فيلم أردني يفوز بمنحة الصندوق العربي للثقافة والفنون
كشف الصندوق العربي للثقافة والفنون عن اسماء الدفعة الثانية والأخيرة من المشاريع السينمائية الفائزة بمنح برنامج (تقاطعات) وذلك في مؤتمر صحفي عقد اول من امس في بيروت بحضور لجنة تحكيم مكونة من المخرجين اللبنانيين غسان سلهب ومحمد سويد والمنتجة التونسية درّة بوشوشة والمخرج المغربي علي الصافي والموزعة والمنتجة الألمانية ايريت نايدهارت.
وزعت المنح على ستة من المشاريع المتقدمة للمسابقة الى الفيلم الروائي الاردني (المنعطف) للمخرج رفقي عساف وفيه يحكي عن صراخ في احدى الليالي يصل الى مسامع رجل يعاني الرهاب الاجتماعي حيث يتجاوز وضعه المرضيّ ويضيء الأنوار في منزله الكائن في باص صغير من طراز قديم وتجري حوادث عدة غير متوقعة في الطريق، ذلك ان ذكريات الماضي والحاضر فضلا عن الاوهام المفاجئة تكشف عن نفسها في اشكال عديدة.
ويتمحور موضوع الفيلم التسجيلي المصري (خارج/في الشارع) للمخرجين فيليب رزق وياسمينة متولي حول العمال في خضم ثورة يناير المصرية بهدف ان تتم رؤية الثورة المصرية من منظور العمال خارج بوابات المصنع وفي تحدٍ للخطاب البصري المنوط بدور العمال في السينما وفي الحياة السياسية .
ويوثق الفيلم التسجيلي (أرض الآباء) للمخرجة اليمنية ساره إسحق عن لقاء عائلي يجمع أفرادا على علاقة متوترة لن يلبث هذا اللقاء ان يشهد تصعيدا ليصير تمردا شعبيا غامرا، مثلما يركز على الديناميات المتبدلة القائمة بين الرجال والنساء في اطار العائلة اليمنية الحديثة ليمتحن مجمل الافكار المسبقة في خصوص الهوية والعادات والصلات العائلية والاجتماعية في موازاة بروز مشاركة النساء وادوارهن ليصرن جزءا اساسيا من الحراك السياسي.
ويتناول مشروع الفيلم الروائي القصير (رجل خطير جداً) للمخرج اللبناني مازن خالد اطوار الغليان في مدينة مثل بيروت عندما تجري مطاردة أحد الناشطين عبر شوارع الحمرا في الوقت عينه ينتقل كيس مشبوه المحتوى وبسهولة من شخص الى آخر قبل ان يجري نقله ليبلغ احد المقاهي.
ويقدم مشروع الفيلم الروائي القصير (انقطاع) للمخرج التونسي جمال فوزي معاينة عن تونس في وقع الرعب والعنف عندما يسود مناخ من اللاستقرار في البلاد وفي نفوس المواطنين عبر انشغال مسؤولة الاكسسوار في القطاع السينمائي منذ اسابيع في تصوير فيلم تشويق يجبر فريق العمل على اتمام الأيام القليلة الباقية من التصوير فيستأنف نشاطه في مناخ من التشنج القوي قبل خمس وعشرين دقيقة من سريان منع التجول تغادر المرأة مكان التصوير عاقدة العزم على العودة الى منزلها مباشرة غير انها في أعقاب يوم عمل ضاغط ومتوتر تنسى أحد التفاصيل الأساسية لتجد نفسها في وضع معقد.
ويرصد مشروع الفيلم التسجيلي السوري ( قافلة في غرفة) لحازم الحموي الملامح الاولى لبدء الازمة السياسية في سورية وشعور اناس هناك بأن الموت قريب منهم، لكنهم يلجأون الى الرسم و التصوير بالكاميرا حين يأخذ في رواية العديد من القصص الشخصية وأخرى متعلقة بالمجتمع مستمدة من الحاضر والماضي على السواء في شرح لاسباب اندلاع مثل هذا التحول الحاد دون ان ينسى بث الرغبة في الحياة.
ولد «تقاطعات» من الحاجة الى دعم التعبير السينمائي في سياق التحوّلات التي تعصف بالمجتمعات العربية منذ أواخر العام 2010 حيث دعم البرنامج مشاريع خلّاقة على صلة بهواجس مخرجيها اليوم وليست توثيقة أو سردية على نحو مباشر بالضرورة.
وفرت (آفاق) كجهة مانحة تساند المشاريع الثقافية في العالم العربي مركزها بيروت، الدعم للمشاريع السينمائية، في اطار برنامج (تقاطعات).
وجرى استقبال المشاريع السينمائية (روائية طويلة ومتوسطة ووثائقية طويلة وروائية قصيرة وتجريبية وافلام تحريك وسواها) في مراحلها الأولى، على ان يواكبها من خلال الدعمين المالي والمهني وعلى مستوى التطوير والإنتاج والتوزيع.
في دورته الاولى استقبل البرنامج 56 مشروعاً سينمائياً اختارت لجنة التحكيم من بينها ستة لتنال الدعم («في حدا هون؟» للمخرج أحمد غصين ( لبنان)، و»جزائريون: الحالة الراهنة، الحالة الذهنية» للمخرجة بهية ابن الشيخ لفقون (الجزائر) و»مونيومنتم» للمخرج فادي يني تورك (لبنان) و»النسور الصغيرة» للمخرج محمد رشاد أحمد (مصر) و»خلف الجدار» للمخرجة كريمة زبير (المغرب) و»وعلى صعيد آخر» للمخرج محمد شوقي حسن (مصر).
على اثر مناقشات جرت في بيروت يومي 2 و3 حزيران الجاري ، توصلت لجنة التحكيم خلالها الى اختيار الدفعة الثانية والاخيرة من المشاريع الستة الفائزة بمنح البرنامج حين اعتبر اعضاء اللجنة ان المشاريع المختارة «تصبّ في روحية برنامج تقاطعات لجهة تقديمها مقتربات شخصية وفردية للأحداث الراهنة والتحوّلات التي تشهدها المجتمعات العربية، ومحاولتها البحث عن مفردات بصرية تعيد الإعتبار للغة السينمائية كتعبير مغاير أشمل وأعمق من المغالاة والإستغلال الإعلاميين.
ولمست اللجنة من خلال المشاريع التي اطّلعت عليها «حيوية جديدة في الحركة السينمائية ارتفعت وتيرتها بين الدورة الأولى والثانية لبرنامج «تقاطعات»، كما لاحظت كثرة الأعمال الوثائقية المقدّمة ولكن هذه الكثرة لا تعكس حيوية بقدر ما تعكس استسهالاً لفن الفيلم الوثائقي وصناعته.