2024-11-25 - الإثنين
Weather Data Source: het weer vandaag Amman per uur
jo24_banner
jo24_banner

الزواج المشروع اولى من اوهام سيداو..!

حسين الرواشدة
جو 24 : كرامة المرأة في بلادنا لا تسمح لها باشهار رغبتها في الزواج، أو بطلب يد الشاب الذي ترغب بأن يكون شريكا لها في الحياة، لكن المسألة مختلفة في البرازيل، فقد شهدنا قبل نحو عام مثلا وسط العاصمة ريو دي جانيرو مظاهرة خرج فيها مئات العازبات والعازبين للمطالبة بالزواج، حيث تشير الاحصائيات الرسمية الى وجود (52) مليون عازب وعازبة من اصل (190) مليون نسمة عدد السكان الاجمالي،كما شهدنا في عواصم اخرى مثل هذه الدعوات،حيث انطلق الشباب والصبايا للمطالبة بحقهم في الزواج.

في كتابه تحرير المرأة في عهد الرسالة يقدم لنا المرحوم عبدالحليم ابوشقة نماذج عديدة لنساء مسلمات تقدمن للرسول عليه السلام، أو للخلفاء من بعده، بطلبات للزواج في مجالس عامة، كما لا تخلو تجربتنا الاسلامية من نماذج اخرى (ابنة سعيد بن المسيب التي اهداها لأحد تلاميذه بعد أن رفض تزويجها من ابن الخليفة وأنا ادعو القراء الاعزاء لقراءتها وتأملها)، اثبتت فيها المرأة قبل نحو اربعة عشر قرنا بأنها اكثر جرأة وشجاعة وبحثا عن الحلال والتحرر الحقيقي (لا المزيف) من اخواتنا النساء في هذه الايام التي انتصرت فيها المراسيم على التعاليم والتقاليد التالفة على القيم السامية،

لا اريد ان ادعو الى التظاهر، مع ان المسألة تبدو مشروعة ولا علاقة لها بالسياسة وغيرها من المحرمات التي تمنع - بالقانون - مثل هذه الدعوات، ولكنني اتمنى على الناشطات في بلادنا اللاتي يقفن ضد التمييز الذي وقع على المرأة، ويستنجدن بالمؤسسات والمنظمات والاتفاقيات الدولية لرفعه، ان ينتبهن الى هذه الكارثة التي يعاني منها مجتمعنا، وهي لا تقع في اطار التمييز ضد النساء، فضحاياها من الرجال والنساء معا، كما انها لم تحدث بسبب عدم اعطاء النساء حقوقهن وحريتهن (لاحظ انها موجودة في اكثر الدول ايمانا بحرية المرأة)، بل ربما بسبب التعسف احيانا في المطالبة بهذه الحقوق، سواء من قبل المرأة او الاهل، مما يدفع الشباب الى العزوف تماما عن الزواج.

في بلادنا اكثر من (100) الف امرأة تتجاوز اعمارهن الثلاثين ولم يسبق لهن الزواج، ولدينا مثل هذا العدد واكثر من الشباب العازبين، والسؤال: ماذا قدمت مؤسساتنا الناشطة في مجال تحرير المرأة والمطالبة برفع التمييز ضدها، لهؤلاء الصبايا والبنات الذين قتلتهم الوحدة واوشك العمر ان يمضي بهم دون ان يحلموا ببيت او اسرة او زواج؟،

ما الذي يمكن لسيداو وغيرها ان تقدمه لابنائنا وبناتنا غير مزيد من التعسف في المطالبات، والهواجس والمخاوف التي يذكيها الصراع على الاستقلال؟، والحريات واختيار المنزل وتسمية الاولاد بأسماء امهاتهم..الخ؟

تجربة النساء في البلاد الغربية - كما ذكرت - لا تصلح ان تكون نموذجا لنا، وتجربة البرازيليات اللاتي خرجن يهتفن نريد حبيبا الآن، سئمنا من الوحدة، تكفي لاقناع من لم تقتنع من اخواتنا بهذه النتيجة، فهي بائسة جدا، واذا كان لدينا الشجاعة على الاعتراف بالخطأ وتصحيحه فان الابواب ما زالت مفتوحة للتفكير بهذه الكارثة التي تواجه مجتمعنا، انطلاقا من ديننا الحنيف، وبأدوات تناسب خصوصيتنا، وبمؤسسات وطنية حقيقية (غير مستأجرة)، تساعد الشباب والفتيات على الزواج وتنشر وسط المجتمع ثقافة الاسرة والتعاون والبيوت التي تسكن فيها المودة والمحبة، وتكسر حواجز الموروث الراكد والاخرى الوافدة.. وتفتح امام الشباب ابواب الزواج المشروع بدل ان تعلقهم بأوهام المساواة والتحرر.. والعزوبية القاتلة.

أليس توفير اسباب الزواج المشروع اولى - الف مرة - لمجتمعنا وشبابنا من هذه الاوهام التي نتداولها حول الحرية والمساواة بين الرجل والمرأة... وحول من ينتصر على من في هذه المعركة الوهمية التي اخترعتها بعض اخواتنا الناشطات؟،
تابعو الأردن 24 على google news
 
ميثاق الشرف المهني     سياستنا التحريرية    Privacy Policy     سياسة الخصوصية

صحيفة الكترونية مستقلة يرأس تحريرها
باسل العكور
Email : info@jo24.net
Phone : +962795505016
تصميم و تطوير