ما في فراطة !
كتب محرر الشؤون الاجتماعية- "ما في فراطة" عبارة اعتاد غالبية المواطنين سماعها من معظم أصحاب التكاسي والسرافيس حال محاسبة السائق الذي يقلهم الى مكان ما يريدون، لتكون العبارة فاتحة لتبادل اللوم حول عدم الاخبار قبل الركوب عن عدم توفر فكة ينتهي الجدل بالتلاسن "والشتائم" وقد يمتد احيانا لعراك. وفي غالبية الاحيان يقوم الراكب بالتنازل عن حقه في "الفكة" او يجد "المخلص" من المواطنين ليدفع عنه او يفك له.
المواطن موسى عبدالحميد، شكا بمرارة، ما يعانيه يوميا عند ذهابه الى العمل وإيابه منه، حيث يقول ل جو24 : أضطر يوميا لمجادلة سائق السرفيس الذي يقلني من ماركا لوسط البلد حول "الفكة"، فما أن اقدم له نصف دينار او دينارا ليخصم الأجرة ومقدارها 35 قرشا يسارع بالقول ما في فراطة!
ويتابع باستهجان: في الغالب سائق السرفيس لا تتوفر معه فكة رغم ان هذا من متطلبات عمله!
والأدهى، بحسب عبدالحميد، أن معظم السائقين لا يعجبهم قول الراكب "بأنه لا تتوفر معه فكة"، لتبدأ عملية الجدال، والتلاسن مو عاجبك "انزل"، او انتظار راكب اخر عله يحمل معه "فكة"، او احيانا اسامح السائق ببقية النصف دينار حتى لا اتأخر عن العمل!
أمان عبدالله هي الأخرى تعاني من موضوع "الفكة"، حيث تقول: أحاول صرف اي مبلغ معي قبل الركوب بالتاكسي الذي يقلني الى مكان عملي في شارع مكة بعمان.
وتضيف: غير أنني في بعض الاحيان لا أستطيع صرف المبلغ لأعلق بلسان السائق عند المحاسبة بأنه "ما معي فراطة"!!
تقول امان: المبلغ في الغالب يكون من 3 الى 3.5 دينار تقريبا، واذا قدمت للسائق 5 دنانير يقول "ما معي فراطة"، احيانا اضطر للنزول من التاكسي لعملي دون ان آخذ بقية المبلغ بسبب عدم وجود حل لهذا الامر، وأحيانا اهاتف احد الزملاء ان يحاسب عني وحالما اتمكن من صرف المبلغ اعطيه اياه.
وعن "جدلية الفراطة" بين السائق والراكب، يقول سائق التاكسي عمر المحسيري: في الغالب يكون الخطأ من السائق إذ عليه ان يكون محتاطا لأي مبلغ يقدم له من أي راكب وان تتوفر معه فكة حتى لا يضطر للتعرض لموقف يعتدي فيه أحدهما حق الآخر.
ويتابع المحسيري، كثيرا ما يخبرني بعض المواطنين عندما يوقفونني انهم لا يحملون فكة، وفي حال لم اتمكن من صرفه نتوقف بجانب بقالة او محطة وقود ونصرف المبلغ.
ابو أمجد سائق تاكسي يتعرض يوميا لمشكلة "الفكة" مع الركاب، وعند سؤال جو24: عن عدم توفر الفراطة وطبيعة عملهم تتطلب ذلك؟ أجاب: غالبية من يركبون التكاسي يظنون ان السائق "محل صرافة وانه على بنك يصرف لهم اي مبلغ".
ويتابع: كل راكب يظن نفسه هو الوحيد الذي لا تتوفر معه فراطة، ولا يعلم ان السائق منذ الصباح حتى المساء وهو يحمل ركابا يصرف لهم، وربما لا تتواجد معه فكة.
ويزيد: البعض يحرجني ويخيرني بين أسامحه او يسامحني، وبصراحة انا سائق ولقمة عيشي لا تسمح ان أسامح كل من يركب بسيارتي بقرش، ففي الغالب هم من يتركون ما يتبقى من مبلغ، أو نضطر لصرف المبلغ ان كان كبيرا من احد المارة او المحال.
الشاب شاكر درويش يعاني، وفق وصفه، من الحافلات عند ذهابه للجامعة الأردنية، فالقروش جدل يومي بينه وبين "الكونترول" الذي يحرص ان يأخذ الاجرة كاملة وفي حال دفع له اكثر لا يرجع الباقي بحجة "ما في فكة"!
ويتساءل درويش كيف اقوم بتوفير فراطة للسرفيس والباص ذهابا وايابا، آملا ان يكون هناك حل لهذا الموضوع، سيما ان حافلات النقل العام حلت الأمر ببطاقات مشحونة، لكن الامر لا ينطبق على حافلات"الكوستر"، والسرافيس والتكاسي.
"ما في فراطة" او "ما في فكة" عبارة جدلية بين السائق والراكب، ويبقى السؤال كيف يمكن حل هذه المشكلة عمليا؟!