اسرق يا فاسد والحكومة تصالحك !
لم يبق على الحكومة الان الا التوسل "للفاسدين" ولا مانع ان تقوم الحكومة وطاقمها الوزاري "ببوسة شارب ولحية الفاسدين " وربما ان جاهة رجال برفقة شخصيات بارزة و نواب واعيان لاقناع الفاسدين لاعادة الاموال التي نهبوها هو خيار مقبول ولا ضير ان تبدأ الحكومة تطبيق نهج شرب القهوة عند الفاسدين اثناء زيارتهم ورجاوتهم وترفض شربها اي القهوة الا بعد ان يستجيبوا لطلب الحكومة بارجاع الاموال التي سرقوها وليس عيبا ان تختتم المصالحة مع هؤلاء بعزومة عشاء على "مناسف باللحمة" .
وعلى رأي المثل الشعبي "بدل ما يكحلها اجا عورها " فتصريحات رئيس هيئة مكافحة الفساد سميح بينو صادمة وموجعة للشعب الاردني اذ يقول بينو بأنه يؤيد المصالحة الاقتصادية، قائلا:" الهدف الحصول على شوية عنب " فقد بين بينو امام لجنة النزاهة النيابية في مجلس النواب برئاسة النائب مصطفى الرواشدة انه من الممكن من خلال المصالحة الحصول على بعض المبالغ من قضايا الفساد.
نعم الحكومة الان بورطة وازمة وبحاجة الى فزعة حقيقية من ابناء الشعب فهي عاجزة تماما عن مواجهة الفاسدين فتحصيل حقوق الشعب من الاموال والثروات المنهوبة اصبح مجرد حلم لا اكثر وتحتاج حكومتنا لوقفة وفاء معها فكما هي تقف دائما مع شعبها الغالي بكل ازماته ولا تقصر معه وكانت عونا وسندا له في كل الظروف والمآسي فقد جاء الوقت لرد الجميل والعرفان لحكومتنا.
على الشعب ان لا يفكر طويلا فلا خيار امامه الان وعليه ان يقف مع حكومته فهي غير قادرة على مواجهة الفاسدين واختارت المصالحة معهم فهي لا تستطيع وضع حد لهم ،فلا القوانين ولا التشريعات قادرة على محاسبتهم فمن سيحاسبهم اذا وما هي المخاطر المترتبة على ذلك حاضرا ومستقبلا.
ان عدم قدرة الحكومة على مواجهة الفاسدين والحيتان وترك الاموال المسروقة بايديهم افقد ثقة الاردنيين بمؤسساتهم وذلك سيفتح الباب امام اخرين للتمادي على المال العام فما دامت المحاسبة غائبة لهم والدعوات قائمة للمصالحة معهم بدلا من معاقبتهم وسجنهم وتعريتهم والتنكيل بهم وفضحهم فان ذلك بمثابة دعوة صريحة للاخرين لكي يمارسو السرقة مادامت المصالحة قائمة والنتيجة بعد ارتكاب النهب قيام الحكومة بعمل مصالحة معهم أي الفاسدين لتقسيط الاموال عليهم لعل وعسى ان يعود جزء منها على رأي "بينو".
مجمل القول بما ان تشريعاتنا وقوانينا عاجزة عن اعادة هذه الاموال المسروقة وبما ان حكومتنا غير قادرة على فعل شئ مع الفاسدين والنواب والاعياب ليس لهم مقدرة على وضع تشريع يضع حدا للمهزلة الحاصلة لا سيما ان الفاسدين طلقاء ويسرحون ويمرحون باموال الشعب ويعيشون حياة البذخ هنا وهناك وارصدتهم بالملايين فمن سيعلق الجرس اذا...