مريم السودانية تفتح ملف «الحرية وحكم الردة»..!!
حسين الرواشدة
جو 24 : حين قرأت قصة الفتاة التي اتهمتها احدى المحاكم السودانية بالردة وحكمت عليها بالاعدام بعد ان تضع حملها (اسم الفتاة مريم ) قلت : ان المسلمين اليوم لا يحتاجون إلى كيد اعدائهم فلديهم من الحماقة التي يرتكبها بعضهم احيانا ما يكفي ويزيد لاشغال العالم كله بشيطنتهم واتهامهم بالتخلف والقمع والاستبداد.
قصة مريم (قيل ان اسمها قبل الردة ارباب) أصبحت معروفة، خاصة بعد ان تداولتها وسائل الاعلام العالمية ، ودخل على خطها رؤساء حكومات غربية( فرنسا ادانت وقالت إن الحكم “يصدم الضمائر” ،رئيس الوزراء البريطاني كاميرون اعتبر الحكم نوعا من البربرية ،وزارة الخارجية الأميركية عبرت عن “انزعاجها”، سفارات الولايات المتحدة وبريطانيا وكندا وهولندا وأصدرت بيانًا مشتركًا أعربت فيه عن “ قلقها العميق “من الحكم وكذلك فعلت الفاتيكان (تصور!) فيما التزمت الدول العربية والاسلامية بالصمت باستثناء بيان اصدره سمو الأمير الحسن بن طلال دعا فيه الى الانحياز للسماحة واحترام حق الإنسان وحريته في الاختيار على اعتبار انه لم يرد في القرآن الكريم حكم حاسم عن الردة، بل أن القول بقتل المرتد لا ينسجم أبداً مع نهي القرآن عن الإكراه في الدين لا إكراه في الدين ، ولا مع نهيه لنبيه -صلى الله عليه وسلم- عن استعماله مع أحد من الناس أفأنت تكره الناس حتى يكونوا مؤمنين.
للتذكير ان ، فكرة الخوف على الاسلام لا تقل - تهافتا - عن فكرة الخوف من الاسلام ، فكلاهما وجهان لعملة رديئة: احدهما يُصوّر الاسلام “بعبعا” مخيفا او ماردا متوحشا وجاهزا للانقضاض على كل من يصادفه والآخر يُصوّر الاسلام وكأنه جسد هش قابل للانهيار او دين ضعيف لا يصمد امام اي دعوة تبشيرية او ردة اي شخص عنه ، وبالتالي فهو يحتاج الى جدران تحميه من “الغزو” وتحصنه من اغراءات الاخرين المشبوهة.
تصور اذا كانت ثلاث عشرة سنة فقط كافية لان “تزرع” في عقول وقلوب من آمن مع الرسول “العقيدة” الجديدة وتجعله صلى الله عليه وسلم “مطمئنا” الى بناء الدولة على اكتاف “رجال” استقر الايمان بالاسلام داخلهم فكيف نخشى على “الاسلام” بعد اكثر من 1500 سنة من الذوبان؟ وكيف نتصور بان هذا الدين الذي بدأ “بأربعة” رجال فقط واصبح عدد الذين ينتسبون اليه اكثر من مليار ونصف المليار مسلم ، يمكن ان يشهد ردّة جديدة او ان يتحول من آمنوا به الى معتقدات اخرى.. سماوية كانت او غير سماوية؟
لا يجوز -بالطبع - ان نتعامل مع “الآخر” الديني تحديدا تبعا لمنطق “الخوف” من التبشير او الردة ، فانه لا يجوز ايضا ان نختزل مواسم الدفاع عن الاسلام في زاوية “التصدي” لافكار الآخر ومعتقداته فلدينا أولويات اهم يمكن ان ندافع عن الاسلام من خلالها ، خذ مثلا اولوية الدفاع عن “الحرية” ضد الاستبداد والدفاع عن “الحقوق” ضد المظالم والدفاع عن “التقدم” في مواجهة التخلف .. الخ.. ولا يجوز -ثالثا - تعميم نموذج جاذبة المعتقدات الاخرى في بعض البلدان وتأثيرها على الناس هناك على بلداننا فاذا كانت بعض هذه المعتقدات في بلدان غربية تجد من يعتنقها فانها في بلادنا الإسلامية ليست لها أية جاذبية أو تأثير ولا يمكن ان تدفع “مسلما للدخول فيها، وإذا حدث فعلينا ان نراجع خطاب تديننا بدل ان نعاقب الضحايا فقط.
لنعترف باننا قصرنا كثيرا -كمسلمين - في التعريف بديننا وفي تجديده وفي فتح حوارات مع غيرنا من اتباع الاديان والمعتقدات الاخرى ولنعترف ايضا بان خوفنا المبالغ فيه على الاسلام ومن الآخر ايضا قد دفعنا الى “العزلة” ونزع منا “روح” المبادرة وروح الدعوة بالحسنى وروح “الإنسانية” التي اكتملت في رسالة الاسلام وكان يمكن ان تكون “هديتنا” للعالمين،فحين يتاح لنا ان نعرف “الآخر” على حقيقته وان نتعرف على معتقداته أكثر وان نعرض معتقداتنا عليه وان نطرد خوفنا منه على انفسنا وخوفه منا ايضا سنكون وقتها اكثر ايمانا بأنفسنا وديننا وأكثر ثقة بقناعاتنا وسلامة نهجنا وأكثر قدرة على اقناع غيرنا بما نحمله وبما يصلح ان يكون “دينا” للعالمين.
