ألف يوم ويوم!!
خيري منصور
جو 24 : قبل ألف يوم وقف باراك أوباما في حديقة البيت الأبيض وعيناه تنظران الى قارة اخرى، وقال للرئيس الاسبق مبارك يجب ان تتنحى عن السلطة الآن، وكرر كلمة الآن، وكان قبل ذلك بفترة وجيزة ضيف مبارك في جامعة القاهرة حين وجه خطابه الشهير الى العالم الاسلامي من أحد معاقله وهو الازهر، لكن ما حدث خلال الالف يوم لم يكن على الوتيرة التي ارادتها واشنطن وحليفها الاوروبي رغم ان كلمة الحليف عندما ترد في هذا السياق تكون مخففة والادق منها هو التابع!
عاشت مصر لأكثر من عام حالة من الفوضى التي شهدت تفكيك دولة ربما كانت الاقدم في التاريخ، واصبح كل شيء في مهب حراك بلا بوصلة، وظل النزاع لفترة يراوح بين الخطوة المترددة من خلال المجلس العسكري برئاسة المشير طنطاوي وبين العمامة المتحفزة من خلال الاخوان، وانتهى تبادل الاتهامات بين من يريدون عسكرة الدولة ومن يسعون الى أخونتها الى انتخابات لعبت فيها ثقافة النكاية كما هو الحال في معظم دول العالم الثالث دوراً مشهوداً، فمن انتخبوا الفريق شفيق أو معظمهم فعلوا ذلك نكاية بالاخوان ومن انتخبوا د. مرسي أو معظمهم كان دافعهم هو استبعاد من سموهم الفلول وبقايا النظام القديم.
لكن الانعطافة الحاسمة جاءت عن طريق المؤسسة العسكرية في مصر، وهي الاكثر عراقة وتماسكاً بعد ان تداعت معظم مؤسسات الدولة، واصبح الثلاثين من حزيران الماضي ظهيرة قاصمة لظهر الاخوان، واصبح السجال مجدداً ليس بين العسكرة والاخونة أو الخوذة والعمامة، بل بين تسمية ما جرى موجة ثانية من ثورة يناير أو انقلاباً، وكانت ردة الافعال الاولى بدءاً من منظمة الدول الافريقية الى الولايات المتحدة مروراً بالاتحاد الاوروبي وبعض الضواحي السياسية النائية شاجبة للانقلاب ثم بدأت التحولات لسببين اولهما برغماتية السياسة التي تتأقلم مع الامر الواقع وثانيهما بسبب المشهد الذي اعلن من خلال الفريق السيسي ابطال العمل بالدستور المؤقت وتسليم الرئاسة حسب الدستور لرئيس المحكمة الدستورية.
المشهد لم يكن عسكرياً خالصاً، فقد احاط بالفريق السيسي شيخ الازهر بكل ما يمثله والى جواره البابا الذي يمثل المسيحيين الذين لا تقل نسبتهم عن عشرة بالمئة من كل السكان اضافة الى حزب النور وشخصيات عامة تمثل الاطياف السياسية ومنها الوسطيون والليبراليون والمستقلون.
في اليوم الواحد بعد الالف واثناء احتفال المصريين بالذكرى الثالثة ليناير صرح وزير الخارجية الامريكي قائلا ان بلاده سوف تتعامل مع الرئيس المصري القادم اذا تم انتخابه بديمقراطية وعبر الصناديق وبذلك تكون واشنطن قد استكملت تأقلمها مع الامر الواقع، وغيرت رأيها فيها سمته انقلاباً.
ان مصر في اليوم الواحد بعد الالف تبدو على مشارف مرحلة اخرى، فقد كان يوم الاحتفال وهو الخامس والعشرون من يناير لهذا العام بمثابة اختبار لما تبقى من منسوب القوة والنفوذ للاخوان، لكن تعبيرهم المضاد للراهن السياسي في مصر توقف عند بضع عمليات صغرى قياسا لحجم مصر وكثافتها الديمقراطية واتساعها.
