jo24_banner
jo24_banner

مسرحية

حمدان الحاج
جو 24 : يتصدى الزميل الكاتب كامل النصيرات الى قضية اشكالية شديدة الحساسية بكثير من الكياسة ورباطة الجأش عندما يتناول في مسرحيته لا شرقية ولا غربية التي يؤديها عدد من الفنانين منهم المعروف ومنهم الجديد على مسرح عمون وهي في النهاية عملية ابداعية متكاملة لا يملك اي مشاهد لها الا ان يشكر هذا الكاتب اللاهث خلف حب الناس وتكاتفهم ووحدتهم والنأي بهم عما ينغص على الوطن بعض من ينقنقون من هنا اوهناك ليحول دون ان يفت ذلك في عضد الاردن الذي هواكبر من الفئات والطوائف والحاقدين والكارهين والمنتفعين والمتملقين والمبتزين والصغار وضعاف النفوس وقليلي الحيلة والراقصين على جراح الغير والصانعين الامجاد على ظهور الناجحين.

ما يجري على خشبة المسرح على مدى ساعتين يفصل بينهم فاصل قصير يجعلك تعيش حالة مختلفة وجديدة وتجعل كثيرين يعيدون التفكير في ما يقولون ويفعلون بل ان الرسائل المباشرة وغير المباشرة التي يبعث بها كامل النصيرات الى كل مشاهد او سامع متابع او حتى ناقل لما يجري تقول بلا مواربة اننا بحاجة الى اعادة النظر في مواقفنا وحتى في ما نطلق من اوصاف اوعبارات لا نريد من ورائها الايذاء اوالاعتداء على الاخر واذا بهذا الاخر متضايق ومحتقن بل ويذهب في تفكيره الى ما هو ابعد من ذلك الا اننا عندما نتصارح ونتبادل المواقف والمواقع نجد اننا محتقنون على لا شيء واننا نمضي الوقت الطويل في مسائل ليست الا كلاما في مهب الريح ولا داعي لاخذ المواقف المتشنجة التي لا تعود بالنفع على اي طرف لاننا في النهاية نتحدث عن مجتمع منصهر لا مناص من بقائه كما هو لانه لو كان كل واحد يريد ان يقسم الامور على هواه وعلى مقاساته في المنافع والمكاسب فهو سيحرم اخاه وابن عمه من تنفس الهواء ولكن الحمد لله هذه امور تبقى في الاطار الشخصي الضيق ولا مجال للتعميم بل ولا يجوز فيها التندر بل هي دعوة الى كل اطياف المجتمع ان « الى اين انتم ذاهبون؟ نحن نريد وحدة وتوحدا ومزيدا من الانصهار والتعرف اكثر على انفسنا ونبذ الفرقة والاقتراب اكثر من بعضنا لنعرف ما يجري عند جاري وليعرف جاري عني اكثر لتأتلف القلوب ويتوحد الوطن وليدافع الجميع عنه بالمهج والارواح لا شرقية ولا غربية».

يريد كامل النصيرات ان يعيد العلاقات بين الناس الى سيرتها الاولى فلا يطغى عنصر على اخر الا بما يقدمه للاردن بما ينفع الناس ويجمع ولا يفرق ويعيد التلاحم ويقبل الكل ان الاردن لا تجوز فيه القسمة الا على واحد قولا واحدا وايمانا مطلقا وكلاما تردده الحناجر وتستقر معانيه في القلوب التي تروى بحبات النقاء والايثار والابتعاد عن التجريح والتشهير وقلة الحيلة والاتهامية والظلامية التي لا تخدم الا اعداء الامة.

كامل النصيرات طوع المواقف في قوالب مسرحية هائلة الجاذبية وقدمها فنانون ومبدعون امنوا بفكرة ومفردة الوطن الاجمل فتحولت معزوفة الوحدة الى لحن جميل يتقدم كل المواقف المتشنجة التي يجب ان تتوقف فاستحالت العبارات الى مشاهد حية نابضة بكل اشكال الحرص على المجتمع من سماسرة يتحدثون نيابة عن الكتل البشرية الساعية وراء رزقها واكل عيشها وهي غير معنية بما يطبخه من يريد منصبا او موقعا او مكانة من هذا الفريق او ذاك لاننا في النهاية نسعى الى وطن يجمع ولا يفرق وتتعاضد فيه القوى بعيدا عن الاصطفافات الباهتة.

فبورك الجهد المبذول في مسرحية لا شرقية ولا غربية من كتابة واداء وفكرة تحولت الى مشاهد تثير فينا الحمية اننا يد واحدة وقلب احد رضي من رضي وابى من ابى.
تابعو الأردن 24 على google news