كولن يلعن السياسة ثم يغرق فيها..
حسين الرواشدة
جو 24 : استطرادا لما كتبته امس حول “رجل تركيا الغامض “، استأذن بتسجيل ملاحظة، وهي ان المعلومات المتاحة حول شخصية كولن واهدافه الحقيقية وحركة الجماعة واتجاهاتها تبدو شحيحة جدا وهذا يؤكد قدرة الجماعة - فعلا- بما امتازت به من علاقات وتحالفات على تشكيل “تنظيم سري” لا يخضع لمراقبة الدولة،كما يؤكد عجز “الاجهزة” او تواطؤها مع الجماعة بحيث ظلت تعمل من داخل المؤسسات وتؤثر في القرارات دون ان تترك دليلاً ملموساً على ذلك، وهذا –بالتحديد- ما اكد عليه كولن نفسه حين دعا اتباعه ( وفق تسريبات منشورة ) الى الانخراط في دراسة التخصصات الادارية والحقوقية والعمل بأجهزة الدولة والجيش واخفاء تدينهم في الاوساط العلمانية من اجل “التمكن” في هذه المؤسسات.
وعلى الرغم من محاولة (الانغلاق على الذات ) والاختباء والكتمان التي نجحت فيها الجماعة ، فان لدينا مواقف يمكن ان نتعرف من خلالها على الرجل وجماعته كما ان لدينا معلومات قدمها احد ابنائها الذين انشقوا عنها ،ففي كتابه “الحصار..حصان طرواده الامريكي” يكشف احد المقربين من فتح الله كولن وأحد المؤسسين الاربعة للجماعة (اسمه نور الدين فاران) جانباً من “الاسرار” التي تحيط بشخصية الرجل الغامض وشبكة علاقاته واهداف حركته،وهي ذاتها المعلومات التي يؤكدها الباحث التركي (مردان ينارداغ) في كتابه “كيف حوصرت تركيا؟”،وخلاصتها كما يبدو من “العنوانين” تشير الى أن هدف جماعة “الخدمة” وزعيمها الذي هرب قبل نحو 15 عاماً من تركيا اثر اتهامه بتشكيل تنظيم سري للانقلاب على الحكم،هو “محاصرة” تركيا والتغلغل في كافة مفاصل السلطة لتأمين “مشروع” اسلامي بمواصفات مقبولة في الغرب،تمهيداً لتصدير هذا النموذج إلى محيطها الاسلامي لمواجهة حركات الاسلام السياسي وانتاج حالة “تدين” بدمغة “اناضولية” شبيهة بالنسخة “الغربية” التي نشأت بعد الصراع بين السلطة والكنيسة واسفرت عن تتويج “العلمانيّة”. ومن اللافت هنا ان الرجلين استخدما مصطلح “ الحصار “ في وصف الجماعة ،حيث يمكن ان نفهم من ذلك محاولة الجماعة فرض حالة من الحصار على تركيا للحفاظ على قوميتها او تتريكها و لكي تظل دائما تدور حول الغرب باعتبارها -كما يرى كولن - جزءا منه وحليفا دائما له ايضا ،وكذلك محاولة الجماعة فرض حصار على “الاسلام “ بحيث يحافظ على نسخته”الكولينية التي تعتمد صيغة “مؤمنون بلا حدود “ حيث الانسان ( لاحظ ان اتباعه يتحدثون دائما عن الاسلام من خلال افكاره فقط وكأنه مصدر لفهم الدين) هو من يحدد حدود الايمان وليس الاديان .
الصراع بين كولن واردوغان كشف “المستور” لاريب،لكنه ظل مرتبطاً بالداخل التركي، حيث اثبتت الانتخابات البلدية الاخيرة ان جزءاً كبيرا من المجتمع التركي أدرك حقيقة كولن وجماعته، فانحاز إلى الصناديق التي توجت فوز اردوغان...لكن ما يهمنا هو ما تريده الحركة من “نفيرها” الى عالمنا العربي..ومن محاولة انتشارها في اوساطنا التعليمية والدينية..وهذا يحتاج الى مقال آخر.
الدستور
وعلى الرغم من محاولة (الانغلاق على الذات ) والاختباء والكتمان التي نجحت فيها الجماعة ، فان لدينا مواقف يمكن ان نتعرف من خلالها على الرجل وجماعته كما ان لدينا معلومات قدمها احد ابنائها الذين انشقوا عنها ،ففي كتابه “الحصار..حصان طرواده الامريكي” يكشف احد المقربين من فتح الله كولن وأحد المؤسسين الاربعة للجماعة (اسمه نور الدين فاران) جانباً من “الاسرار” التي تحيط بشخصية الرجل الغامض وشبكة علاقاته واهداف حركته،وهي ذاتها المعلومات التي يؤكدها الباحث التركي (مردان ينارداغ) في كتابه “كيف حوصرت تركيا؟”،وخلاصتها كما يبدو من “العنوانين” تشير الى أن هدف جماعة “الخدمة” وزعيمها الذي هرب قبل نحو 15 عاماً من تركيا اثر اتهامه بتشكيل تنظيم سري للانقلاب على الحكم،هو “محاصرة” تركيا والتغلغل في كافة مفاصل السلطة لتأمين “مشروع” اسلامي بمواصفات مقبولة في الغرب،تمهيداً لتصدير هذا النموذج إلى محيطها الاسلامي لمواجهة حركات الاسلام السياسي وانتاج حالة “تدين” بدمغة “اناضولية” شبيهة بالنسخة “الغربية” التي نشأت بعد الصراع بين السلطة والكنيسة واسفرت عن تتويج “العلمانيّة”. ومن اللافت هنا ان الرجلين استخدما مصطلح “ الحصار “ في وصف الجماعة ،حيث يمكن ان نفهم من ذلك محاولة الجماعة فرض حالة من الحصار على تركيا للحفاظ على قوميتها او تتريكها و لكي تظل دائما تدور حول الغرب باعتبارها -كما يرى كولن - جزءا منه وحليفا دائما له ايضا ،وكذلك محاولة الجماعة فرض حصار على “الاسلام “ بحيث يحافظ على نسخته”الكولينية التي تعتمد صيغة “مؤمنون بلا حدود “ حيث الانسان ( لاحظ ان اتباعه يتحدثون دائما عن الاسلام من خلال افكاره فقط وكأنه مصدر لفهم الدين) هو من يحدد حدود الايمان وليس الاديان .
الصراع بين كولن واردوغان كشف “المستور” لاريب،لكنه ظل مرتبطاً بالداخل التركي، حيث اثبتت الانتخابات البلدية الاخيرة ان جزءاً كبيرا من المجتمع التركي أدرك حقيقة كولن وجماعته، فانحاز إلى الصناديق التي توجت فوز اردوغان...لكن ما يهمنا هو ما تريده الحركة من “نفيرها” الى عالمنا العربي..ومن محاولة انتشارها في اوساطنا التعليمية والدينية..وهذا يحتاج الى مقال آخر.
الدستور