jo24_banner
jo24_banner

البحث عن شقّة

أحمد حسن الزعبي
جو 24 : كان مشهداً مألوفاً في معظم المسلسلات المصرية أن تدخل الفتاة مع خطيبها الى بيت أهلها منهكة متعبة فتخلع حذاءها وتبدأ تفرك أصابع رجليها كناية عن التعب لتسألها أمها: ( وغوشتي ألبي عليك يا هالة يا بنتي ..فترد الفتاة..اسكتي يا ماما دخنا السبع دوخات انا ومدحت وإحنا بندور ع شقة)..
المشهد أعلاه لم يعد مقتصراً على مسلسلات الحب ، ولا على مقالات احمد رجب التي خصصت فصولاً كاملة حول البحث عن شقة، ولا عن المصريين وتحديدا سكّان القاهرة..بل انتقلت عدوى البحث عن شقة وبشراسة الينا نحن كأردنيين بشكل يثير الحزن والخوف في نفس الوقت...بعثت لي أخت قارئة رسالة لم أجد طريقة أوصل بها صوتها الا من خلال نشر رسالتها كاملة للناس وللمعنيين علّ أحدهم يحس بما يحس به الشباب..حيث كتبت لي تحت عنوان مأساة في إربد لا يعلم بها أحد :
( لا اعرف من أين ابدأ أنا فتاه في ٢٩ من عمري مخطوبة لشاب في مثل عمري، منذ سنه وشهرين ونحن ننتظر فرج من ربنا حتى يجمعنا بيت واحد لكن كيف يجمعنا بيت واحد واجارات البيوت في اربد لا ترحم ، فأصبحت اقل شقه في اربد لا تقل عن ٢٢٥ دينارا و خطيبي يعمل بالدفاع المدني لا يزيد راتبه عن ٣٨٥ دينارا ولأنه ليس لنا أي مصدر رزق آخر نحن الآن غير قادرين على الزواج ، حتى لو أخذنا قرضا فإيجار البيت ٢٢٥ +القرض ١٠٠ فما بقي من الراتب إلا ٦٠ دينارا هل بنظرك هذا يكفي لنعيش عيشة كريمة في مدينة اربد التي أصبحت أسعارها اغلى من العاصمة ، أنا اعرف انها مشكلة اغلب الشباب لكن ما ذنب أبي انه وافق على شاب في مقتبل عمره للزواج من ابنته ، كان يريد تيسير الأمور لكن الآن بعد مرور أكثر من سنه على الخطبة وبعد كثرة ثرثرة الناس بدأ أهلي يتذمرون من تأخير الخطوة التالية ، أنا اعلم أن خطيبي يبذل كل جهده من اجل إتمام الموضوع لكن مصاريف العرس جداً كثيرة ولا اعلم من أين سيأتي بهذه المبالغ ونحن لم نطلب منه سوى شقه مؤجره وعفش بسيط لا أكثر لكن من أين ؟؟؟ كل يوم نحسب ونعيد الحسابات لكن للأسف نرجع لنقطة الصفر لكن لا اعرف إلى متى سنبقى على هذه الحال ، وأنا اكتب الرسالة لا اعلم لماذا اكتب لك بالذات لكن فقط أريد الكتابة لأني متعبه جدا وما بقي لنا الا الدعاء بالفرج القريب لنا ولكل محتاج وشكرا لك .. ...والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته ).
الاقتصاد المفتوح لا يعني ان تأكل الناس بعضها بعضاً..بل يجب ان يكون هناك ضوابط للفلتان «ملعون الوالدين» في العقار وغيرها من الأسعار..حتى أكثر الدول انفتاحاً مثل الإمارات أناطت تحديد أسعار المأجور بالبلديات المعنية..وهذه الأخيرة قامت بتصنيف المناطق والمساحات ووضعت حدود أسعار عليا لا يحق للمالك تجاوزها...
الشباب الأردني هذه الأيام محبط ومحاصر ومظلوم..ان لم تستطيعوا مساعدته مادياً ساعدوه تشريعياً...والله لا تطلب الناس هذه الأيام إلا «ألستيرة»..الستيرة فقط...

غطيني يا كرمة العلي «ما فيش شقة»


(الرأي)
تابعو الأردن 24 على google news
 
ميثاق الشرف المهني     سياستنا التحريرية    Privacy Policy     سياسة الخصوصية

صحيفة الكترونية مستقلة يرأس تحريرها
باسل العكور
Email : info@jo24.net
Phone : +962795505016
تصميم و تطوير