الراقصون مع ظلالهم!!
خيري منصور
جو 24 : ما من حجر يلد الشرارة بمفرده وبدون احتكاك بحجر آخر، إلا في واقعنا العجيب الذي يكون التصفيق فيه بيد واحدة، وكذلك رقصة التانغو التي تتألف من راقص واحد وظله، وكلمة العصامية لم تعد تكفي لتوصيف هذا الكدح في الصخر، وهذه الحراثة في البحر، فبعد أن بلغت القطعنة ذروتها وأصبح الفرد الذي يرى بعينيه ويسمع بأذنيه ويفكر بدماغه أشبه بالعنزة السوداء في القطيع أو كالبعير الأجرب المطرود من القافلة.
لقد هاجر العربي من نسيج القبيلة إلى نسيج الحزب والنقابة والجماعة، ولم يمر بأية مرحلة تتبلور فيها فرديته ويشعر بأن له الحق في أن يعبر عن ذاته كيفما يشاء مع الحفاظ على حريات الآخرين وحدودها.
وجذر المأساة الثقافية في العالم العربي أبعد من التعليم ومن الأمية أنه يتلخص في إنكار حقوق الفرد، الذي يجد نفسه رهينة من المهد إلى اللحد، ولدينا في موروثنا سلسلة جبال من الأمثال التي تعني شيئاً واحداً هو ضع رأسك بين الرؤوس وليأت من يقطع هذه الرؤوس، فكل اختلاف هو مشروع نبذ وإقصاء، لأن الأعراف أقوى وأشد نفوذاً من القوانين، وكل ما نثرثر به من عبارات مستعارة من معجم الحياة المدنية والمعاصرة يتوارى لحظة الاحتكام الحقيقية. وكأنه مجرد قبعات أو اكسسوارات تصلح للعرض فقط.
وما يسمعه الفرد العربي على مدار الساعة من أمثاله وهو من أنت ومن تكون وماذا تتصور نفسك ساهم في تقزيمه ووأد ذاته وحوله إلى صفر بحجم إنسان!
لهذا سادت ثقافة التنميط وتحويل البشر إلى قطع غيار، أي واحد منهم يسد مكان الآخر بلا زيادة أو نقصان. وما كان للحضارات أن تستمر وللفلسفات والثقافات أن تتطور في التاريخ لولا دور الفرد الذي يرقص على إيقاعه الخاص، لهذا فالمقابر تعج بهؤلاء، لكنها مقابر كما وصفها ادجار الن بو تعج أيضاً بالعائدين. وعدد من اعتذرنا إليهم وحاولنا إعادة الاعتبار لما أنجزوه يجزم بأن الماضي سيبقى أشد جذباً من المسقبل، وأن الملايين التي تمشي بمحاذاة الجدران وتحذر من آذانها هي مجرد كتلة ديمغرافية صماء قد تصلح للزحام على الأرصفة أو أمام شارات المرور!
إن عدد المواهب التي وئدت منذ الصبا في العالم العربي ينافس عدد العلماء في قارة لا تطلق النار على الأقمار لأنها تضيء ولا تقطع الشجر كي يتدفأ عليه أو تحوله إلى هراوات!
ويبدو أن المعادلة القائلة أن المجتمع هو حاصل جمع الأفراد بحاجة إلى إعادة نظر!!
الدستور
لقد هاجر العربي من نسيج القبيلة إلى نسيج الحزب والنقابة والجماعة، ولم يمر بأية مرحلة تتبلور فيها فرديته ويشعر بأن له الحق في أن يعبر عن ذاته كيفما يشاء مع الحفاظ على حريات الآخرين وحدودها.
وجذر المأساة الثقافية في العالم العربي أبعد من التعليم ومن الأمية أنه يتلخص في إنكار حقوق الفرد، الذي يجد نفسه رهينة من المهد إلى اللحد، ولدينا في موروثنا سلسلة جبال من الأمثال التي تعني شيئاً واحداً هو ضع رأسك بين الرؤوس وليأت من يقطع هذه الرؤوس، فكل اختلاف هو مشروع نبذ وإقصاء، لأن الأعراف أقوى وأشد نفوذاً من القوانين، وكل ما نثرثر به من عبارات مستعارة من معجم الحياة المدنية والمعاصرة يتوارى لحظة الاحتكام الحقيقية. وكأنه مجرد قبعات أو اكسسوارات تصلح للعرض فقط.
وما يسمعه الفرد العربي على مدار الساعة من أمثاله وهو من أنت ومن تكون وماذا تتصور نفسك ساهم في تقزيمه ووأد ذاته وحوله إلى صفر بحجم إنسان!
لهذا سادت ثقافة التنميط وتحويل البشر إلى قطع غيار، أي واحد منهم يسد مكان الآخر بلا زيادة أو نقصان. وما كان للحضارات أن تستمر وللفلسفات والثقافات أن تتطور في التاريخ لولا دور الفرد الذي يرقص على إيقاعه الخاص، لهذا فالمقابر تعج بهؤلاء، لكنها مقابر كما وصفها ادجار الن بو تعج أيضاً بالعائدين. وعدد من اعتذرنا إليهم وحاولنا إعادة الاعتبار لما أنجزوه يجزم بأن الماضي سيبقى أشد جذباً من المسقبل، وأن الملايين التي تمشي بمحاذاة الجدران وتحذر من آذانها هي مجرد كتلة ديمغرافية صماء قد تصلح للزحام على الأرصفة أو أمام شارات المرور!
إن عدد المواهب التي وئدت منذ الصبا في العالم العربي ينافس عدد العلماء في قارة لا تطلق النار على الأقمار لأنها تضيء ولا تقطع الشجر كي يتدفأ عليه أو تحوله إلى هراوات!
ويبدو أن المعادلة القائلة أن المجتمع هو حاصل جمع الأفراد بحاجة إلى إعادة نظر!!
الدستور