أميركا والمعارضة المعتدلة
فهد الفانك
جو 24 : حتى عندما كان الجيش السوري الحر تحت قيادة موحدة ، لم يكن قوة رئيسية بين القوى المسلحة التي تعمل في سوريا دون تنسيق فيما بينها ، أما وقد انقسم على نفسه بسبب الخلاف على القيادة فإنه يمكن وضعه خارج الصورة ، وإدراجه تحت باب المعارضة المفككة وليس المعارضة المعتدلة.
عصابة دولة العراق والشام الإسلامية (داعش) ليست معتدلة ، فهي تجز رقاب معارضيها بسكين المطبخ ، كما أنها رجمت فتاة حتى الموت لأن لها حساباً في فيس بوك ، ومنعت الموسيقى باعتبار أنها أصوات الشياطين!.
إذا تجاوزنا المليشيات الصغيرة وغير المؤثرة ، فلا يبقى في الساحة سوى جبهة النصرة ، التي يحاول البعض تأهيلها لمرتبة المعارضة المعتدلة ، بدلالة أنها تؤيد حكم الإخوان وتقبل مبدأ التعددية ، ولا تتشنج عند سماع لفظة ديمقراطية!.
جبهة النصرة تتمركز في جنوب سوريا ، مما يعني إمكانية التواصل معها بالسلاح النوعي ، بما في ذلك المدافع المضادة للطائرات المحمولة على الكتف (ستنجر) التي سبق أن أعطيت للمجاهدين في افغانستان فاستعملوها لإسقاط الطائرات المدنية لأن إصابتها أسهل من إصابة الطائرات الحربية.
إذا كانت أميركا تعتبر جبهة النصرة معارضة معتدلة فلن يبقى في سوريا معارضة متشددة ، ذلك أن زعيم القاعدة أيمن الظواهري أعلن أن النصرة هي الممثل الشرعي الوحيد للقاعدة في سوريا.
انحياز أميركا وغيرها لجانب النصرة يدل على بدء مرحلة جديدة تتمثل في عودة التعاون بين القاعدة من جهة والمخابرات الأميركية من جهة أخرى ، كما كان الحال في أفغانستان في عهد الاحتلال السوفييتي.
أميركا تعيد النظر في استراتيجيتها تجاه سوريا ، والمعروف أن عدم التورط في الحرب السورية قرار نهائي بالنسبة لأميركا ، فلا يبقى أمامها سوى استغلال وتحريك حلفائها وتوريطهم في سوريا ليخوضوا حروباً بالوكالة ، على أن تقود أميركا العملية العسكرية من الخلف وترش عليها السلاح والمال.
أميركا لن ترمي بثقلها مع المنظمات المسلحة في سوريا لانها تعرف ماذا سيحدث في اليوم التالي ، أي بعد إسقاط النظام ، فلن يكون البديل سوى نظام إرهابي ُمغرق في تخلفه ، ومن المرجح أنه سينقلب ضد الحليف الأميركي كما فعل بعد انسحاب السوفييت من أفغانستان.
لبنان غير الرسمي تدّخل جزئياً في سوريا عن طريق حزب الله ، وهو يدفع الآن ثمنأً غالياً من أمنه الداخلي واقتصاده ، والعاقل من اتعظ بغيره.
(الرأي)
عصابة دولة العراق والشام الإسلامية (داعش) ليست معتدلة ، فهي تجز رقاب معارضيها بسكين المطبخ ، كما أنها رجمت فتاة حتى الموت لأن لها حساباً في فيس بوك ، ومنعت الموسيقى باعتبار أنها أصوات الشياطين!.
إذا تجاوزنا المليشيات الصغيرة وغير المؤثرة ، فلا يبقى في الساحة سوى جبهة النصرة ، التي يحاول البعض تأهيلها لمرتبة المعارضة المعتدلة ، بدلالة أنها تؤيد حكم الإخوان وتقبل مبدأ التعددية ، ولا تتشنج عند سماع لفظة ديمقراطية!.
جبهة النصرة تتمركز في جنوب سوريا ، مما يعني إمكانية التواصل معها بالسلاح النوعي ، بما في ذلك المدافع المضادة للطائرات المحمولة على الكتف (ستنجر) التي سبق أن أعطيت للمجاهدين في افغانستان فاستعملوها لإسقاط الطائرات المدنية لأن إصابتها أسهل من إصابة الطائرات الحربية.
إذا كانت أميركا تعتبر جبهة النصرة معارضة معتدلة فلن يبقى في سوريا معارضة متشددة ، ذلك أن زعيم القاعدة أيمن الظواهري أعلن أن النصرة هي الممثل الشرعي الوحيد للقاعدة في سوريا.
انحياز أميركا وغيرها لجانب النصرة يدل على بدء مرحلة جديدة تتمثل في عودة التعاون بين القاعدة من جهة والمخابرات الأميركية من جهة أخرى ، كما كان الحال في أفغانستان في عهد الاحتلال السوفييتي.
أميركا تعيد النظر في استراتيجيتها تجاه سوريا ، والمعروف أن عدم التورط في الحرب السورية قرار نهائي بالنسبة لأميركا ، فلا يبقى أمامها سوى استغلال وتحريك حلفائها وتوريطهم في سوريا ليخوضوا حروباً بالوكالة ، على أن تقود أميركا العملية العسكرية من الخلف وترش عليها السلاح والمال.
أميركا لن ترمي بثقلها مع المنظمات المسلحة في سوريا لانها تعرف ماذا سيحدث في اليوم التالي ، أي بعد إسقاط النظام ، فلن يكون البديل سوى نظام إرهابي ُمغرق في تخلفه ، ومن المرجح أنه سينقلب ضد الحليف الأميركي كما فعل بعد انسحاب السوفييت من أفغانستان.
لبنان غير الرسمي تدّخل جزئياً في سوريا عن طريق حزب الله ، وهو يدفع الآن ثمنأً غالياً من أمنه الداخلي واقتصاده ، والعاقل من اتعظ بغيره.
(الرأي)