بالعبري الفصيح!!
خيري منصور
جو 24 : ام بما يقارب الانتظام، ليس فقط تلبية لفضول سياسي ومعرفي، بل لانها من ادوات التعبير عن صراع أنا طرف فيه وليس فقط متفرجاً عليه، وقد وجدت بمرور الوقت ان ما يقال في لغتنا وهو عبارة بالعربي الفصيح، وما يقابله بالفرنسية وهو ما ليس فرنسيا ليس واضحا، لا ينطبق بأي شكل على ما ينشر في الصحف العبرية، فثمة على الدوام كلام بين السطور واحيانا تكون السطور ذاتها ملغومة وقابلة لعدة تأويلات، بالطبع لا يمكن وضع الصحف العبرية كلها في سلة واحدة، فما يكتبه امثال جدعون ليفي وعميرة هاس ويوري افيري وروبنشتيان لا ينتسب الى سلالة يمينية وعنصرية من الكتاب الذين ينفخون في الابواق، وينطقون باسم الجنرال والحاخام رغم انهم حاسروا الرؤوس!
اشعر بالحزن وبشيء من الخجل عندما اجد جدعون ليفي يقول ما لا نقوى نحن العرب على قوله، وكذلك الكاتبة عميرة هاس التي ردت بشكل غير مباشر على من توجهوا لاداء واجب العزاء بشارون، وهم من ضحاياه الاحياء لكنهم لا يعرفون!
هؤلاء يقولون للجنرال الاعور انت أعور، وللغولة عينك حمراء، فهل توفر لهم من فائض الديمقراطية ما يتيح لهم ذلك؟ بالتأكيد لا، لان يوري افنيري الذي كان يقول ان الديمقراطية في اسرائيل من طراز آخر ويجب ان يوضع لها تعريف لا علاقة له بالمصطلح اليوناني، وهو حكم الشعب، ذلك لانها مفصلة على مقاس معين هو مقاس الاشكيناز او اليهود الغربيين، ولا ينعم بفاكهتها المحرمة غيرهم من يهود شرقيين أو سفرديم أو عرب أو فلاشا، وما حدث قبل فترة قصيرة حين رفض الاشكيناز تلويث دمهم الازرق بدم متبرعة يهودية سوداء فتح الملف في الهواء الطلق وليس فقط في الادراج المظلمة كما كان يحدث من قبل.
نعم! لا يمكن وضعهم جميعا في السلة ذاتها، فمن ينصح الفلسطينيين بأن لا تكون لهم دولة كي لا تسقط في الاستبداد شأن الدول الاخرى في العالم العربي ليس بالتأكيد كمن يقول ان دولة فلسطينية مستقلة وحرة هي الضمانة لسلام احفاده من اليهود ومن يكتب ان المستقبل كله سيكون يهوديا ليس كمن يقول ان الصهيونية حولت مستقبل اليهود الى كمين أو فخ!
ما ينشر في تلك الصحف ليس بالعبري الفصيح ومنه ما هو أقرب الى الرطانة أو الطنين، خصوصا حين يكون مشحوناً بكراهية الآخر ومسكوناً بثقافة الجيتو بحيث يبدو البشر كلهم «جوييم»! لكن ما تختاره معظم الصحف العربية من هؤلاء المعلقين والكتاب قد لا يقدم بانوراما شاملة لكل الاطياف والمواقف، ومنها ما يفضل اختيار لون واحد وحاد بحثاً عن الاثارة السياسية.
أخيراً.. نقول لمن يكتبون ويغردون خارج سرب الغربان نفهم ان ما تقولونه هو دفاع عنكم وعن احفادكم قبل ان يكون دفاعاً عنا!.
(الدستور)
اشعر بالحزن وبشيء من الخجل عندما اجد جدعون ليفي يقول ما لا نقوى نحن العرب على قوله، وكذلك الكاتبة عميرة هاس التي ردت بشكل غير مباشر على من توجهوا لاداء واجب العزاء بشارون، وهم من ضحاياه الاحياء لكنهم لا يعرفون!
هؤلاء يقولون للجنرال الاعور انت أعور، وللغولة عينك حمراء، فهل توفر لهم من فائض الديمقراطية ما يتيح لهم ذلك؟ بالتأكيد لا، لان يوري افنيري الذي كان يقول ان الديمقراطية في اسرائيل من طراز آخر ويجب ان يوضع لها تعريف لا علاقة له بالمصطلح اليوناني، وهو حكم الشعب، ذلك لانها مفصلة على مقاس معين هو مقاس الاشكيناز او اليهود الغربيين، ولا ينعم بفاكهتها المحرمة غيرهم من يهود شرقيين أو سفرديم أو عرب أو فلاشا، وما حدث قبل فترة قصيرة حين رفض الاشكيناز تلويث دمهم الازرق بدم متبرعة يهودية سوداء فتح الملف في الهواء الطلق وليس فقط في الادراج المظلمة كما كان يحدث من قبل.
نعم! لا يمكن وضعهم جميعا في السلة ذاتها، فمن ينصح الفلسطينيين بأن لا تكون لهم دولة كي لا تسقط في الاستبداد شأن الدول الاخرى في العالم العربي ليس بالتأكيد كمن يقول ان دولة فلسطينية مستقلة وحرة هي الضمانة لسلام احفاده من اليهود ومن يكتب ان المستقبل كله سيكون يهوديا ليس كمن يقول ان الصهيونية حولت مستقبل اليهود الى كمين أو فخ!
ما ينشر في تلك الصحف ليس بالعبري الفصيح ومنه ما هو أقرب الى الرطانة أو الطنين، خصوصا حين يكون مشحوناً بكراهية الآخر ومسكوناً بثقافة الجيتو بحيث يبدو البشر كلهم «جوييم»! لكن ما تختاره معظم الصحف العربية من هؤلاء المعلقين والكتاب قد لا يقدم بانوراما شاملة لكل الاطياف والمواقف، ومنها ما يفضل اختيار لون واحد وحاد بحثاً عن الاثارة السياسية.
أخيراً.. نقول لمن يكتبون ويغردون خارج سرب الغربان نفهم ان ما تقولونه هو دفاع عنكم وعن احفادكم قبل ان يكون دفاعاً عنا!.
(الدستور)