الخروج عن النص
أحمد حسن الزعبي
جو 24 : لم أشاهد عملاً فنياَ ضخماً منذ سنوات، كالذي شاهدته مساء الأحد في خيمة اعتصام نقابة الفنانين.. أسماء ووجوه وأصوات تربّى على مشاهدتها وسماعها 300مليون عربي،احتلت عرش الدراما الذهبي من الماء الى الماء، ها هي تكفر أخيراً «بضوء « نجوميتها وتجيء لتبحث عن رغيف «كرامتها» في عتمة «التهميش»...
في خيمة النقابة، لم أشاهد اعتصاماً بقدر ما شاهدت التاريخ نفسه، هؤلاء الذين كانوا يشغلون شاشتنا في الأمسيات الصيفية،يضحكوننا، ويبكوننا، يطربوننا ويوجعوننا، هؤلاء الذين تقمّصوا الخير والشر ليشبهونا، وتقمصوا أدوار السادة والعبيد، القادة والرعية، الشيوخ والقطاريز، الفرسان والرعيان، خلعوا ثيابهم المبللة بعرق الخيال والتاريخ ...وخرجوا الينا بانسانيتهم العارية التي تبحث عن «كرامة» و»فن»...هؤلاء الذين لم تزل تقاسيم وجوههم عالقة في شبابيك الذاكرة، وذبذبات أصواتهم تحك جدران قسوتنا ك»حفيف شجرة صنوبر»،هؤلاء الذين كنا نتحلق حول صوبة ال(فوجيكا) في ليالي البرد بانتظارهم في «مسلسل المساء» ..تحلقوا اليوم حول رصيف النسيان بانتظارنا لمشاهدتهم في مسلسل العناء...
في خيمة الاعتصام،خرج جميع الفنانين عن «نصّ الصمت» وترجّلوا في «مشهد التغييب» الحكومي، بعد ان حركتهم تلقائية «الوجع»،غير مكترثين الى «كيو» الوعود، ولا حفظ «الراكور» المهني، ولا الخروج من «الكادر»..أصلا لا يوجد مخرج يوجههم أو يعطيهم تعليماته سوى مُخرج «الحزن» الذي قسم عليهم أدوار البطولة بالتساوي..فكانت الحلقة الأولى...
في خيمة الاعتصام، حاولنا الوقوف معهم وتشجيعهم، وحثهم على عدم الاستجداء في مطالبهم فالكرامة حقٌ، لكنا في نفس الوقت خشينا إن نصارحهم بخيبة أملنا المبكرة..أولاً :
لأنه من الطبيعي أن يحدث هناك بطالة في الوسط الفني ..ما دام السياسيون يحتلون شاشات البث ويحترفون «التمثيل» أكثر منهم الف مرة .. ثانياً: ربما من سخرية القدر أن يقع موقع نقابة الفنانين بالقرب من السفارة الباكستانية...مما يعني ان الحكومة الباكستانية ستستجيب لمطالبهم قريباً وقريباً جدا...قبل الحكومة...
***
أخيراً، يا ساستنا ومغتصبي «شاشتنا» ..التفتوا قليلاً الى «فناننا» ياسمين الوطن الذابل على سياج الإقصاء.. يا ساستنا ومغتصبي «شاشتنا» من تعوّد على ادوار البطولة لا يقبل ابداً أن يكون «كومبارسا» في وطنه ..
فهل وصلتكم الرسالة؟؟!!!"الراي"
في خيمة النقابة، لم أشاهد اعتصاماً بقدر ما شاهدت التاريخ نفسه، هؤلاء الذين كانوا يشغلون شاشتنا في الأمسيات الصيفية،يضحكوننا، ويبكوننا، يطربوننا ويوجعوننا، هؤلاء الذين تقمّصوا الخير والشر ليشبهونا، وتقمصوا أدوار السادة والعبيد، القادة والرعية، الشيوخ والقطاريز، الفرسان والرعيان، خلعوا ثيابهم المبللة بعرق الخيال والتاريخ ...وخرجوا الينا بانسانيتهم العارية التي تبحث عن «كرامة» و»فن»...هؤلاء الذين لم تزل تقاسيم وجوههم عالقة في شبابيك الذاكرة، وذبذبات أصواتهم تحك جدران قسوتنا ك»حفيف شجرة صنوبر»،هؤلاء الذين كنا نتحلق حول صوبة ال(فوجيكا) في ليالي البرد بانتظارهم في «مسلسل المساء» ..تحلقوا اليوم حول رصيف النسيان بانتظارنا لمشاهدتهم في مسلسل العناء...
في خيمة الاعتصام،خرج جميع الفنانين عن «نصّ الصمت» وترجّلوا في «مشهد التغييب» الحكومي، بعد ان حركتهم تلقائية «الوجع»،غير مكترثين الى «كيو» الوعود، ولا حفظ «الراكور» المهني، ولا الخروج من «الكادر»..أصلا لا يوجد مخرج يوجههم أو يعطيهم تعليماته سوى مُخرج «الحزن» الذي قسم عليهم أدوار البطولة بالتساوي..فكانت الحلقة الأولى...
في خيمة الاعتصام، حاولنا الوقوف معهم وتشجيعهم، وحثهم على عدم الاستجداء في مطالبهم فالكرامة حقٌ، لكنا في نفس الوقت خشينا إن نصارحهم بخيبة أملنا المبكرة..أولاً :
لأنه من الطبيعي أن يحدث هناك بطالة في الوسط الفني ..ما دام السياسيون يحتلون شاشات البث ويحترفون «التمثيل» أكثر منهم الف مرة .. ثانياً: ربما من سخرية القدر أن يقع موقع نقابة الفنانين بالقرب من السفارة الباكستانية...مما يعني ان الحكومة الباكستانية ستستجيب لمطالبهم قريباً وقريباً جدا...قبل الحكومة...
***
أخيراً، يا ساستنا ومغتصبي «شاشتنا» ..التفتوا قليلاً الى «فناننا» ياسمين الوطن الذابل على سياج الإقصاء.. يا ساستنا ومغتصبي «شاشتنا» من تعوّد على ادوار البطولة لا يقبل ابداً أن يكون «كومبارسا» في وطنه ..
فهل وصلتكم الرسالة؟؟!!!"الراي"