أمثولة المتوالية الشّهابية!
خيري منصور
جو 24 : ما نخشاه هو ان يصبح شهاب الدين العربي الذي ورث السلطة عن سابقيه اسوأ منهم، لأن مفاهيم من طراز الفساد والاستبداد والتسلط والاقصاء والاستحواذ ليست شخصية رغم الافراط في شخصنتها تهرباً من المعالجة الجذرية لهذه الأوبئة! ما كنا وما نزال نحتاجه كعرب هو ثورة على ثقافة سائدة، رضعنا جميعاً من حليبها السّام والمُرّ، لأن التغيير اذا توقف عند الاشخاص لا معنى له غير اعادة الحكاية المملة لكن بشخوص جدد، وسجون جديدة وادوات تعذيب اكثر تطوراً.
ولا ادري لماذا يجري التهرب حتى من النخب ذاتها من مواجهة الاسباب الجذرية لكل محاصيل الشقاء من فقر وأمية واستنقاع؟ قد يكون سبب ذلك البحث عن موقف آمن يحفظ خط الرجعة، ويكفي من يتنطعون للتشخيص مؤونة البحث الجاد عن الاسباب التاريخية.
ان ما يحدث الآن هو تهجير المديح المجاني من شهاب الدين الى شهاب الدين آخر بحيث تتكرر الدراما ذاتها، ومن يستقبل بالتصفيق يودع بالعصا او حبل المشنقة!
لهذا لا استغرب غياب او تغييب الثقافة خلال السنوات القليلة الماضية عن المشهد التدين برمته، ليس لأن المثقفين تخلفوا عن الشارع الذي استبقهم بعفويته كما يقال، بل لأن هناك قطيعة اقرب الى الطلاق حدثت منذ زمن بين المثقف والناس بسبب الامية اولا، واستغراق هذه الملايين المحرومة حتى من الشهيق النظيف في البحث من الحد الادنى والغريزي من اجل البقاء على قيد العيش وليس الحياة فالفارق هائل بين العيش بمعناه العضوي وبين الحياة بكل تجلياتها الآدمية.
في عقدي الانقلابات والثورات التصحيحية وسائر هذه المصطلحات المشتقة من قاموس الدبابة كانت البيانات العسكرية الاولى تتنافس على الوعد باليوتوبيا وتحرير فلسطين والبشائر بفردوس ارضي، لكنها في الحقيقة تنافست على عدد السجناء والمنفيين ومن اغتيلوا بكاتم الصوت.
كان الخلف من هؤلاء يتجاوز السلف في كل ما له من صلة بالتدمير وسفاهة الانفاق والمهرجانات الامبراطورية التي تخلو من الاباطرة لكنها تعج بالطراطير! ما نخشاه هو ان التغيير لم يشمل عقلاً سياسياً تربى في حاضنة البعد الواحد وأوهام الخلود، واكاديمية «البروبغاندا» التي برعت في اطروحات كي ميل سفونغ ترجمت الى لغتنا العربية وصدرت بصبغات فريدة، لكنها غير منقحة.
كم أخشى على رجال لهم دوافع وطنية أصيلة من جوقة المهرجين، بحيث يفقد هؤلاء شيئاً فشيئاً براءة دوافعهم ويصدقون بأنهم معصومون من الخطأ، وان الشمس لا تشرق الا اذا صحوا من النوم ومن أجلهم فقط.
حتى الآن لم تحدث الثورة المنتظرة منذ قرون وليس عقوداً فقط بمعناها التاريخي والمعرفي، لأن ما يتم اسقاطه هو اشخاص فقط او احزاب استعارت من القبائل نسيجها وأواصرهها، اما المفاهيم فهي في مكان آخر.
واذكر ان محمود درويش كتب في صباه مقالة يرد بها على من افرطوا في مديحه هو وشعراء فلسطين بعنوان انقذونا من هذا الحب القاسي..
حبذا لو يقرأها زعماء وساسة لهم دوافع وطنية نبيلة لكن التطبيل والتزمير قد يفسدهم!!.
(الدستور)
ولا ادري لماذا يجري التهرب حتى من النخب ذاتها من مواجهة الاسباب الجذرية لكل محاصيل الشقاء من فقر وأمية واستنقاع؟ قد يكون سبب ذلك البحث عن موقف آمن يحفظ خط الرجعة، ويكفي من يتنطعون للتشخيص مؤونة البحث الجاد عن الاسباب التاريخية.
ان ما يحدث الآن هو تهجير المديح المجاني من شهاب الدين الى شهاب الدين آخر بحيث تتكرر الدراما ذاتها، ومن يستقبل بالتصفيق يودع بالعصا او حبل المشنقة!
لهذا لا استغرب غياب او تغييب الثقافة خلال السنوات القليلة الماضية عن المشهد التدين برمته، ليس لأن المثقفين تخلفوا عن الشارع الذي استبقهم بعفويته كما يقال، بل لأن هناك قطيعة اقرب الى الطلاق حدثت منذ زمن بين المثقف والناس بسبب الامية اولا، واستغراق هذه الملايين المحرومة حتى من الشهيق النظيف في البحث من الحد الادنى والغريزي من اجل البقاء على قيد العيش وليس الحياة فالفارق هائل بين العيش بمعناه العضوي وبين الحياة بكل تجلياتها الآدمية.
في عقدي الانقلابات والثورات التصحيحية وسائر هذه المصطلحات المشتقة من قاموس الدبابة كانت البيانات العسكرية الاولى تتنافس على الوعد باليوتوبيا وتحرير فلسطين والبشائر بفردوس ارضي، لكنها في الحقيقة تنافست على عدد السجناء والمنفيين ومن اغتيلوا بكاتم الصوت.
كان الخلف من هؤلاء يتجاوز السلف في كل ما له من صلة بالتدمير وسفاهة الانفاق والمهرجانات الامبراطورية التي تخلو من الاباطرة لكنها تعج بالطراطير! ما نخشاه هو ان التغيير لم يشمل عقلاً سياسياً تربى في حاضنة البعد الواحد وأوهام الخلود، واكاديمية «البروبغاندا» التي برعت في اطروحات كي ميل سفونغ ترجمت الى لغتنا العربية وصدرت بصبغات فريدة، لكنها غير منقحة.
كم أخشى على رجال لهم دوافع وطنية أصيلة من جوقة المهرجين، بحيث يفقد هؤلاء شيئاً فشيئاً براءة دوافعهم ويصدقون بأنهم معصومون من الخطأ، وان الشمس لا تشرق الا اذا صحوا من النوم ومن أجلهم فقط.
حتى الآن لم تحدث الثورة المنتظرة منذ قرون وليس عقوداً فقط بمعناها التاريخي والمعرفي، لأن ما يتم اسقاطه هو اشخاص فقط او احزاب استعارت من القبائل نسيجها وأواصرهها، اما المفاهيم فهي في مكان آخر.
واذكر ان محمود درويش كتب في صباه مقالة يرد بها على من افرطوا في مديحه هو وشعراء فلسطين بعنوان انقذونا من هذا الحب القاسي..
حبذا لو يقرأها زعماء وساسة لهم دوافع وطنية نبيلة لكن التطبيل والتزمير قد يفسدهم!!.
(الدستور)