«زينة» والذئاب!!
خيري منصور
جو 24 : لم يعد وأد الأنثى هو العقوبة القصوى التي تمارسها واو الجماعة ضد تاء التأنيث، فبعد كل ما مر من قرون تتعرض طفلة لم تكمل الخامسة من عمرها للاغتصاب والقتل، وبعد ذلك الالقاء من الطابق الحادي عشر.. اسمها زينة، ولكي تكتمل التراجيديا فهي جميلة الى حدّ جارح، ورشيقة ومرحة كفراشة حامت حول النور فاختطفها الظلام بكل ما يعج به من أشباح.
بدءاً ولكي نخرج من نطاق التجريد والمواعظ التي لا يتعظ بها أحد، ليتخيل كل واحد منا أنها ابنته أو حفيدته، وانه بعد ان كان يغسل أحزانه من ضحكتها وجدها جثماناً على الأرض.
بكيت عليها مع أبيها عندما شاهدته يبكي ومع أمها وهي تنتحب كسرب من الارامل ومع جدتها وهي تسأل التاريخ كله والذكور كلهم على امتداد هذا الكون: لماذا؟
وكلمة لماذا في لغتنا أشبه بعمود مشنقة أو قضبان زنزانة، لانها تبحث عبثاً عن السبب، لهذا لم يبطل حتى الآن ولو عجب واحد من هذه الدراما المبللة بالدمع والدم.
كان القاضي الذي حكم على مغتصبها وقاتليها بخمسة عشر عاما فقط يتنفس بصعوبة ويحشرج لان القوانين تمنع عقوبة الموت عن قتلة بعمر القاتلين.
وللحظة شعرت بأن كل نخيل مصر وجميزها وموجات نيلها تردد الصدى: حسبي الله ونعم الوكيل..
الإعلام المصري بمختلف قنواته ردد الصدى، وثمة من قال أية عدالة هذه التي ستجعل أم زينة بعد بضعة أعوام ترى قاتل ومغتصب ابنتها يتسكع تحت شرفة بيتها؟ خصوصاً وان رسم شارة النصر في القفص بعد ان سمع النطق بالحكم وهو خمسة عشر عاما فقط قد تقتصر لتصبح ستة أو سبعة اعوام.
من منا سينجو من ثقافة الوأد الوحشي على طفلته أو حفيدته بعد ان رأى ما رأى؟ وهل من حق النساء في بلاد العرب ان يضربن عن الزواج ويقبلن العنوسة اذا كن سيحبلن ويعانين عسر المخاض من اجل أن تذبح بناتهن أمامهن، وتحمي القوانين من شهروا السكين بدلا من الورد في يوم فالنتاين العربي؟ سموه بعد زينة يوم الكراهية أو يوم الوأد، ما من بشر يقدمون على مثل هذه الافعال الا اذا استؤصل القلب منهم كالزائدة الدودية،وخلعوا ضمائرهم وآدميتهم كالجوارب المتعفنة والممزقة!
بعد ذلك المشهد الذي يليق بعشرين ألف عام قبل التاريخ، هاتفت صديقة مصرية لاعتذر لها نيابة عن كل ذكور العالم، وقالت لي في نهاية المكالمة بصوت يقطر دمعاً..
كذبوا.. فبالرغم من كل ما قاله قاسم امين وفعلته هدى شعراوي ما تزال تاء التأنيث عورة، وما زال الوأد من صميم ثقافة ذكورية عجفاء.
فالفقر ذكر والقبر ذكر والقتل ذكر لكن الحرية أنثى وكذلك الشمس والديمقراطية. واضافت: لن اسمع اغنية أحبها لفريد الاطرش منذ اليوم وحتى الموت.
لان ما يقوله: زينة زينة زينة
زينة غالية علينا..
فقد كذب أيضا!!!
(الدستور)
بدءاً ولكي نخرج من نطاق التجريد والمواعظ التي لا يتعظ بها أحد، ليتخيل كل واحد منا أنها ابنته أو حفيدته، وانه بعد ان كان يغسل أحزانه من ضحكتها وجدها جثماناً على الأرض.
بكيت عليها مع أبيها عندما شاهدته يبكي ومع أمها وهي تنتحب كسرب من الارامل ومع جدتها وهي تسأل التاريخ كله والذكور كلهم على امتداد هذا الكون: لماذا؟
وكلمة لماذا في لغتنا أشبه بعمود مشنقة أو قضبان زنزانة، لانها تبحث عبثاً عن السبب، لهذا لم يبطل حتى الآن ولو عجب واحد من هذه الدراما المبللة بالدمع والدم.
كان القاضي الذي حكم على مغتصبها وقاتليها بخمسة عشر عاما فقط يتنفس بصعوبة ويحشرج لان القوانين تمنع عقوبة الموت عن قتلة بعمر القاتلين.
وللحظة شعرت بأن كل نخيل مصر وجميزها وموجات نيلها تردد الصدى: حسبي الله ونعم الوكيل..
الإعلام المصري بمختلف قنواته ردد الصدى، وثمة من قال أية عدالة هذه التي ستجعل أم زينة بعد بضعة أعوام ترى قاتل ومغتصب ابنتها يتسكع تحت شرفة بيتها؟ خصوصاً وان رسم شارة النصر في القفص بعد ان سمع النطق بالحكم وهو خمسة عشر عاما فقط قد تقتصر لتصبح ستة أو سبعة اعوام.
من منا سينجو من ثقافة الوأد الوحشي على طفلته أو حفيدته بعد ان رأى ما رأى؟ وهل من حق النساء في بلاد العرب ان يضربن عن الزواج ويقبلن العنوسة اذا كن سيحبلن ويعانين عسر المخاض من اجل أن تذبح بناتهن أمامهن، وتحمي القوانين من شهروا السكين بدلا من الورد في يوم فالنتاين العربي؟ سموه بعد زينة يوم الكراهية أو يوم الوأد، ما من بشر يقدمون على مثل هذه الافعال الا اذا استؤصل القلب منهم كالزائدة الدودية،وخلعوا ضمائرهم وآدميتهم كالجوارب المتعفنة والممزقة!
بعد ذلك المشهد الذي يليق بعشرين ألف عام قبل التاريخ، هاتفت صديقة مصرية لاعتذر لها نيابة عن كل ذكور العالم، وقالت لي في نهاية المكالمة بصوت يقطر دمعاً..
كذبوا.. فبالرغم من كل ما قاله قاسم امين وفعلته هدى شعراوي ما تزال تاء التأنيث عورة، وما زال الوأد من صميم ثقافة ذكورية عجفاء.
فالفقر ذكر والقبر ذكر والقتل ذكر لكن الحرية أنثى وكذلك الشمس والديمقراطية. واضافت: لن اسمع اغنية أحبها لفريد الاطرش منذ اليوم وحتى الموت.
لان ما يقوله: زينة زينة زينة
زينة غالية علينا..
فقد كذب أيضا!!!
(الدستور)