jo24_banner
jo24_banner

المنتخب الوطني والطابور الخامس

موفق ملكاوي
جو 24 : يستعيد مصطلح "الطابور الخامس" ألقه ومجده في الوسط الرياضي؛ رياضيين وإعلاميين، خصوصا عند الحديث عن أي جانب يقترب من نقد أداء المنتخب الوطني لكرة القدم أو جهازه الفني.
هذا اللقب يطلق على كثيرين يحاولون تقييم تجربة المنتخب الوطني بلا أي هدف سوى الوصول إلى حقيقة المستوى الذي يتمتع به، بعيدا عن الإطراء المبالغ به، وبعيدا أيضا عن "تكسير المجاديف" والنقد السلبي الذي يقصد منه التجريح فقط. لهذا السبب، يبتعد كثير من الإعلاميين الرياضيين عن هذا الحديث، ويؤثرون السلامة، بدل أن يوصموا بوصمة "الخونة".
أنا لست محسوبا على الوسط الرياضي، ولا علم لي بتجاذباته وقواه. لذلك، سأسمح لنفسي بالخوض في هذا الحديث حتى لو ألصق بي ذلك اللقب، فذلك لا يعنيني في شيء ما دمت مقتنعا بأن ما أقوله هو نفسه ما يهجس به مئات الآلاف من الأردنيين والعرب ممن تابعوا مباراة أمس بين الأردن واليابان.
سوف نكون ظالمين لأنفسنا وللحقيقة إن أطلقنا على مجموعة الشباب الذين لعبوا باسم الأردن لقب فريق، فقد كانوا أشبه بمن يجمعون أنفسهم لإجراء مباراة تجريبية. كانوا تائهين بلا بوصلة تقود وجهتهم، وبدوا كما لو أنهم منهكون منذ اللحظة الأولى التي وطئوا فيها أرض الملعب؛ فما إن يستلموا الكرة حتى يقدموها، عن طيب خاطر، إلى الفريق الياباني.
حتى المدير الفني عدنان حمد، بدا تائها هو الآخر؛ فلم يلاحظ لأكثر من عشرين دقيقة انكشاف منطقة دفاعه، والثغرات فيها، ليباغت بهدفين سريعين.
لست محللا رياضيا، ولا محللا فنيا لأداء اللاعبين وتكتيكات لعب الفرق في الهجوم والدفاع، ولكنني، وعلى قلة خبرتي، استطعت أن ألاحظ الثغرات المفتوحة في الدفاع الأردني، والتي أهدت فوزا سهلا لليابانيين.
لا بأس من الاعتراف بأنني أكتب من اندفاع عاطفي كبير، فكل أردني كان يطمح أمس إلى أن يقف هاتفا لهدف ما يسجله فريقه، أو لهجمة جميلة منظمة، حتى لو لم تنتهِ داخل الشباك، ولكن أن ينقضي شوط بكامله من دون أن يستطيع الفريق لمس الكرة إلا في حالات معدودة، فهذا هو الإحباط بعينه. ولكن، ليت الأمر وقف عند حدود الإحباط؛ فالخسارة الثقيلة التي مني بها الفريق هي نتيجة مذلة بكل المقاييس، إذ إن نصف دزينة من الأهداف لا تسجل إلا في شباك فرق بلدان مبتدئة باللعبة، وليس في شباك فرق بلدان مضى على وجودها فوق الساحة الرياضية أكثر من ستين عاما.
ما جرى يمكن تسميته "فضيحة كروية"، ولكنها ليست بالتأكيد مباراة يلعب بها فريقان، خصوصا أنها انتهت بنتيجة أحزنت ملايين الأردنيين والعرب الذين تابعوا المباراة.
اتحاد الكرة مطالب اليوم بالبحث في مجريات المباراة ونتيجتها، وتحديد الأسباب وتحميل المسؤولية لأصحابها. ويجب أن يستمع إلى الإعلام الرياضي المهني في تقييمه لأداء المنتخب والجهاز الفني، فلن تتقدم الرياضة من دون نقد حقيقي لاختلالاتها.
الغد
تابعو الأردن 24 على google news
 
ميثاق الشرف المهني     سياستنا التحريرية    Privacy Policy     سياسة الخصوصية

صحيفة الكترونية مستقلة يرأس تحريرها
باسل العكور
Email : info@jo24.net
Phone : +962795505016
تصميم و تطوير