هكذا تغرّد الغربان!
خيري منصور
جو 24 : قبل عامين أو أقل، كان من يجرؤ على القول بأنه رأى شجرة عارية أو غراباً في الربيع العربي، أو ما سميّ كذلك خضوعاً لمعاجم الترجمة، يبدو كما لو أنه دنّس المقدس، ومن جازفوا بالجهر بآرائهم دفعوا الثمن فوراً، سواء كان بالاتهام بأنهم من بقايا عهود بائدة أو أنهم مدفوعو الأجر، لكن سرعان ما انكشف المستور واتضح ما وراء الكواليس والأكمات، وما كتبناه عن برنارد ليفي وسائر البرنندات بدءاً من برنارد لويس جاء اليوم من داخل أوروبا من يبرهن على صدقيته.. والكتاب الذي صدر مؤخراً للكاتب الن غريش الرئيس السابق لتحرير لوموند دبلوماتيك فيه فصل فاضح لبرنارد ليفي ودوره التفكيكي في هذه المنطقة، وللمفارقة فان الاثنين يهوديان، لكن الن غريش المعروف بيساريته وانصافه للعرب والفلسطينيين يقف في خندق مضاد لبرنارد ليفي اليميني الذي تحركه عوامل أخرى.
فهل سيصدق العرب ما كتبه غريش عن ليفي لأنه كتب بالفرنسية وبأسماء ليست من هذه الأبجدية المهددة بأن تصبح أعجمية؟
قلنا قبل أكثر من عامين أن مصطلح الربيع المترجم أطلق في اوروبا عام 1848 على حراك واحداث مغايرة ثم اطلق بعد ذلك على احداث براغ، وحكاية اللعب بالمصطلحات ليست جديدة خصوصاً بالنسبة لشعوب تعاني من عقدة نقص مزمنة ازاء الآخر حتى لو كان غالباً وعدواً وينكل بها.
فهل صدقت نبوءة جورج اورويل التي كتبها عام 1948 وقال ان العالم في نهايات القرن العشرين سوف يحتاج الى قواميس جديدة، يكون فيها معنى الحب هو الكراهية ومعنى السلام هو الحرب اضافة الى ان جمع اثنين الى اثنين يساوي خمسة وليس اربعة!
ما يحدث الآن هو تحقيق لهذه النبوءة، فالسلام حرب والحب كراهية والبلبل غراب، والربيع خريف أو فصل خامس سوف يضاف الى الروزنامات والتقاويم.
الأدهى والأمر من كل هذا هو ان من عيرونا بمواقفنا وتفننوا في اختراع التهم ركبوا الموجة الآن، بحيث اصبحنا كما لو أننا نقلدهم ونردد صدى أصواتهم وعلينا ان نعتذر اليهم عمّا اقترفنا!!
ان من حقنا كتابة مقالات لا نذكر فيه كلمة واحدة أو حتى حرفاً.. بل نملؤها من العنوان الى الخاتمة بعلامات التعجب!!
ولعله من المناسب ان نستعين بالأمثال العربية التي ولدت ذات عصر كهذا من طراز فوق حقه.. دقه، وأعلمه الرماية ليشتد ساعده ويرميني، ورمتني بدائها وانسلت، والذين استحوا ماتوا!
إن ورطتنا في هذه المنطقة ليست فقط مع الثالوث الأسود، وهو التخلف والجهل والفقر، بل هو أساساً مع نخب زائفة أفرزها المجتمع كالعرق وهو محموم، فهي تملك رشاقة القردة في القفز من شجرة الى شجرة ومهارة الفئران في القفز من القارب وهو قاب استغاثتين أو أدنى من الغرق!
عزاؤنا ان الزهايمر السياسي لم يتحول الى وباء قومي، وأن لدينا ارشيفات لا يتسرب منها حرف وعما قليل سوف نتحاسب ولا نتعاتب فقط!!
(الدستور)
فهل سيصدق العرب ما كتبه غريش عن ليفي لأنه كتب بالفرنسية وبأسماء ليست من هذه الأبجدية المهددة بأن تصبح أعجمية؟
قلنا قبل أكثر من عامين أن مصطلح الربيع المترجم أطلق في اوروبا عام 1848 على حراك واحداث مغايرة ثم اطلق بعد ذلك على احداث براغ، وحكاية اللعب بالمصطلحات ليست جديدة خصوصاً بالنسبة لشعوب تعاني من عقدة نقص مزمنة ازاء الآخر حتى لو كان غالباً وعدواً وينكل بها.
فهل صدقت نبوءة جورج اورويل التي كتبها عام 1948 وقال ان العالم في نهايات القرن العشرين سوف يحتاج الى قواميس جديدة، يكون فيها معنى الحب هو الكراهية ومعنى السلام هو الحرب اضافة الى ان جمع اثنين الى اثنين يساوي خمسة وليس اربعة!
ما يحدث الآن هو تحقيق لهذه النبوءة، فالسلام حرب والحب كراهية والبلبل غراب، والربيع خريف أو فصل خامس سوف يضاف الى الروزنامات والتقاويم.
الأدهى والأمر من كل هذا هو ان من عيرونا بمواقفنا وتفننوا في اختراع التهم ركبوا الموجة الآن، بحيث اصبحنا كما لو أننا نقلدهم ونردد صدى أصواتهم وعلينا ان نعتذر اليهم عمّا اقترفنا!!
ان من حقنا كتابة مقالات لا نذكر فيه كلمة واحدة أو حتى حرفاً.. بل نملؤها من العنوان الى الخاتمة بعلامات التعجب!!
ولعله من المناسب ان نستعين بالأمثال العربية التي ولدت ذات عصر كهذا من طراز فوق حقه.. دقه، وأعلمه الرماية ليشتد ساعده ويرميني، ورمتني بدائها وانسلت، والذين استحوا ماتوا!
إن ورطتنا في هذه المنطقة ليست فقط مع الثالوث الأسود، وهو التخلف والجهل والفقر، بل هو أساساً مع نخب زائفة أفرزها المجتمع كالعرق وهو محموم، فهي تملك رشاقة القردة في القفز من شجرة الى شجرة ومهارة الفئران في القفز من القارب وهو قاب استغاثتين أو أدنى من الغرق!
عزاؤنا ان الزهايمر السياسي لم يتحول الى وباء قومي، وأن لدينا ارشيفات لا يتسرب منها حرف وعما قليل سوف نتحاسب ولا نتعاتب فقط!!
(الدستور)