رحلة الى السويد: الاردنيون في (مالمو)..!!
حسين الرواشدة
جو 24 : ليست هذه المرة الاولى التي التقي فيها اخواننا المغتربين خارج الوطن، لكن ما رأيته في (مالمو) المدينة التي تقع جنوب السويد (ثالث أكبر مدينة وعدد سكانها نحو 400 الف نسمة) كان مختلفا تماما، فالعشرات الذين قابلتهم يتوزعون على مختلف الأعمار و المهن و الوظائف هناك، ويمثلون جغرافية الأردن التي لم يتردد البعض هنا في زرع ( الأفخاخ) للعبث بها، وهم ( عاشقون) للبلد رغم ما يتنعمون به من ( إكتفاء) وراحة بال، في دولة ( تحترم) مواطنيها ، وتصر على أن يعيشوا بكرامة، لم يناموا على أحلامهم التي تختلط فيها مشاعر الحنين و العودة للوطن، و لكنهم تحولوا الى ( خلية) نحل، ونهضوا لابراز صورة الاردن من خلال أعمالهم ومواقفهم وقرروا أن يسدّوا ما في اعناقهم من (دين) للأردن من خلال ابراز نموذج أردني يليق بهم و بالوطن الذي جاءوا منه، ويثير إعجاب السويدين الذين تزعجهم احيانا طوابير الوافدين و اللاجئين اليهم.
في الجمعية السويدية الاردنية التي أسسها قبل نحو عام عدد منهم ، التمت عشرات العائلات ، ولكل منهم قصة وحكاية، لكن ما يجمعهم هو ( الإنجاز) و النجاح الذي حققوه، والاحساس بالمسؤولية تجاه البلد الذي خرجوا منه وا لبلد الذي استضافهم وأصبحوا فيه ( مواطنين).
قال لي مأمون شديفات ، رئيس الجمعية، ان هدفنا من إنشاء هذه الجمعية هو إيجاد ( بيت) يجمع الأردنيين في هذه المدينةـ ويتيح لهم فرصة التعارف و الحوار ومساعدة بعضهم عند أي طارئ، فنحن في ( الغربة) بحاجة دائما الى إطار يجمعنا، نتنفس داخله أو يفتح لنا النوافذ للإتصال مع محيطنا ومع وطننا ايضا.
أضاف مأمون بأن الحياة لا تخلو من مشكلات، سواء داخل السويد حيث مشكلة ( الاندماج) و اللغة و التعليم و العلاقة مع القادمين الجدد من الأردن ومع ابناء الجالية العربية و الاسلامية او المشكلات الاخرى التي تتعلق باحتياجاتنا من بلدنا، هنا تنهد الرجل وقال : نحن في السويد لا يوجد لدينا قنصلية ترعى شؤوننا ، وتتولى إجراء معاملاتنا واوراقنا الرسمية ، مما يضطرنا الى الذهاب الى سفارتنا في ألمانيا ،وهذا يكلفنا المزيد من الوقت و الجهد و المال ايضا، ونحن ايضا - مثل غيرنا من المغتربين- لاصوت لنا في الصناديق الانتخابية، وما زلنا محرومين من المشاركة في خدمة بلدنا رغم اننا نقدم كل ما نستطيعه من اجله،ورغم ان المغتربين اصبح لهم نصيب في وزارة الخارجيّة الا ان هذا النصيب ما زال على الورق،وكنا نتمنى ان تكون الخطوط بيننا وبين مؤسساتنا مفتوحة دائما لكي ننقل تجاربنا الناجحة لبلدنا او نطمئن على ان لنا ظهرا نستند اليه، حتى “التامين الصحي” حين نعود لزيارة اهلنا لا نجده،ونضطر اذا اصابنا اي طارىء ان نذهب للعيادات والمستشفيات وندفع تكاليفه الباهضة.
فاجأني تنظيم اللقاء الاعلامي الذي قامت به الجمعية بالتعاون مع مؤسسة ابن رشد، فقد كان تماماً على “المسطرة”، لكن لم اتفاجأ “بمهارة” هؤلاء الاردنين وحرصهم على بلدهم واعتزازهم بانجازاتهم هنالك،كما لم اتفاجأ بهذه “الشخصية” الاردنية التي تجمع العمل والامل والشهامة وحب الآخرين، ومثلما كانوا يتسابقون الى خدمتنا انا وزملائي الدكتور وائل عربيات والاعلامي عامر الصمادي، كنت في كل لحظة اتعلم منهم درساً جديداً، فهم مثل كل الاردنين يستحقون ان نخدمهم دائماً، وان نراهن عليهم في “اصلاح” مالم نتمكن من اصلاحه، وكنت اقول في نفسي: مثل هؤلاء يعيدون الينا الهمة والأمل، الهمة لكي نضحي من اجلهم بكل ما نستطيع، والامل لكي نرى صورة بلدنا افضل مما تبدو لنا في اللحظات التي يطبق فيها الفساد وعلى رقابنا ،وافضل مما نتصور حين ينتابنا الاحباط والضعف بأن “تغيير” الحال اصبح مستحيلاً.
