استقطابات لسنا طرفا فيها!!
حسين الرواشدة
جو 24 : هل تستطيع ( السياسة) الاردنية ان تضبط بوصلتها تجاه ما يحدث حولنا على درجة ( مسافة واحدة ) من كافة الاطراف ؟ نظريا ، يبدو ذلك ممكنا ، فقد حافظت عمان على علاقتها مع مصر ، قبل الانقلاب و بعده ، لكنها لم ( تتقمص) فكرة شيطنة الاخوان الملسمين وإلحاقهم ( بالارهاب)، كما استطاعت - نسبيا- ان تتعامل مع اطراف الازمة السورية بمنطق ( التوازن)، فهي لم تشهر( قطيعة) او خصومة مع النظام و لم تغلق الابواب امام المعارضة، وهذا الموقف السياسي ينطبق ايضا على علاقة الاردن مع الاطراف الفلسطينية مثل السلطة وحماس ، وعلى الاطراف العراقية... وغيرها .
اذا دققنا اكثر في الصورة ، سنكتشف بأن منطقتنا التي تعرضت ( لزلزال) سياسي كبير مازالت تعاني اليوم من ( ارتداداته) وتدفع ثمن استحقاقاته ، وبأن ( الخرائط) الجديدة التي تشكلت بعد ما حدث في مصر وسوريا ... وبعد ( المصالحة الكبرى) بين ايران و الدول الكبرى ، فرضت ( ايقاعات) جديدة على دول المنطقة وربما تبدو ( الازمة) بين دول الخليج وما جرى اثرها من تحولات على صعيد مواقف بعض الدول وتجاذباتها تجاه ملف ( الاخوان) وحزب الله ، نموذجا عمليا لحالة ( الاستقطاب) و التموضع السياسي ، او لحالة( تدوير) الزوايا التي فرضتها الوقائع و المستجدات ،سواء على صعيد الاقليم وتطوراته او العالم وما جرى فيه من تحالفات هنا و انسحابات هناك .
في ضوء ذلك ،ربما تدرك السياسة الاردنية ان بقاءها في المنطقة الرمادية يبدو صعبا ، كما ان انحيازها لاي طرف يبدو ( مغامرة) مكلفة ، فنحن مثلا في الاردن لا نعتقد بأن ( الاخوان) -ومعهم حماس-يشكلون خطرا او ارهابا ،وبالتالي لا يمكن لنا ان نذهب الى الاخذ( بالوصفة) المصرية او غيرها ، كما أننا لا نعتقد بأن التطبيع مع ايران او القطيعة معها هو خيارنا ، وبالتالي لانفكر في الانجرار الى الوصفات التي ترى طهران ( العدو البديل) ، ونحن ايضا نرى ان علاقتنا مع دول الخليج العربية كلها-بدون استثناء- تاريخية و ضرورية و استراتيجية ،وبالتالي فإننا لا نريد ان نكون جزءا من الاختلافات والصراعات التي تدور داخل البيت الخليجي ،وربما نفكر في ان نكون جزءا من ( الحل) او التوافق ( كما تفعل الكويت).
السؤال هنا : هل يمكن لنا ان نحافظ على هذا ( الخط) السياسي وان ننأى بأنفسنا عن التدخل في شؤون الاخرين ؟ الاجابة هنا غير واضحة تماما، فنحن لدينا مشكلات في الاقتصاد و في(الجغرافيا) وفي ( اقناع) الاطراف الاخرى بان ( الحياد) هو الحل ،ولدينا استحقاقات يفترض ان ندفعها للحفاظ على مصالحنا العيا ، خاصة في ملف القضية الفلسطينية و في الملف السوري الملتهب حولنا ، و عليه يجب ان ندقق في حساباتنا جيدا ، صحيح أننا سنخسر اذا ما التزمنا ( بالمسافة الواحدة) اتجاه ما يدور حولنا من ازمات لسنا طرفا مباشرا فيها ، لكن الصحيح ان انحيازنا لحالة الاستقطاب هذه ، ايا كان العنوان الذي سنذهب اليه ، سيكبدنا تكاليف لا طاقة لنا بها، و بالتالي فإن افضل خياراتنا هو ( التدخل ) الايجابي مع كافة الاطراف للوصول الى حلول وتوافقات و مصالحات ، بعيدا عن ( الانحياز) و الاستغراق في حمّى الاستقطاب ، فنحن لسنا جزءا من المشكلة ... ويجب ان لا نكون.
