ارفعوا أكفانكم وأحذيتكم عن الأطفال!!
خيري منصور
جو 24 : كأن كل ما تتعرض له الطفولة العربية من انتهاك لا يكفي، لهذا جادت قوائم البالغين بما يضاعف من شقاء الأطفال وبالتالي تدمير المستقبل من خلال الإجهاز على ممكناته، والإحصاءات التي تنشر موسميا عن عدد أطفال الشوارع في العالم العربي تشعر أي أب بالحرج والخجل لأن الصدفة وحدها لم تجعل من أبنائه ضحايا.
دعونا الآن من عدد العراة والحفاة والمشلولين وعن كل ما يتعلق باليونيسيف.. فذلك أمر بات محفوظاً عن ظهر قلب لكن ما جرى ويجري من الاعتداء على الأطفال تحت شعارات سياسية هو ما يتطلب تدخلاً فوريا لإنقاذهم.
وسأكتفي بمثال واحد من مصر، ففي اعتصام رابعة العدوية رأينا على الشاشات اطفالا يرتدون الأكفان وقد كتب عليها مشاريع شهداء، لكن ذلك المشهد لم يكن نهاية المطاف، فقد كان للمسألة وجه آخر لأن الثقافة هي ذاتها، فقد شاهدنا هذه المرة أطفالاً بثياب خفيفة يرتجفون من البرد ويحملون على رؤوسهم بساطير وأحذية جنود ليقولوا للناس إن الجيش على رؤوسنا وذلك ضمن حملة يزعم من يقومون بها أنها من أجل التعبير عن عواطف الأطفال إزاء المشير عبدالفتاح السياسي، وتلك بالطبع عينة جديدة من نفاق سياسي يتخذ من الأطفال أداة، دون إقامة أي وزن لبراءتهم وعدم وعيهم بالأهداف التي يستخدمون رغما عنهم من أجل تحقيقها، ولحسن الحظ أن هناك إعلاميين مصريين تصدوا لهذه الظاهرة ومنهم أنصار للسيسي ورأوا أن ذلك لا يخدم الرجل ولا يضيف شيئاً إلى حملته الانتخابية بقدر ما يسيء إليها.
من طلب من هؤلاء أن يفرطوا في النفاق إلى هذا الحد؟
وهل يمكن لمشير أو فريق او حتى جندي عادي أن يقبل بهذه المشاهد المهينة للطفولة وللأوطان أيضاً.
فهل شحت أساليب التزلف أم استنفدت كلها بحيث يلتفت البعض إلى هذا الاحتياطي الاستراتيجي الذي اسمه الطفولة؟
إن وضع شعار على رأس طفل أو رسم أسماء على جبينه هو أكثر من الاستباحة انه نزع لآدميته وتحويله إلى مجرد عمود صغير يحمل يافطة، لأنه لا يدرك المواقف التي يجري استخدامه وتوظيفه من أجلها.
إن من يلبسون أطفالهم أو بمعنى أدق اطفال غيرهم من المشردين ومجهولي النسب في الملاجئ الأكفان هم بالضرورة أعداء للمستقبل.
ومن يضعون على رؤوس الأطفال بساطير وأحذية عسكرية بدلا من الخوذ هم أيضا أعداء للمستقبل فعن أي اوطان يتحدثون؟ والرئيس الراحل عبدالناصر الذي خاطب أهل بلده قائلا: ارفع رأسك يا أخي ماذا سيقول وهو يرى الرؤوس مثقلة بالأحذية والبساطير التي تنوء بها الأعناق الطرية..
إن من حق السيسي أو أي قائد سياسي أو عسكري أن يكرر عبارة محمود درويش ويقول: أنقذونا من هذا الحب القاسي!
(الدستور)
دعونا الآن من عدد العراة والحفاة والمشلولين وعن كل ما يتعلق باليونيسيف.. فذلك أمر بات محفوظاً عن ظهر قلب لكن ما جرى ويجري من الاعتداء على الأطفال تحت شعارات سياسية هو ما يتطلب تدخلاً فوريا لإنقاذهم.
وسأكتفي بمثال واحد من مصر، ففي اعتصام رابعة العدوية رأينا على الشاشات اطفالا يرتدون الأكفان وقد كتب عليها مشاريع شهداء، لكن ذلك المشهد لم يكن نهاية المطاف، فقد كان للمسألة وجه آخر لأن الثقافة هي ذاتها، فقد شاهدنا هذه المرة أطفالاً بثياب خفيفة يرتجفون من البرد ويحملون على رؤوسهم بساطير وأحذية جنود ليقولوا للناس إن الجيش على رؤوسنا وذلك ضمن حملة يزعم من يقومون بها أنها من أجل التعبير عن عواطف الأطفال إزاء المشير عبدالفتاح السياسي، وتلك بالطبع عينة جديدة من نفاق سياسي يتخذ من الأطفال أداة، دون إقامة أي وزن لبراءتهم وعدم وعيهم بالأهداف التي يستخدمون رغما عنهم من أجل تحقيقها، ولحسن الحظ أن هناك إعلاميين مصريين تصدوا لهذه الظاهرة ومنهم أنصار للسيسي ورأوا أن ذلك لا يخدم الرجل ولا يضيف شيئاً إلى حملته الانتخابية بقدر ما يسيء إليها.
من طلب من هؤلاء أن يفرطوا في النفاق إلى هذا الحد؟
وهل يمكن لمشير أو فريق او حتى جندي عادي أن يقبل بهذه المشاهد المهينة للطفولة وللأوطان أيضاً.
فهل شحت أساليب التزلف أم استنفدت كلها بحيث يلتفت البعض إلى هذا الاحتياطي الاستراتيجي الذي اسمه الطفولة؟
إن وضع شعار على رأس طفل أو رسم أسماء على جبينه هو أكثر من الاستباحة انه نزع لآدميته وتحويله إلى مجرد عمود صغير يحمل يافطة، لأنه لا يدرك المواقف التي يجري استخدامه وتوظيفه من أجلها.
إن من يلبسون أطفالهم أو بمعنى أدق اطفال غيرهم من المشردين ومجهولي النسب في الملاجئ الأكفان هم بالضرورة أعداء للمستقبل.
ومن يضعون على رؤوس الأطفال بساطير وأحذية عسكرية بدلا من الخوذ هم أيضا أعداء للمستقبل فعن أي اوطان يتحدثون؟ والرئيس الراحل عبدالناصر الذي خاطب أهل بلده قائلا: ارفع رأسك يا أخي ماذا سيقول وهو يرى الرؤوس مثقلة بالأحذية والبساطير التي تنوء بها الأعناق الطرية..
إن من حق السيسي أو أي قائد سياسي أو عسكري أن يكرر عبارة محمود درويش ويقول: أنقذونا من هذا الحب القاسي!
(الدستور)