كومبارس انتخابي!
خيري منصور
جو 24 : عرف العالم الذي صُنّف على انه الثالث رغم انه الثالث عشر بمقياس آخر غير اقتصادي نمطاً من المرشحين لانتخابات رئاسية، هم أشبه بالكومبارس أو نباتات الزينة التي توضع على الشرفات وبعيداً عن الشمس، فهي لا تثمر وليس لها ظلال تقي من الشمس لأنها كما هو اسمها للزينة فقط.
بعض هؤلاء المرشحين يجازفون رغم تأكدهم المسبق من الخسارة، لكن لقب مرشح للرئاسة أو رئيس راسب لا يختلف عما كان يسمى من باب السخرية ساقط مترك أو راسب ثانوية عامة، لكن هناك نماذج تشذ عن هذه القاعدة، ولها رؤى وتصورات تدفعها الى خوض المعارك الانتخابية بلا أمل في الفوز، وهي ضرورية للعملية الديمقراطية لكنها لا تسعى الى توظيف فشلها في السي في، وقد يعتز بعضها بالعدد القليل من الاصوات الذي ظفر به لاعتقاده بأن ناخبيه على ندرتهم هم الاوعى والاقل ارتهاناً، لمؤثرات واكسسوارات مصاحبة لآخرين.
هذه النماذج تستحق الاحترام حتى وهي تلملم أوراقها وتعود الى البيوت بانتظار معركة أخرى، لكن النماذج الاخرى التي تستهدف الشهرة المجانية، أو اضافة صفة مرشح للرئاسة الى قائمة صفاتها فهي بالفعل كومبارس، لكنه يحسد البطل على دوره في المسرحية، وقد يظهر لدقيقة واحدة فقط مقابل أجر زهيد تاركاً الخشبة بل الحلبة كلها للبطل.
ولأن العالم العربي لا يزال يلثغ بالديمقراطية وفي طور التأهيل لممارستها فان ثقافة الفوز في الانتخابات سواء كانت رئاسية أو نقابية أو حتى بلدية ظلت أسيرة مناخات قديمة، فالناس في مثل هذه الظروف لا يتعاملون بجدية مع من يشبههم، إذ لا بد أن يكون قادماً من مرتفع ما وقد حدث هذا في السينما العربية لأكثر من نصف قرن، حيث كان البطل وسيما وثريا وعاطلاً عن العمل بالوراثة ومتفرغاً للحب، ثم حدث التغيير فأصبح البطل من سائر الناس، وربما كان الراحل أحمد زكي النموذج الذي جسد هذا الانقلاب حول مفهوم البطل.
لكن ما حدث في الفن لم تنتقل عدواه الحميدة الى السياسة لهذا يتردد بعض الناس آلاف المرات قبل أن يجازفوا بترشيح أنفسهم في أي مجال أولاً خشية من استخفاف زملائهم، وثانياً لأنهم عاديون ويشبهون الآخرين ومن أردأ افرازات التخلف على المستوى المعرفي نفور الناس من كل ما يذكرهم بأنفسهم، حتى الضحية في مثل هذه الحالات لا تتعاطف أو تتحالف مع من يماثلها، وقد تجد نفسها أقرب الى قدمي جلادها!
والى أن تتحول الديمقراطية في العالم العربي من باقة ورد في المناسبات الى رغيف يومي سنبقى نعاني من عدة التباسات، فلا ندري من هو البطل ومن هو الكومبارس، لأن من يقرر ذلك هو السينارست وليس من يتفرجون!
بعض هؤلاء المرشحين يجازفون رغم تأكدهم المسبق من الخسارة، لكن لقب مرشح للرئاسة أو رئيس راسب لا يختلف عما كان يسمى من باب السخرية ساقط مترك أو راسب ثانوية عامة، لكن هناك نماذج تشذ عن هذه القاعدة، ولها رؤى وتصورات تدفعها الى خوض المعارك الانتخابية بلا أمل في الفوز، وهي ضرورية للعملية الديمقراطية لكنها لا تسعى الى توظيف فشلها في السي في، وقد يعتز بعضها بالعدد القليل من الاصوات الذي ظفر به لاعتقاده بأن ناخبيه على ندرتهم هم الاوعى والاقل ارتهاناً، لمؤثرات واكسسوارات مصاحبة لآخرين.
هذه النماذج تستحق الاحترام حتى وهي تلملم أوراقها وتعود الى البيوت بانتظار معركة أخرى، لكن النماذج الاخرى التي تستهدف الشهرة المجانية، أو اضافة صفة مرشح للرئاسة الى قائمة صفاتها فهي بالفعل كومبارس، لكنه يحسد البطل على دوره في المسرحية، وقد يظهر لدقيقة واحدة فقط مقابل أجر زهيد تاركاً الخشبة بل الحلبة كلها للبطل.
ولأن العالم العربي لا يزال يلثغ بالديمقراطية وفي طور التأهيل لممارستها فان ثقافة الفوز في الانتخابات سواء كانت رئاسية أو نقابية أو حتى بلدية ظلت أسيرة مناخات قديمة، فالناس في مثل هذه الظروف لا يتعاملون بجدية مع من يشبههم، إذ لا بد أن يكون قادماً من مرتفع ما وقد حدث هذا في السينما العربية لأكثر من نصف قرن، حيث كان البطل وسيما وثريا وعاطلاً عن العمل بالوراثة ومتفرغاً للحب، ثم حدث التغيير فأصبح البطل من سائر الناس، وربما كان الراحل أحمد زكي النموذج الذي جسد هذا الانقلاب حول مفهوم البطل.
لكن ما حدث في الفن لم تنتقل عدواه الحميدة الى السياسة لهذا يتردد بعض الناس آلاف المرات قبل أن يجازفوا بترشيح أنفسهم في أي مجال أولاً خشية من استخفاف زملائهم، وثانياً لأنهم عاديون ويشبهون الآخرين ومن أردأ افرازات التخلف على المستوى المعرفي نفور الناس من كل ما يذكرهم بأنفسهم، حتى الضحية في مثل هذه الحالات لا تتعاطف أو تتحالف مع من يماثلها، وقد تجد نفسها أقرب الى قدمي جلادها!
والى أن تتحول الديمقراطية في العالم العربي من باقة ورد في المناسبات الى رغيف يومي سنبقى نعاني من عدة التباسات، فلا ندري من هو البطل ومن هو الكومبارس، لأن من يقرر ذلك هو السينارست وليس من يتفرجون!