(الدستور)
اذا دققنا اكثر في الصورة ، سنكتشف بأن منطقتنا التي تعرضت ( لزلزال) سياسي كبير مازالت تعاني اليوم من ( ارتداداته) وتدفع ثمن استحقاقاته ، وبأن ( الخرائط) الجديدة التي تشكلت بعد ما حدث في مصر وسوريا ... وبعد ( المصالحة الكبرى) بين ايران و الدول الكبرى ، فرضت ( ايقاعات) جديدة على دول المنطقة وربما تبدو ( الازمة) بين دول الخليج وما جرى اثرها من تحولات على صعيد مواقف بعض الدول وتجاذباتها تجاه ملف ( الاخوان) وحزب الله ، نموذجا عمليا لحالة ( الاستقطاب) و التموضع السياسي ، او لحالة( تدوير) الزوايا التي فرضتها الوقائع و المستجدات ،سواء على صعيد الاقليم وتطوراته او العالم وما جرى فيه من تحالفات هنا و انسحابات هناك .
في ضوء ذلك ،ربما تدرك السياسة الاردنية ان بقاءها في المنطقة الرمادية يبدو صعبا ، كما ان انحيازها لاي طرف يبدو ( مغامرة) مكلفة ، فنحن مثلا في الاردن لا نعتقد بأن ( الاخوان) -ومعهم حماس-يشكلون خطرا او ارهابا ،وبالتالي لا يمكن لنا ان نذهب الى الاخذ( بالوصفة) المصرية او غيرها ، كما أننا لا نعتقد بأن التطبيع مع ايران او القطيعة معها هو خيارنا ، وبالتالي لانفكر في الانجرار الى الوصفات التي ترى طهران ( العدو البديل) ، ونحن ايضا نرى ان علاقتنا مع دول الخليج العربية كلها-بدون استثناء- تاريخية و ضرورية و استراتيجية ،وبالتالي فإننا لا نريد ان نكون جزءا من الاختلافات والصراعات التي تدور داخل البيت الخليجي ،وربما نفكر في ان نكون جزءا من ( الحل) او التوافق ( كما تفعل الكويت).
السؤال هنا : هل يمكن لنا ان نحافظ على هذا ( الخط) السياسي وان ننأى بأنفسنا عن التدخل في شؤون الاخرين ؟ الاجابة هنا غير واضحة تماما، فنحن لدينا مشكلات في الاقتصاد و في(الجغرافيا) وفي ( اقناع) الاطراف الاخرى بان ( الحياد) هو الحل ،ولدينا استحقاقات يفترض ان ندفعها للحفاظ على مصالحنا العيا ، خاصة في ملف القضية الفلسطينية و في الملف السوري الملتهب حولنا ، و عليه يجب ان ندقق في حساباتنا جيدا ، صحيح أننا سنخسر اذا ما التزمنا ( بالمسافة الواحدة) اتجاه ما يدور حولنا من ازمات لسنا طرفا مباشرا فيها ، لكن الصحيح ان انحيازنا لحالة الاستقطاب هذه ، ايا كان العنوان الذي سنذهب اليه ، سيكبدنا تكاليف لا طاقة لنا بها، و بالتالي فإن افضل خياراتنا هو ( التدخل ) الايجابي مع كافة الاطراف للوصول الى حلول وتوافقات و مصالحات ، بعيدا عن ( الانحياز) و الاستغراق في حمّى الاستقطاب ، فنحن لسنا جزءا من المشكلة ... ويجب ان لا نكون.
(الدستور)