قصة مريم (قيل ان اسمها قبل الردة ارباب) أصبحت معروفة، خاصة بعد ان تداولتها وسائل الاعلام العالمية ، ودخل على خطها رؤساء حكومات غربية( فرنسا ادانت وقالت إن الحكم “يصدم الضمائر” ،رئيس الوزراء البريطاني كاميرون اعتبر الحكم نوعا من البربرية ،وزارة الخارجية الأميركية عبرت عن “انزعاجها”، سفارات الولايات المتحدة وبريطانيا وكندا وهولندا وأصدرت بيانًا مشتركًا أعربت فيه عن “ قلقها العميق “من الحكم وكذلك فعلت الفاتيكان (تصور!) فيما التزمت الدول العربية والاسلامية بالصمت باستثناء بيان اصدره سمو الأمير الحسن بن طلال دعا فيه الى الانحياز للسماحة واحترام حق الإنسان وحريته في الاختيار على اعتبار انه لم يرد في القرآن الكريم حكم حاسم عن الردة، بل أن القول بقتل المرتد لا ينسجم أبداً مع نهي القرآن عن الإكراه في الدين لا إكراه في الدين ، ولا مع نهيه لنبيه -صلى الله عليه وسلم- عن استعماله مع أحد من الناس أفأنت تكره الناس حتى يكونوا مؤمنين.
للتذكير ان ، فكرة الخوف على الاسلام لا تقل - تهافتا - عن فكرة الخوف من الاسلام ، فكلاهما وجهان لعملة رديئة: احدهما يُصوّر الاسلام “بعبعا” مخيفا او ماردا متوحشا وجاهزا للانقضاض على كل من يصادفه والآخر يُصوّر الاسلام وكأنه جسد هش قابل للانهيار او دين ضعيف لا يصمد امام اي دعوة تبشيرية او ردة اي شخص عنه ، وبالتالي فهو يحتاج الى جدران تحميه من “الغزو” وتحصنه من اغراءات الاخرين المشبوهة.
تصور اذا كانت ثلاث عشرة سنة فقط كافية لان “تزرع” في عقول وقلوب من آمن مع الرسول “العقيدة” الجديدة وتجعله صلى الله عليه وسلم “مطمئنا” الى بناء الدولة على اكتاف “رجال” استقر الايمان بالاسلام داخلهم فكيف نخشى على “الاسلام” بعد اكثر من 1500 سنة من الذوبان؟ وكيف نتصور بان هذا الدين الذي بدأ “بأربعة” رجال فقط واصبح عدد الذين ينتسبون اليه اكثر من مليار ونصف المليار مسلم ، يمكن ان يشهد ردّة جديدة او ان يتحول من آمنوا به الى معتقدات اخرى.. سماوية كانت او غير سماوية؟
لا يجوز -بالطبع - ان نتعامل مع “الآخر” الديني تحديدا تبعا لمنطق “الخوف” من التبشير او الردة ، فانه لا يجوز ايضا ان نختزل مواسم الدفاع عن الاسلام في زاوية “التصدي” لافكار الآخر ومعتقداته فلدينا أولويات اهم يمكن ان ندافع عن الاسلام من خلالها ، خذ مثلا اولوية الدفاع عن “الحرية” ضد الاستبداد والدفاع عن “الحقوق” ضد المظالم والدفاع عن “التقدم” في مواجهة التخلف .. الخ.. ولا يجوز -ثالثا - تعميم نموذج جاذبة المعتقدات الاخرى في بعض البلدان وتأثيرها على الناس هناك على بلداننا فاذا كانت بعض هذه المعتقدات في بلدان غربية تجد من يعتنقها فانها في بلادنا الإسلامية ليست لها أية جاذبية أو تأثير ولا يمكن ان تدفع “مسلما للدخول فيها، وإذا حدث فعلينا ان نراجع خطاب تديننا بدل ان نعاقب الضحايا فقط.
لنعترف باننا قصرنا كثيرا -كمسلمين - في التعريف بديننا وفي تجديده وفي فتح حوارات مع غيرنا من اتباع الاديان والمعتقدات الاخرى ولنعترف ايضا بان خوفنا المبالغ فيه على الاسلام ومن الآخر ايضا قد دفعنا الى “العزلة” ونزع منا “روح” المبادرة وروح الدعوة بالحسنى وروح “الإنسانية” التي اكتملت في رسالة الاسلام وكان يمكن ان تكون “هديتنا” للعالمين،فحين يتاح لنا ان نعرف “الآخر” على حقيقته وان نتعرف على معتقداته أكثر وان نعرض معتقداتنا عليه وان نطرد خوفنا منه على انفسنا وخوفه منا ايضا سنكون وقتها اكثر ايمانا بأنفسنا وديننا وأكثر ثقة بقناعاتنا وسلامة نهجنا وأكثر قدرة على اقناع غيرنا بما نحمله وبما يصلح ان يكون “دينا” للعالمين.