من يزرع الشوك لا يقطف إلا الحسك !!
حسين الرواشدة
جو 24 : يجب ان نصارح اخواننا الذين يدعون اليوم الى ( فقه السلم) بأن حركات التطرف لم تخرج من عباءة ( الاسلام) وانما من ( زنازين) السجون، وبأن الارهاب الذي يجري تعميم وصفته ( للإنتقام) من الاسلاميين الذين صدقوا منطق الاحتكام ( للصناديق) وانحازوا للديمقراطية ، لم يصنعه هؤلاء، وانما تسلل الى بلادنا وتغلل فيها بفعل ( اجندات) خارجية لا علاقة لنا بها ، لكنها وجدت بيننا من يحملها ويتبناها ، حتى أصبحت في غفلة منا ( عنوانا) للمضطهدين و المتحمسين من شبابنا الذين هربوا من ظلم ( الحكومات) الى كهوف ( امراء الحرب) ومن استبداد السياسية الى ( الدين المسلح) الذي يفتح امامهم ابواب الانتقام و الخلاص و الجنة ايضا.
حين اغلقنا امام ( الاعتدال) ابواب السياسة ، وشيدنا المزيد من ( السجون) لاستقبال (روّاد) المساجد الين تعلموا في المناهج التي كتبناها وعلمناها لهم ( بأن الامة لا يصلح آخرها الا بما صلح به اولها) ، وحين انسدت امام الشباب فرص الحرية و العدالة و الحياة ( الطيبة) ، وحين لم نترك للذين تشوقوا للكرامة وتعلقوا بآمال ( التغيير) ورأوا الامم من حولهم تتقدم و تتحضر وامتهم يحاصرها ( التخلف) فرصة الانطلاق نحو المستقبل ، و الابداع لعمارة اوطانهم وحياتهم ، حين فعلنا كل ذلك لا يجوز الان ان نتفاجأ بالنتائج ، لا اذا مدّت ( القاعدة) لنا لسانها ، ولا اذا وقف شبابنا طوابير على ابواب ( الجماعات) المتطرفة ...فهذا فعلا ما فعلناه بأنفسنا ، ومن زرع الشوك لا يقطف الا الحسك .
نحتاج فعلا الى (فقه السلم) ، ولكن على أي مركب سيصعد هذا (السلم): سلم الامة وسلم المجتمعات ، اذا تعطلت مراكب الحياة الكريمة أمام الباحثين عن امل في اوطانهم التي منعوا من المشاركة في بنائها ، او اذا حكم عليهم ( بالخروج) من الملّة الوطنية و الدينية لمجرد انهم ( غردوا) خارج السرب في الصناديق التي قيل لهم بأن تعبر عن ارادتهم وتختبر وزنهم على الارض.
كيف يقتنع هؤلاء(بالسلم) ونحن نرد عليهم تحية ( الارهاب) ،كيف ندفعهم الى الحياة ونحن نطبق عليهم ابواب ( السجون) كيف نغريهم بالحرية ونحن نقهرهم بالاستعباد ؟
في عصر(الحروب) التي أشعلناها بأنفسنا ، نيابة عن الآخرين المتربصين بأمتنا ، تبدو الدعوة الى ( السلم ) على -وجاهتها -دعوة منزوعة من الدسم ، وأخشى ان اقول بأنها دعوة مغشوشة ، لا لانني اشكك في نوايا الذين يطلقونها ، هذا آخر ما يخطر الى بالي، ولكن لأنها تغمض عينها على الحقائق ، وتتنكب الطريق الذي يفضي الى السلم و السلامة ،وتنطلق في مناخات مسمومة جرى فيها بقصد او بدون قصد الجهر بالسوء ،واشاعة الكراهية وسط المجتمعات ، وتقسيمها و تعميق خلافاتها ، والاخطر من ذلك ان الارضية التي يمكن (للسلم) الاهلي ان يقف عليها قد جرى تجريفها وزرعها بالالغام سواء تلك التي ( تفجرت) بين المذاهب و الطوائف و الدول او الاخرى التي يتم الآن(تفخيخها) من خلال مصطلحات او مقررات او سياسات لا تفضي الا لمزيد من الصراعات و الصدامات و العداوات.
أضم صوتي الى صوت دعاة ( فقه السلم) ولكن ،،الا نحتاج قبل ذلك الى التوافق على معنى هذا ( السلم) و الادوات التي تضمن تحقيقه واقناع الشعوب و الدول به ، الا نحتاج الى صوت ( الحكمة) و العقل لكي يستبشر الناس به ، الا نحتاج الى ( شراكات) حقيقية تفتح ابواب المجتمعات امامه ليدخل ويصبح بديلا للحروب المشتعلة ، والاستقطابات المدمّرة ، الا نحتاج الى خطاب معتدل ومناخات اخوية ومصالحات حقيقية لكي نطمئن بأن الحرب لم تعد خيارنا ، وبأن وحدة امتنا هي اسمى غاياتنا .
لكي نستعيد ( فقه السلم) وثقافة العيش المشترك ، ومعنى الجهاد من اجل الحياة ، ونوّدع التطرف و الارهاب - من اي تربة خرجا- لابدّ ان نتجاوز مرحلة ( دقّ الاسافين) ونبش القبور وتعميم الصراعات والاكراهات ، ولابد ان نطوي صفحة ( الكراهية) مهما كانت حساباتها السياسية ، ونتوقف عن استخدام لغة ( الفسطاطين) التي قسمت دولنا وشعوبا ، ولابد ان نعيد ( لمجتمع السلم) كرامة الانسان الذي يعيش فيه ، ووظيفة الدين الحقيقي الذي يؤمن به ، ومعنى الاخوة التي تربى عليها ، وقيمة الامن الانساني الشامل الذي يجب ان ينعم به ، لا بد ان نمد ايدينا الى الشعوب ونحترم ارادتها بدل ان يمد لناالتطرف لسانه ... وبدل ان نسمع ( الكفر) وهو يخاطب الفقر - اي فقر- قائلا له : خذني معك !!