الاردنيون الذين التقيتهم في “مالمو” بالسويد -وان كان عددهم عدة الآلاف- الّا انهم يمثلون “وجهنا” الاردني الطيب، وهم دائما بحاجة الينا مع اننا حاضرون بينهم في الاخبارالتي يتابعوها على الدوام ، لكن يدنا-للاسف- لم تمتد كما يجب اليهم،لكي تصافحهم وتشد على ايديهم ، ولهذا من حقهم ان يعتبوا ومن واجبنا ان نعترف بالتقصير، وننهض الى الاطمئنان عليهم والتعرف على مشكلاتهم والتواصل معهم، هذا كله يحتاج الى فتح ملف “الاردنين المغتربين” لكن يبقى ان اشكر كل اردني في “مالمو” ،سواء اولئك الذين التقيناهم او الاخرين الذين منعتهم ظروفهم من الحضور..اشكرهم مرتين: مرّة على حسن الاستقبال والضيافة..ومرّة على نجاحاتهم وانجازاتهم التي الهمتنا وطمأنتنا على سلامة بلدنا وسلامة ضمير الانسان الاردني حيثما كان...بعد غد نكمل ان شاء الله.
(الدستور)
في الجمعية السويدية الاردنية التي أسسها قبل نحو عام عدد منهم ، التمت عشرات العائلات ، ولكل منهم قصة وحكاية، لكن ما يجمعهم هو ( الإنجاز) و النجاح الذي حققوه، والاحساس بالمسؤولية تجاه البلد الذي خرجوا منه وا لبلد الذي استضافهم وأصبحوا فيه ( مواطنين).
قال لي مأمون شديفات ، رئيس الجمعية، ان هدفنا من إنشاء هذه الجمعية هو إيجاد ( بيت) يجمع الأردنيين في هذه المدينةـ ويتيح لهم فرصة التعارف و الحوار ومساعدة بعضهم عند أي طارئ، فنحن في ( الغربة) بحاجة دائما الى إطار يجمعنا، نتنفس داخله أو يفتح لنا النوافذ للإتصال مع محيطنا ومع وطننا ايضا.
أضاف مأمون بأن الحياة لا تخلو من مشكلات، سواء داخل السويد حيث مشكلة ( الاندماج) و اللغة و التعليم و العلاقة مع القادمين الجدد من الأردن ومع ابناء الجالية العربية و الاسلامية او المشكلات الاخرى التي تتعلق باحتياجاتنا من بلدنا، هنا تنهد الرجل وقال : نحن في السويد لا يوجد لدينا قنصلية ترعى شؤوننا ، وتتولى إجراء معاملاتنا واوراقنا الرسمية ، مما يضطرنا الى الذهاب الى سفارتنا في ألمانيا ،وهذا يكلفنا المزيد من الوقت و الجهد و المال ايضا، ونحن ايضا - مثل غيرنا من المغتربين- لاصوت لنا في الصناديق الانتخابية، وما زلنا محرومين من المشاركة في خدمة بلدنا رغم اننا نقدم كل ما نستطيعه من اجله،ورغم ان المغتربين اصبح لهم نصيب في وزارة الخارجيّة الا ان هذا النصيب ما زال على الورق،وكنا نتمنى ان تكون الخطوط بيننا وبين مؤسساتنا مفتوحة دائما لكي ننقل تجاربنا الناجحة لبلدنا او نطمئن على ان لنا ظهرا نستند اليه، حتى “التامين الصحي” حين نعود لزيارة اهلنا لا نجده،ونضطر اذا اصابنا اي طارىء ان نذهب للعيادات والمستشفيات وندفع تكاليفه الباهضة.
فاجأني تنظيم اللقاء الاعلامي الذي قامت به الجمعية بالتعاون مع مؤسسة ابن رشد، فقد كان تماماً على “المسطرة”، لكن لم اتفاجأ “بمهارة” هؤلاء الاردنين وحرصهم على بلدهم واعتزازهم بانجازاتهم هنالك،كما لم اتفاجأ بهذه “الشخصية” الاردنية التي تجمع العمل والامل والشهامة وحب الآخرين، ومثلما كانوا يتسابقون الى خدمتنا انا وزملائي الدكتور وائل عربيات والاعلامي عامر الصمادي، كنت في كل لحظة اتعلم منهم درساً جديداً، فهم مثل كل الاردنين يستحقون ان نخدمهم دائماً، وان نراهن عليهم في “اصلاح” مالم نتمكن من اصلاحه، وكنت اقول في نفسي: مثل هؤلاء يعيدون الينا الهمة والأمل، الهمة لكي نضحي من اجلهم بكل ما نستطيع، والامل لكي نرى صورة بلدنا افضل مما تبدو لنا في اللحظات التي يطبق فيها الفساد وعلى رقابنا ،وافضل مما نتصور حين ينتابنا الاحباط والضعف بأن “تغيير” الحال اصبح مستحيلاً.
الاردنيون الذين التقيتهم في “مالمو” بالسويد -وان كان عددهم عدة الآلاف- الّا انهم يمثلون “وجهنا” الاردني الطيب، وهم دائما بحاجة الينا مع اننا حاضرون بينهم في الاخبارالتي يتابعوها على الدوام ، لكن يدنا-للاسف- لم تمتد كما يجب اليهم،لكي تصافحهم وتشد على ايديهم ، ولهذا من حقهم ان يعتبوا ومن واجبنا ان نعترف بالتقصير، وننهض الى الاطمئنان عليهم والتعرف على مشكلاتهم والتواصل معهم، هذا كله يحتاج الى فتح ملف “الاردنين المغتربين” لكن يبقى ان اشكر كل اردني في “مالمو” ،سواء اولئك الذين التقيناهم او الاخرين الذين منعتهم ظروفهم من الحضور..اشكرهم مرتين: مرّة على حسن الاستقبال والضيافة..ومرّة على نجاحاتهم وانجازاتهم التي الهمتنا وطمأنتنا على سلامة بلدنا وسلامة ضمير الانسان الاردني حيثما كان...بعد غد نكمل ان شاء الله.
(الدستور)