يتعلق بالزواج ، لنجد البعض من الآباء والأجداد حائرا أمام طلب شاب أردني الزواج من فتاة أحلامه عن طريق الإنترنت مستبدلا الجاهة برسالة عبر بريد الكتروني سريع يرسله لوالدها.
يقول الشاب عمر محمد والذي يعمل موظفا في إحدى شركات الإتصال : أن الحياة بصعوباتها قد تفرض اختيار حلول تكنولوجية تيسر الوقت والجهد والمال .
ولا يجد عمر ضيرا في استبدال الجاهة التقليدية بجاهة الكترونية والخروج عن مألوف العادات والتقاليد ما دام الهدف الأساسي قد تحقق وبموافقة الطرفين وأهلهما.
وتخالفه الرأي الطالبة الجامعية هلا مهيار التي ترى أنه من غير المنطقي أن يتم الزواج وطلب يد الفتاة عن طريق الإنترنت لأن ذلك مخالف لفكرها ولرغبات الأهل الذين يحبون أن يفرحوا بزفاف ابنتهم وفق العادات والتقاليد .
وعلقت هلا بالقول : " أهلي يحبون أن أكون مثل الفتيات الأخريات وأن تكون طقوس الزواج كاملة بعاداتها وتقاليدها بالإضافة إلى الجاهة التي تعتبر أمرا رئيسيا في مراسم طلب يد الفتاة ".
وتعتبر المعلمة أمل فرحان أنه من الجميل الخروج أحيانا عن المألوف في طلب يد الفتاة ليمنحها شيئا من الرومانسية العصرية، متمنية لو أن والدها كان يمتلك بريدا الكترونيا حتى يتمكن زوجها من طلب يدها عن طريق الإنترنت.
بينما يظن الطالب الجامعي خالد الحراسيس أنه من غير المقبول طلب يد الفتاة عبر بريد الكتروني لأن ذلك مخالف للعادات والتقاليد وسيلقى رفضا قاطعا من والدها وأقربائها.
وأما ( آية . ك ) والتي تعمل مدربة في إحدى المنظمات الشبابية فتعتقد أن أساس الزواج يجب أن يكون قائما وفق العادات والتقاليد ، وبرأيها فإن الفتاة ليست سلعة ليتم طلبها من والدها عبر الإنترنت.
وأكد أحد شيوخ العشائر الأردنية ( فايز الدويرج ) لـ Jo24 أن العادات والتقاليد أمر مهم في كل مراحل الزواج.
وشدد على عدم تدخل التكنولوجيا في عاداتنا معتبرا أن طلب يد الفتاة من والدها بواسطة بريد الكتروني كبديل عن الجاهة التقليدية أمر مرفوض تماما ولا يمكن تقبله بالأعراف العشائرية.
وعقب أستاذ علم الإجتماع في جامعة البلقاء التطبيقية الدكتور حسين الخزاعي بالقول : " العصر الحديث فرض وسائل وتقنيات يعترف بها المجتمع ويستخدمها ويسخرها بهدف توفير الوقت والجهد والمال ويجب علينا أن نكون مع أي تواصل يؤدي إلى التواصل الإجتماعي حتى ولو كان الكترونيا " .
وأوضح في حديثه لـ Jo24 أنه وليكتمل التواصل الإجتماعي الإلكتروني فإن علينا أن نخرجه من فضائه إلى أرض الواقع وللأجواء الأسرية التي تحمل الفرح.
وأشار إلى ضرورة أن تترجم هذه الثورة التكنولوجية إلى الأرض سلوكيا بحيث لا تتعارض مع العادات والتقاليد مؤكدا في ذات الوقت على تشجيعه لأي وسيلة اتصال اجتماعية مهما كانت في سبيل خلق روابط إنسانية.
وقال : " هذا جيل الشباب وهم يستخدمون أدوات جيلهم التكنولوجية بطريقة فعالة ولكن يجب عدم الإعتماد على التواصل الإلكتروني كليا فنحن دائما بحاجة للتواصل مع الأهل والأقارب والأنساب بشكل مباشر لمزيد من التواصل".