الدستور
حين اغلقنا امام ( الاعتدال) ابواب السياسة ، وشيدنا المزيد من ( السجون) لاستقبال (روّاد) المساجد الين تعلموا في المناهج التي كتبناها وعلمناها لهم ( بأن الامة لا يصلح آخرها الا بما صلح به اولها) ، وحين انسدت امام الشباب فرص الحرية و العدالة و الحياة ( الطيبة) ، وحين لم نترك للذين تشوقوا للكرامة وتعلقوا بآمال ( التغيير) ورأوا الامم من حولهم تتقدم و تتحضر وامتهم يحاصرها ( التخلف) فرصة الانطلاق نحو المستقبل ، و الابداع لعمارة اوطانهم وحياتهم ، حين فعلنا كل ذلك لا يجوز الان ان نتفاجأ بالنتائج ، لا اذا مدّت ( القاعدة) لنا لسانها ، ولا اذا وقف شبابنا طوابير على ابواب ( الجماعات) المتطرفة ...فهذا فعلا ما فعلناه بأنفسنا ، ومن زرع الشوك لا يقطف الا الحسك .
نحتاج فعلا الى (فقه السلم) ، ولكن على أي مركب سيصعد هذا (السلم): سلم الامة وسلم المجتمعات ، اذا تعطلت مراكب الحياة الكريمة أمام الباحثين عن امل في اوطانهم التي منعوا من المشاركة في بنائها ، او اذا حكم عليهم ( بالخروج) من الملّة الوطنية و الدينية لمجرد انهم ( غردوا) خارج السرب في الصناديق التي قيل لهم بأن تعبر عن ارادتهم وتختبر وزنهم على الارض.
كيف يقتنع هؤلاء(بالسلم) ونحن نرد عليهم تحية ( الارهاب) ،كيف ندفعهم الى الحياة ونحن نطبق عليهم ابواب ( السجون) كيف نغريهم بالحرية ونحن نقهرهم بالاستعباد ؟
في عصر(الحروب) التي أشعلناها بأنفسنا ، نيابة عن الآخرين المتربصين بأمتنا ، تبدو الدعوة الى ( السلم ) على -وجاهتها -دعوة منزوعة من الدسم ، وأخشى ان اقول بأنها دعوة مغشوشة ، لا لانني اشكك في نوايا الذين يطلقونها ، هذا آخر ما يخطر الى بالي، ولكن لأنها تغمض عينها على الحقائق ، وتتنكب الطريق الذي يفضي الى السلم و السلامة ،وتنطلق في مناخات مسمومة جرى فيها بقصد او بدون قصد الجهر بالسوء ،واشاعة الكراهية وسط المجتمعات ، وتقسيمها و تعميق خلافاتها ، والاخطر من ذلك ان الارضية التي يمكن (للسلم) الاهلي ان يقف عليها قد جرى تجريفها وزرعها بالالغام سواء تلك التي ( تفجرت) بين المذاهب و الطوائف و الدول او الاخرى التي يتم الآن(تفخيخها) من خلال مصطلحات او مقررات او سياسات لا تفضي الا لمزيد من الصراعات و الصدامات و العداوات.
أضم صوتي الى صوت دعاة ( فقه السلم) ولكن ،،الا نحتاج قبل ذلك الى التوافق على معنى هذا ( السلم) و الادوات التي تضمن تحقيقه واقناع الشعوب و الدول به ، الا نحتاج الى صوت ( الحكمة) و العقل لكي يستبشر الناس به ، الا نحتاج الى ( شراكات) حقيقية تفتح ابواب المجتمعات امامه ليدخل ويصبح بديلا للحروب المشتعلة ، والاستقطابات المدمّرة ، الا نحتاج الى خطاب معتدل ومناخات اخوية ومصالحات حقيقية لكي نطمئن بأن الحرب لم تعد خيارنا ، وبأن وحدة امتنا هي اسمى غاياتنا .
لكي نستعيد ( فقه السلم) وثقافة العيش المشترك ، ومعنى الجهاد من اجل الحياة ، ونوّدع التطرف و الارهاب - من اي تربة خرجا- لابدّ ان نتجاوز مرحلة ( دقّ الاسافين) ونبش القبور وتعميم الصراعات والاكراهات ، ولابد ان نطوي صفحة ( الكراهية) مهما كانت حساباتها السياسية ، ونتوقف عن استخدام لغة ( الفسطاطين) التي قسمت دولنا وشعوبا ، ولابد ان نعيد ( لمجتمع السلم) كرامة الانسان الذي يعيش فيه ، ووظيفة الدين الحقيقي الذي يؤمن به ، ومعنى الاخوة التي تربى عليها ، وقيمة الامن الانساني الشامل الذي يجب ان ينعم به ، لا بد ان نمد ايدينا الى الشعوب ونحترم ارادتها بدل ان يمد لناالتطرف لسانه ... وبدل ان نسمع ( الكفر) وهو يخاطب الفقر - اي فقر- قائلا له : خذني معك !!
الدستور