أخيراً هل سيمر الف يوم آخر على مصر وهي متوقفة عند طور الانتقال أم ان المزاج السياسي الدولي بدأ يتبدل لصالح الاستقرار فيها خصوصاً بعد اعلان كيري عن قبول ما تفرزه الصناديق بدون أية شروط مسبقة؟!.
(الدستور)
عاشت مصر لأكثر من عام حالة من الفوضى التي شهدت تفكيك دولة ربما كانت الاقدم في التاريخ، واصبح كل شيء في مهب حراك بلا بوصلة، وظل النزاع لفترة يراوح بين الخطوة المترددة من خلال المجلس العسكري برئاسة المشير طنطاوي وبين العمامة المتحفزة من خلال الاخوان، وانتهى تبادل الاتهامات بين من يريدون عسكرة الدولة ومن يسعون الى أخونتها الى انتخابات لعبت فيها ثقافة النكاية كما هو الحال في معظم دول العالم الثالث دوراً مشهوداً، فمن انتخبوا الفريق شفيق أو معظمهم فعلوا ذلك نكاية بالاخوان ومن انتخبوا د. مرسي أو معظمهم كان دافعهم هو استبعاد من سموهم الفلول وبقايا النظام القديم.
لكن الانعطافة الحاسمة جاءت عن طريق المؤسسة العسكرية في مصر، وهي الاكثر عراقة وتماسكاً بعد ان تداعت معظم مؤسسات الدولة، واصبح الثلاثين من حزيران الماضي ظهيرة قاصمة لظهر الاخوان، واصبح السجال مجدداً ليس بين العسكرة والاخونة أو الخوذة والعمامة، بل بين تسمية ما جرى موجة ثانية من ثورة يناير أو انقلاباً، وكانت ردة الافعال الاولى بدءاً من منظمة الدول الافريقية الى الولايات المتحدة مروراً بالاتحاد الاوروبي وبعض الضواحي السياسية النائية شاجبة للانقلاب ثم بدأت التحولات لسببين اولهما برغماتية السياسة التي تتأقلم مع الامر الواقع وثانيهما بسبب المشهد الذي اعلن من خلال الفريق السيسي ابطال العمل بالدستور المؤقت وتسليم الرئاسة حسب الدستور لرئيس المحكمة الدستورية.
المشهد لم يكن عسكرياً خالصاً، فقد احاط بالفريق السيسي شيخ الازهر بكل ما يمثله والى جواره البابا الذي يمثل المسيحيين الذين لا تقل نسبتهم عن عشرة بالمئة من كل السكان اضافة الى حزب النور وشخصيات عامة تمثل الاطياف السياسية ومنها الوسطيون والليبراليون والمستقلون.
في اليوم الواحد بعد الالف واثناء احتفال المصريين بالذكرى الثالثة ليناير صرح وزير الخارجية الامريكي قائلا ان بلاده سوف تتعامل مع الرئيس المصري القادم اذا تم انتخابه بديمقراطية وعبر الصناديق وبذلك تكون واشنطن قد استكملت تأقلمها مع الامر الواقع، وغيرت رأيها فيها سمته انقلاباً.
ان مصر في اليوم الواحد بعد الالف تبدو على مشارف مرحلة اخرى، فقد كان يوم الاحتفال وهو الخامس والعشرون من يناير لهذا العام بمثابة اختبار لما تبقى من منسوب القوة والنفوذ للاخوان، لكن تعبيرهم المضاد للراهن السياسي في مصر توقف عند بضع عمليات صغرى قياسا لحجم مصر وكثافتها الديمقراطية واتساعها.
أخيراً هل سيمر الف يوم آخر على مصر وهي متوقفة عند طور الانتقال أم ان المزاج السياسي الدولي بدأ يتبدل لصالح الاستقرار فيها خصوصاً بعد اعلان كيري عن قبول ما تفرزه الصناديق بدون أية شروط مسبقة؟!.
(الدستور)