التصويت السلبي في مصر
فهد الفانك
جو 24 : في الأصل يعطي الناخب صوته للمرشح الذي يحبه ويتفق معه في برنامجه وتوجهاته ، وهو ما يمكن أن نسميه التصويت الإيجابي. ليس الحال كذلك في مصر ، حيث التصويت سلبي في المقام الأول. فالمواطن يعطي صوته لخصم من يريد إسقاطه.
في الانتخابات الرئاسية الأخيرة التي أعيدت بين مرسي وشفيق أعطى بعض المواطنين أصواتهم لمرسي ليس حباً بالإخوان المسلمين بل لإسقاط خصمه شفيق خوفاً من عودة النظام السابق. وأعطى بعض المواطنين أصواتهم لشفيق ليس حباً برئيس الوزراء السابق ، بل للحيلولة دون وصول الإخوان المسلمين إلى الحكم.
في الحالتين لم تصوت الأغلبية لصالح من تريد بل ضد من لا تريد. وهي ظاهرة موجودة في كل انتخابات ولكنها في مصر كانت كاسحة.
هذا الواقع المصري يفسر الشعبية الكاسحة التي يتمتع بها المشير عبد الفتاح السيسي ، فالمصريون يريدون السيسي رئيساً ليس فقط لأنه أنجز ما يريدون من إقصاء حكم الإخوان ، بل أيضاً لأن وجوده على رأس السلطة يضمن عدم عودتهم إلى الحكم مرة أخرى.
في العادة يختلف الناس في تقييم مستوى الشعبية بين المرشحين المحتملين ، أما في الحالة المصرية فأعداء السيسي قبل مريديه يعترفون بأن شعبيته كاسحة ، وأن فوزه في الانتخابات الرئاسية القادمة تحصيل حاصل ، لدرجة أنه قد يفوز بالتزكية إذا لم يجرؤ مرشح آخر على منافسته.
على عقلاء الإخوان أن يراجعوا مواقفهم ويسألوا أنفسهم لماذا أصبحت علاقتهم بالشعب المصري علاقة عدائية لدرجة تجعل الشعب المصري يمنح ثقته لمن يستطيع الوقوف في وجههم.
جزئياً يمكن تفسير الموقف بفشل وأخطاء حكم الإخوان خلال سنة من وجودهم على رأس السلطة ، ومع ذلك فقد كان أمام الإخوان فرصة كسب تعاطف الرأي العام المصري على أساس المظلومية وخلع رئيسهم المنتخب ، لكنهم اختاروا اللجوء إلى العنف الموجه ليس ضد خصومهم السياسيين فقط ، بل ضد الدولة المصرية والشعب المصري ومصالحه الحيوية.
المصريون لا يعجبهم عنف الشارع ، وإغلاق الطرق والجسور ، وحرق الدوائر الرسمية ، وقتل الشرطة ، وتعطيل المواصلات العامة والدراسة في الجامعات ، وما إلى ذلك ، وإذا فاز السيسي بأصوات 80% من الناخبين فالأرجح أن أكثر من نصفهم لا يعرف السيسي ، وليس لديه أسباب لدعمه ، ولكنه يعرف الإخوان ولديه أسباب كافية للتصويت ضدهم.
(الرأي)
في الانتخابات الرئاسية الأخيرة التي أعيدت بين مرسي وشفيق أعطى بعض المواطنين أصواتهم لمرسي ليس حباً بالإخوان المسلمين بل لإسقاط خصمه شفيق خوفاً من عودة النظام السابق. وأعطى بعض المواطنين أصواتهم لشفيق ليس حباً برئيس الوزراء السابق ، بل للحيلولة دون وصول الإخوان المسلمين إلى الحكم.
في الحالتين لم تصوت الأغلبية لصالح من تريد بل ضد من لا تريد. وهي ظاهرة موجودة في كل انتخابات ولكنها في مصر كانت كاسحة.
هذا الواقع المصري يفسر الشعبية الكاسحة التي يتمتع بها المشير عبد الفتاح السيسي ، فالمصريون يريدون السيسي رئيساً ليس فقط لأنه أنجز ما يريدون من إقصاء حكم الإخوان ، بل أيضاً لأن وجوده على رأس السلطة يضمن عدم عودتهم إلى الحكم مرة أخرى.
في العادة يختلف الناس في تقييم مستوى الشعبية بين المرشحين المحتملين ، أما في الحالة المصرية فأعداء السيسي قبل مريديه يعترفون بأن شعبيته كاسحة ، وأن فوزه في الانتخابات الرئاسية القادمة تحصيل حاصل ، لدرجة أنه قد يفوز بالتزكية إذا لم يجرؤ مرشح آخر على منافسته.
على عقلاء الإخوان أن يراجعوا مواقفهم ويسألوا أنفسهم لماذا أصبحت علاقتهم بالشعب المصري علاقة عدائية لدرجة تجعل الشعب المصري يمنح ثقته لمن يستطيع الوقوف في وجههم.
جزئياً يمكن تفسير الموقف بفشل وأخطاء حكم الإخوان خلال سنة من وجودهم على رأس السلطة ، ومع ذلك فقد كان أمام الإخوان فرصة كسب تعاطف الرأي العام المصري على أساس المظلومية وخلع رئيسهم المنتخب ، لكنهم اختاروا اللجوء إلى العنف الموجه ليس ضد خصومهم السياسيين فقط ، بل ضد الدولة المصرية والشعب المصري ومصالحه الحيوية.
المصريون لا يعجبهم عنف الشارع ، وإغلاق الطرق والجسور ، وحرق الدوائر الرسمية ، وقتل الشرطة ، وتعطيل المواصلات العامة والدراسة في الجامعات ، وما إلى ذلك ، وإذا فاز السيسي بأصوات 80% من الناخبين فالأرجح أن أكثر من نصفهم لا يعرف السيسي ، وليس لديه أسباب لدعمه ، ولكنه يعرف الإخوان ولديه أسباب كافية للتصويت ضدهم.
(الرأي)