مــواقــف عــربــيــة مُحبـطــة
حسين الرواشدة
جو 24 : فيما تتصاعد “موجة” الاحتجاج في العديد من العواصم الغربية ضد الانتهاكات الاسرائيلية بحق الشعب الفلسطيني، تتصاعد –ايضا- بشكل مثير دعوات “القبول” في عالمنا العربي لتل ابيب، سواء كشريك في التسوية التي يبشر بها كيري او كحليف لمواجهة “الخطر” الايراني القادم الى المنطقة، في الوقت الذي تكشر فيه بعض العواصم العربية عن “انيابها” تجاه الفلسطينيين المحاصرين في غزة.
في اخبار امس، استدعى وزير الخارجية الاسرائيلي “ليبرمان” سفراء اربعة دول اوروبية في يوم واحد للاحتجاج على “انحيازهم” للفلسطينيين، وجاءت هذه الاستدعاءات لسفراء فرنسا وبريطانيا وايطاليا واسبانيا بعد ان طلبت هذه الدول من سفراء اسرائيل فيها ابلاغ حكومتهم استنكارها للاجراءات “الاحادية” التي تمارسها تل ابيب فيما يتعلق بمواصلة الاستيطان في الاراضي الفلسطينية.
حالة الاحتجاج ضد اسرائيل لم تتوقف عند حكومات الدول الاوروبية الاربعة وانما امتدت لتشمل مؤسسات وجمعيات مدنية في امريكا واوروبا، فقد سبق ان استدعت اسرائيل الاسبوع الماضي السفير الهولندي للاحتجاج على “قرار” صدر عن صندوق التقاعد الهولندي بسحب امواله من بنوك اسرائيلية لوجود فروع لهذه البنوك في المستوطنات، فيما كانت نقابات في بريطانيا والنرويج قد انضمت الى حملة مقاطعة اسرائيل، ونتذكر ان الاتحاد الاوروبي الزم تل ابيب العام الماضي بتصنيف منتجاتها القادمة من المستوطنات وعلى ضوء ذلك تم مقاطعة العديد من الشركات الاسرائيلية العاملة في المستوطنات كما كبدها خسائر سنوية بالملايين.
على طرفنا العربي، لا نكاد نعثر على مثل هذه الاخبار، فقد “خفت” اصوات مواجهة “التطبيع” مع اسرائيل كما ان علاقات تل ابيب مع عدد من العواصم العربية استعادت حيويتها ودفأها، لكن الاسوأ من هذه الاخبار هو ما تناقلته بعض وسائل الاعلام عن خطة “مصرية” للتدخل في غزة حيث ذكر تقرير بثته وكالة “رويترز” بعنوان “مصر تخطط لاسقاط حماس” عن اجتماعات عقدت في القاهرة خلال هذا الشهر لدعم حركة “تمرد” في غزة، وتمكينها من القيام بمظاهرات لشل حركة حماس، واذا صحت هذه الاخبار فانها تتزامن مع تصريحات لمسؤول اسرائيلي عن وجود خطة اسرائيلية جاهزة “لتأديب” حماس في غزة.
اذا اضفنا لذلك حالة “الارتياب” التي تحيط بما يجري على صعيد “المفاوضات” بين اسرائيل والسلطة الفلسطينية، ودخول بعض العواصم العربية على خط “الضغط” من اجل اتمام هذه القضية، حتى لو كانت على حساب حقوق الفلسطينيين، فان المشهد السياسي سيبدو امامنا واضحا ومكشوفا، وهو –باختصار- محاولة جادة لدفع الفلسطينيين الى الحائط، وتصفية القضية بدون ان يرفّ جفن اي طرف عربي، باعتبار ان هذا هو الوقت المناسب لتمرير “الحل” وفق مقايضة تقوم على “دفن” انتفاضات الشعوب والمحافظة على “النظام” العربي كما هو، واسقاط كلمة “المقاومة” حيثما وردت في القاموس، سواء في فلسطين او خارجها.
اخجل –بالطبع- من المقارنة بين موقف العواصم الغربية والمؤسسات هناك تجاه “اسرائيل” وبين مواقف عواصمنا العربية التي لم تكتف –فقط- بالتنسيق مع تل ابيب وفتح ابواب “التطبيع” معها، وانما توجهت الى محاصرة الفلسطينيين والتخطيط “لاسقاط” مقاومتهم، ولأنني لا أجد ما يمكن ان اقوله في هذ السياق “المخجل” حقا، فان ما اتمناه فقط ان تصحو الشعوب العربية على هذا الواقع البائس، وان يتحرك ما تبقى من نخبنا وقوانا السياسية المدنية لمواجهة مثل هذه المخططات التي تستهدف “الاستفراد” بالقضية الفلسطينية في مثل هذا الوقت الذي ينشغل فيه عواصمنا الكبرى بأوضاعها وصراعاتها ورغباتها، وتعود تل ابيب –وحلفاؤها- لفرض ارادتهم علينا من خلال استغلال اسوأ حالة ضعف نمر بها واسوأ مزاج شعبي عام جعلنا “نيأس” من كل شيء.. ونقبل اي شيء..
