نساء «فوربيس»!
خيري منصور
جو 24 : حين نشرت مجلة فوربيس جرياً على تقاليدها في كل عام أسماء أقوى عشر نساء في العالم، بينهن ميركل المستشارة الألمانية وهيلاري كلنتون وميشيل أوباما، خلت هذه القائمة من حروف الأبجدية، فلا فاطمة ولا عائشة ولا مريم، رغم أن المرأة العربية لمن يعرفون الشروط التي تحاصرها من المهد إلى اللحد هي الأقوى بكل المقاييس، فقد تعلمت وعملت رغماً عن الرجل وليس بفضله، ولو كان الأمر بيده وحده لظل يئدها حتى القيامة.
قوة المرأة العربية ليست بالمال أو النفوذ السياسي، بل هي في الدفاع عن الحياة، فما من شهيد عربي بلا أم أرضعته حليباً نظيفاً ومحرراً من ثاني أكسيد الكذب حتى عاشر أكسيد الخيانة.
قد تكون أميّة، لكن من ينحنون لها من الأبناء ويقبلون يدها أطباء وسفراء ووزراء ومثقفون، وقد أخبرني صديق بلغ الثمانين أن أمه الأمية خاضت معركة مع أبيه كانت ستنتهي إلى الفراق دفاعاً عن حق ابنها في التعليم وشغل هذا الرجل مناصب مرموقة ولم ينس للحظة أن أمه هي صاحبة الفضل.
ولدينا في هذا العالم العربي المنكوب بالذكورة العمياء نساء لم يتخرجن من هارفارد والسوربون وكمبردج وسائر الأكاديميات، لكن ما فعلنه كان أكبر من ذلك، لأنهن كن السبب في تخرج أبنائهن وبناتهن من هذه الجامعات حتى لو كان الثمن حرمان النفس من كل ما تشتهي.
ألا تستحق واحدة منهن أن تضاف إلى قائمة النساء القويات في هذا الكوكب المحتل، والذي يدار بالريموت كونترول ولا يدور؟
ويبدو أن معيار القوة والضعف والذكاء والحمق والثقافة والجهل قد أصبح داجناً في جداول وإحصاءات وحكراً على المناصب وليس على القدرات، لكن الآخرين ممن ولدوا أو ولدن وفي أفواههن ملاعق من حبر وذهب ونبيذ لا يعرفون كم هو شقاء المرأة العربية، وأن التاء المربوطة التي تجرها وراء اسمها أثقل من سلسلة جبال، وأن نون النسوة أشبه بزنزانة!
وحين نشرت مجلة وجهات نظر المصرية في أحد أعدادها محوراً عن المرأة بعنوان النساء «قادمون» ظن بعض القراء أن في هذا العنوان خطأ نحوياً، فواو الجماعة من نصيب الذكور وحدهم، لكن المقصود كان أبعد من ذلك، لأن هناك نساء تعادل واحدة منهن ألف ذكر لأن الذكورة بمعناها العضوي ليست امتيازاً.
وما قاله الشاعر لويس أراغون ذات يوم هو أن المرأة مستقبل الرجل جاء بعده بعقود من يكتب عن تأنيث التاريخ والمستقبل ويقول أن الحرية أنثى وكذلك الديمقراطية والشمس أما المرض والفقر والجهل فهم ذكور!!
الدستور
قوة المرأة العربية ليست بالمال أو النفوذ السياسي، بل هي في الدفاع عن الحياة، فما من شهيد عربي بلا أم أرضعته حليباً نظيفاً ومحرراً من ثاني أكسيد الكذب حتى عاشر أكسيد الخيانة.
قد تكون أميّة، لكن من ينحنون لها من الأبناء ويقبلون يدها أطباء وسفراء ووزراء ومثقفون، وقد أخبرني صديق بلغ الثمانين أن أمه الأمية خاضت معركة مع أبيه كانت ستنتهي إلى الفراق دفاعاً عن حق ابنها في التعليم وشغل هذا الرجل مناصب مرموقة ولم ينس للحظة أن أمه هي صاحبة الفضل.
ولدينا في هذا العالم العربي المنكوب بالذكورة العمياء نساء لم يتخرجن من هارفارد والسوربون وكمبردج وسائر الأكاديميات، لكن ما فعلنه كان أكبر من ذلك، لأنهن كن السبب في تخرج أبنائهن وبناتهن من هذه الجامعات حتى لو كان الثمن حرمان النفس من كل ما تشتهي.
ألا تستحق واحدة منهن أن تضاف إلى قائمة النساء القويات في هذا الكوكب المحتل، والذي يدار بالريموت كونترول ولا يدور؟
ويبدو أن معيار القوة والضعف والذكاء والحمق والثقافة والجهل قد أصبح داجناً في جداول وإحصاءات وحكراً على المناصب وليس على القدرات، لكن الآخرين ممن ولدوا أو ولدن وفي أفواههن ملاعق من حبر وذهب ونبيذ لا يعرفون كم هو شقاء المرأة العربية، وأن التاء المربوطة التي تجرها وراء اسمها أثقل من سلسلة جبال، وأن نون النسوة أشبه بزنزانة!
وحين نشرت مجلة وجهات نظر المصرية في أحد أعدادها محوراً عن المرأة بعنوان النساء «قادمون» ظن بعض القراء أن في هذا العنوان خطأ نحوياً، فواو الجماعة من نصيب الذكور وحدهم، لكن المقصود كان أبعد من ذلك، لأن هناك نساء تعادل واحدة منهن ألف ذكر لأن الذكورة بمعناها العضوي ليست امتيازاً.
وما قاله الشاعر لويس أراغون ذات يوم هو أن المرأة مستقبل الرجل جاء بعده بعقود من يكتب عن تأنيث التاريخ والمستقبل ويقول أن الحرية أنثى وكذلك الديمقراطية والشمس أما المرض والفقر والجهل فهم ذكور!!
الدستور