من تتريك العرب إلى تعريب الأتراك
فهد الفانك
جو 24 : في حديثها عن الازمة الراهنة في تركيا ، تقول الإيكونومست : إن الربيع العربي الذي تفجـّر قبل ثلاث سـنوات ضد الاستبداد والفساد ، كان يتوجه إلى النموذج التركي كقدوة ُتحتذى ، لأنه استطاع أن يزاوج بين الإسلام المعتدل ، والتنمية الاقتصادية والديمقراطية.
الشعبية التي كان يتمتع بها عربياً رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان على افتراض أنه يأخذ مواقف متشددة من إسرائيل ساعدت على هذا التوجه العربي نحو النموذج التركي.
بدلاً من أن يتوجـه العرب إلى النموذج التركي ، توجهت نركيا إلى النموذج العربي: رئيس مستبد ، يقمع شعبه بقوة ، ويتستر على الفساد الذي التصق بحكومته ووصل إلى ابنه ، ويبطش بالمحققين والقضاة الذين يتعاملون مع فضيحة الفساد ، ويعدل الدستور ليسمح له بالاستمرار في الحكم.
الأحداث في تركيا أكبر من أن تكون نتيجة نشاط رجل دين معارض لاردوغان يعيش في المنفى (أميركا). صحيح أن المعارض (فتح الله جولن) يحاول من خلال أنصاره في تركيا أن يصب الزيت على النار ، ولكن هناك ناراً بالتاكيد ، يمكن تاجيجها بصب الزيت عليها.
كان ُينظر إلى أردوغان كما تقول المجلة على أنه أعظم زعيم تركي منذ كمال أتاتورك ، ولكن صورته اهتزت الآن بحيث أصبح يكافح من أجل البقاء.
اردوغان حكم تركيا لمدة أحد عشر عاماً وهو يجتاز ألان ولايته الثالثة التي لا يجوز له دستورياً أن يتجاوزها، ولذا فكر في الوصول إلى رئاسة الجمهورية عندما يحين موعد الانتخابات في هذه السنة. ولما كان منصب رئيس الجمهورية بروتوكولياُ ، حيث تتركز السلطة في رئيس الوزراء ، فقد سعى لتعديل الدستور بحيث يصبح رئيس الجمهورية منتخباً ، أي أنه يريد الانتقال إلى نظام رئاسي بحيث يحتفظ بالسلطة إلى أجل غير مسمى على الطريقة العربية.
كانت تركيا تقرع أبواب الاتحاد الأوروبي ، وكانت الديمقراطية التركية وسيلة تأمين القبول في الاتحاد ، ولكن هذه الإمكانية لم تعد واردة بعد أن انقضّ اردوغان على المتظاهرين والشرطة والقضاة لحماية سلطته ، والتغطية على الفساد بحيث لا يصل إلى ابنه كما وصل لأولاد وزرائه.
ما حدث في تركيا قلب صورة النظام الحاكم رأساً على عقب ، فلم نعد نسمع عربياً يمتدح النظام التركي أو يطالب بتقليده ، وبدلاً من تتريك العرب تم تعريب الأتراك!.
(الدستور)
الشعبية التي كان يتمتع بها عربياً رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان على افتراض أنه يأخذ مواقف متشددة من إسرائيل ساعدت على هذا التوجه العربي نحو النموذج التركي.
بدلاً من أن يتوجـه العرب إلى النموذج التركي ، توجهت نركيا إلى النموذج العربي: رئيس مستبد ، يقمع شعبه بقوة ، ويتستر على الفساد الذي التصق بحكومته ووصل إلى ابنه ، ويبطش بالمحققين والقضاة الذين يتعاملون مع فضيحة الفساد ، ويعدل الدستور ليسمح له بالاستمرار في الحكم.
الأحداث في تركيا أكبر من أن تكون نتيجة نشاط رجل دين معارض لاردوغان يعيش في المنفى (أميركا). صحيح أن المعارض (فتح الله جولن) يحاول من خلال أنصاره في تركيا أن يصب الزيت على النار ، ولكن هناك ناراً بالتاكيد ، يمكن تاجيجها بصب الزيت عليها.
كان ُينظر إلى أردوغان كما تقول المجلة على أنه أعظم زعيم تركي منذ كمال أتاتورك ، ولكن صورته اهتزت الآن بحيث أصبح يكافح من أجل البقاء.
اردوغان حكم تركيا لمدة أحد عشر عاماً وهو يجتاز ألان ولايته الثالثة التي لا يجوز له دستورياً أن يتجاوزها، ولذا فكر في الوصول إلى رئاسة الجمهورية عندما يحين موعد الانتخابات في هذه السنة. ولما كان منصب رئيس الجمهورية بروتوكولياُ ، حيث تتركز السلطة في رئيس الوزراء ، فقد سعى لتعديل الدستور بحيث يصبح رئيس الجمهورية منتخباً ، أي أنه يريد الانتقال إلى نظام رئاسي بحيث يحتفظ بالسلطة إلى أجل غير مسمى على الطريقة العربية.
كانت تركيا تقرع أبواب الاتحاد الأوروبي ، وكانت الديمقراطية التركية وسيلة تأمين القبول في الاتحاد ، ولكن هذه الإمكانية لم تعد واردة بعد أن انقضّ اردوغان على المتظاهرين والشرطة والقضاة لحماية سلطته ، والتغطية على الفساد بحيث لا يصل إلى ابنه كما وصل لأولاد وزرائه.
ما حدث في تركيا قلب صورة النظام الحاكم رأساً على عقب ، فلم نعد نسمع عربياً يمتدح النظام التركي أو يطالب بتقليده ، وبدلاً من تتريك العرب تم تعريب الأتراك!.
(الدستور)