(الدستور)
في اخبار امس، استدعى وزير الخارجية الاسرائيلي “ليبرمان” سفراء اربعة دول اوروبية في يوم واحد للاحتجاج على “انحيازهم” للفلسطينيين، وجاءت هذه الاستدعاءات لسفراء فرنسا وبريطانيا وايطاليا واسبانيا بعد ان طلبت هذه الدول من سفراء اسرائيل فيها ابلاغ حكومتهم استنكارها للاجراءات “الاحادية” التي تمارسها تل ابيب فيما يتعلق بمواصلة الاستيطان في الاراضي الفلسطينية.
حالة الاحتجاج ضد اسرائيل لم تتوقف عند حكومات الدول الاوروبية الاربعة وانما امتدت لتشمل مؤسسات وجمعيات مدنية في امريكا واوروبا، فقد سبق ان استدعت اسرائيل الاسبوع الماضي السفير الهولندي للاحتجاج على “قرار” صدر عن صندوق التقاعد الهولندي بسحب امواله من بنوك اسرائيلية لوجود فروع لهذه البنوك في المستوطنات، فيما كانت نقابات في بريطانيا والنرويج قد انضمت الى حملة مقاطعة اسرائيل، ونتذكر ان الاتحاد الاوروبي الزم تل ابيب العام الماضي بتصنيف منتجاتها القادمة من المستوطنات وعلى ضوء ذلك تم مقاطعة العديد من الشركات الاسرائيلية العاملة في المستوطنات كما كبدها خسائر سنوية بالملايين.
على طرفنا العربي، لا نكاد نعثر على مثل هذه الاخبار، فقد “خفت” اصوات مواجهة “التطبيع” مع اسرائيل كما ان علاقات تل ابيب مع عدد من العواصم العربية استعادت حيويتها ودفأها، لكن الاسوأ من هذه الاخبار هو ما تناقلته بعض وسائل الاعلام عن خطة “مصرية” للتدخل في غزة حيث ذكر تقرير بثته وكالة “رويترز” بعنوان “مصر تخطط لاسقاط حماس” عن اجتماعات عقدت في القاهرة خلال هذا الشهر لدعم حركة “تمرد” في غزة، وتمكينها من القيام بمظاهرات لشل حركة حماس، واذا صحت هذه الاخبار فانها تتزامن مع تصريحات لمسؤول اسرائيلي عن وجود خطة اسرائيلية جاهزة “لتأديب” حماس في غزة.
اذا اضفنا لذلك حالة “الارتياب” التي تحيط بما يجري على صعيد “المفاوضات” بين اسرائيل والسلطة الفلسطينية، ودخول بعض العواصم العربية على خط “الضغط” من اجل اتمام هذه القضية، حتى لو كانت على حساب حقوق الفلسطينيين، فان المشهد السياسي سيبدو امامنا واضحا ومكشوفا، وهو –باختصار- محاولة جادة لدفع الفلسطينيين الى الحائط، وتصفية القضية بدون ان يرفّ جفن اي طرف عربي، باعتبار ان هذا هو الوقت المناسب لتمرير “الحل” وفق مقايضة تقوم على “دفن” انتفاضات الشعوب والمحافظة على “النظام” العربي كما هو، واسقاط كلمة “المقاومة” حيثما وردت في القاموس، سواء في فلسطين او خارجها.
اخجل –بالطبع- من المقارنة بين موقف العواصم الغربية والمؤسسات هناك تجاه “اسرائيل” وبين مواقف عواصمنا العربية التي لم تكتف –فقط- بالتنسيق مع تل ابيب وفتح ابواب “التطبيع” معها، وانما توجهت الى محاصرة الفلسطينيين والتخطيط “لاسقاط” مقاومتهم، ولأنني لا أجد ما يمكن ان اقوله في هذ السياق “المخجل” حقا، فان ما اتمناه فقط ان تصحو الشعوب العربية على هذا الواقع البائس، وان يتحرك ما تبقى من نخبنا وقوانا السياسية المدنية لمواجهة مثل هذه المخططات التي تستهدف “الاستفراد” بالقضية الفلسطينية في مثل هذا الوقت الذي ينشغل فيه عواصمنا الكبرى بأوضاعها وصراعاتها ورغباتها، وتعود تل ابيب –وحلفاؤها- لفرض ارادتهم علينا من خلال استغلال اسوأ حالة ضعف نمر بها واسوأ مزاج شعبي عام جعلنا “نيأس” من كل شيء.. ونقبل اي شيء..
(الدستور)