jo24_banner
jo24_banner

انحباس الأمطار بين الأمس واليوم

فهد الفانك
جو 24 : أقيمت صلوات الاستسقاء هنا وهناك، واستمر انحباس الأمطار، حيث يوشك فصل الشتاء على الانقضاء مع نهاية شهر شباط الجاري دون أي هطول جدي سوى الثلجة الكبرى وبعض القطرات سريعة التبخر.
لن نلوم دائرة الأرصاد الجوية، فقد حاولت جهدها وبشرتنا أكثر من مرة بأمطار خفيفة إلى متوسطة، ولكن الأجواء عاندتها، فلم تبعث بأمطار لا متوسطة ولا خفيفة!.
إلا أن الدائرة، حرصاً منها على الموقف المتفائل، طمأنتنا أكثر من مرة بأن الوقت ما زال مبكراً للحكم بانحباس الأمطار هذه السنة، وأن الفرصة ما زالت مهيئة، بل إن جفافاً كاملاً طيلة فترة مربعانية الشتاء لا يدل على شيء، ولا يعني الحكم على السنة بالجفاف. الله كريم.
عندما كان الأردن بلدأً زراعياً قبل عدة عقود من السنوات، كانت الأمطار أكثر أهمية للزراعة، وخاصة زراعة الحبوب والقطانة، ذلك أن معيشة الفلاحين في القرى الأردنية كانت تعتمد على الأمطار.
اليوم اختلفت الصورة بعض الشيء، فالأراضي التي كانت تزرع قمحأً وشعيرأً جرى التعامل معها تجارياً وتقسيمها إلى نمر وبيعت أو ُتركت بوراً لأن الزراعة التقليدية لم تعد مجدية، وأصبح الإنتاج المحلي من الحبوب لا يغطي أكثر من 5% من حاجة المملكة إلى الخبز والعلف، تشتريه الحكومة على حساب ما تسميه دعم القمح، وهو غير دعم الخبز.
في هذا المجال قال لي الخبير الزراعي المعروف الدكتور سامي الصنّاع، ما زال بالإمكان انقاذ الموسم الزراعي إذا سقطت الأمطار خلال أسبوع، (كان ذلك قبل أسبوعين)، وأن المياه لأغراض أخرى ليست في أوضاع سيئة، فالثلجة الكبيرة غذت المياه الجوفية، وملأت نسباً جيدة من سعة السدود، بل إن سد الوحدة حقق رقماً قياسياً في المخزون لم يسجله في أية سنة ماضية.
جميل أن لا تكون الصورة في قطاع الزراعة والمياه قاتمة تمامأً، وإن يكون لها عدة وجوه، بعضها مقبول. وإذا كان الأردن من أفقر دول العالم من حيث حصة الفرد للمياه فمعنى ذلك إننا تكيفنا مع شح المياه، حيث يستعمل المواطن الأردني 50 متراً مكعباً من المياه في السنة، أو حوالي 5% من المتوسط العالمي.
(الرأي)
تابعو الأردن 24 على google news
 
ميثاق الشرف المهني     سياستنا التحريرية    Privacy Policy     سياسة الخصوصية

صحيفة الكترونية مستقلة يرأس تحريرها
باسل العكور
Email : info@jo24.net
Phone : +962795505016
تصميم و تطوير