«خيمة» الاخوان ورسائلها المحمّلة بالعتب !
حسين الرواشدة
جو 24 : هذه المرّة الرابعة التي يعقد فيها حزب جبهة العمل الاسلامي مؤتمره العام منذ انطلاقه في نهاية 1992م،كان لافتاً -بالطبع- أن يكون شعار المؤتمر “لاجلك يا أردن نعمل” وأن يشارك في الافتتاح رئيس مجلس النواب عاطف الطروانة، ورئيس حزب التيار الوطني عبدالهادي المجالي، الى جانب نحو “8” شخصيات اسلامية ووطنية جلسوا على المنصة، لكن يبدو أن وراء هذه “الاختيارات” رسائل تعمّد الاخوان ارسالها الى عناوين مختلفة، منها ماهو داخل “الحركة” وعلى تخومها، ومنها ماهو خارجها، سواءً أكان من المتعاطفين او الخصوم.
حين تدقق في مضامين الرسائل، تجد انها تعبر عن “روح” جديدة بدأت تسري في الحزب والحركة معاً،وعن مراجعات تبدو جادة “للتكيف” مع مخاضات المرحلة ومستجداتها،كما تجد أنها تعكس مزيجاً من الاحساس بالثقة في النفس والامل بالمستقبل و”الحيرة” من الراهن،وإنها اتسمت في الغالب بالعتب لا بالغضب، وبالتلميح ولا بالتصريح.
بالعودة الى الرسائل، اعتقد أن “الاخوان” تعمدوا التركيز في خطابات معظم قياداتهم على مسألة “الخيمة” التي أقاموا فيها مؤتمرهم ، ليس من اجل “استنكار” موقف الذين سدّوا امامهم الطريق للدخول من ابواب القاعات الرسمية والخاصة بدل اللجوء إلى “الخيمة” التي اقاموها في الهواء الطلق بمحاذاة شارع الاقصى (لاحظ اختيار المكان) وانما ايضاً لتذكير اعضاء الحزب والجماعة بأن “المظلومية” ماتزال تطاردهم، وبأنهم مع ذلك قادرون ومصممون على المضي في طريقهم، وهذه الرسالة التي زاوجت بين استعراض القدرة والتماسك والوحدة وبين الاصرار على الاصلاح والاستعداد لدفع كلفته كانت مفهومة -بالطبع- في سياق ابراز ما انجزه الحزب وما حققه .
إلى جانب رسالة “التماسك” والثقة بالنفس جاءت ايضاً رسالة “التهدئة” مع الطرف الرسمي،حيث “السلمية” هي عنوان الحراك،وحيث الاعتدال هو المنهج، وحيث المشاركة لا المغالبة هي الخيار الاصوب ، وحيث الحفاظ على الآمن والاستقرار هو هدف الحركة وأحد اولويات وثوابتها، وقد ترددت كل هذه المفردات في خطابات اركان الحزب والجماعة، كما انها مهدت للرسالة الثالثة التي اشارت الى رغبة الحركة الدائمة “بمراجعة” مواقفها والانفتاح على الجميع بحثاً عن التوافق والتفاهم ورفض الانفراد والاستحواذ وادانة الاقصاء من أي طرف ضد أي طرف آخر،واعتقد ان ما فهمه المستقبلون من الحضور والمستمعين يصب في اتجاه “رغبة” الحركة في “الاندماج” بصورة اكثر واقعية مع “الجهد الاصلاحي” وربما تكون زيارتهم للبرلمان،وهي الاولى منذ مقاطعتهم لانتخاباته،اشارة واضحة لهذه الرغبة في التصالح مع الواقع ،لا من اجل الاعتراف به ،وانما من اجل المساهمة في تصحيح مساراته.
من بين الرسائل ايضاً جاءت رسالة استعراض فضيلة الاعتدال التي حافظت عليها الجماعة مقابل “رذائل” التطرف والتشدد التي انتشرت في المحيط بسبب اصرار البعض على “استئصال” اصوات الحكمة والاعتدال،وهي رسالة واضحة للذين يدفعون باتجاه اقصاء الحركة او شيطنتها من اجل تذكيرهم بخطر “الفراغ” الذي قد يملأه القرود إذا ما تقرر القضاء على “الاسود” او احالتهم الى الاقفاص في احدى الحدائق العامة،كما حصل في بعض بلداننا العربية.
بقي رسالتان اعتقد ان “الحركة” تعمدت ايضاَ ارسالهما،احداهما رسالة “التوأمة” التي لا رجعة عنها بين الحزب والجماعة،خاصة بعد ان ترددت الدعوات للفصل بينهما،والاخرى رسالة “الاصرار” على الانتشار في المجتمع وفتح المجال لقبول المزيد من الاعضاء (لدى الحزب نحو 25 فرعا في المملكة) خاصة بعد ان اتهمت الحركة بأنها “هرمت” وبأن القسمة “الديمغرافية” فيها غير متوازنة.
باختصار،كان المؤتمر العام الرابع لحزب جبهة العمل الاسلامي ناجحاً على صعيد الحضور والخطاب،فقد جاء شعار “لاجلك يا أردن نعمل” للتذكير “بالمشروع الوطني” الذي يحمله ،كما جاءت خطابات المحسوبين على الجماعة هادئة نسبيا مقارنة بخطابات بعض الضيوف المشاركين،أضف لذلك أن الرسائل التي انطلقت كانت واضحة بما يكفي للتذكير بأن طريق الحزب للانتقال من المظلومية الى المسؤولية يحتاج من الجميع الى الانحياز لمنطق الثقة والشراكة والتوافق.
الدستور
حين تدقق في مضامين الرسائل، تجد انها تعبر عن “روح” جديدة بدأت تسري في الحزب والحركة معاً،وعن مراجعات تبدو جادة “للتكيف” مع مخاضات المرحلة ومستجداتها،كما تجد أنها تعكس مزيجاً من الاحساس بالثقة في النفس والامل بالمستقبل و”الحيرة” من الراهن،وإنها اتسمت في الغالب بالعتب لا بالغضب، وبالتلميح ولا بالتصريح.
بالعودة الى الرسائل، اعتقد أن “الاخوان” تعمدوا التركيز في خطابات معظم قياداتهم على مسألة “الخيمة” التي أقاموا فيها مؤتمرهم ، ليس من اجل “استنكار” موقف الذين سدّوا امامهم الطريق للدخول من ابواب القاعات الرسمية والخاصة بدل اللجوء إلى “الخيمة” التي اقاموها في الهواء الطلق بمحاذاة شارع الاقصى (لاحظ اختيار المكان) وانما ايضاً لتذكير اعضاء الحزب والجماعة بأن “المظلومية” ماتزال تطاردهم، وبأنهم مع ذلك قادرون ومصممون على المضي في طريقهم، وهذه الرسالة التي زاوجت بين استعراض القدرة والتماسك والوحدة وبين الاصرار على الاصلاح والاستعداد لدفع كلفته كانت مفهومة -بالطبع- في سياق ابراز ما انجزه الحزب وما حققه .
إلى جانب رسالة “التماسك” والثقة بالنفس جاءت ايضاً رسالة “التهدئة” مع الطرف الرسمي،حيث “السلمية” هي عنوان الحراك،وحيث الاعتدال هو المنهج، وحيث المشاركة لا المغالبة هي الخيار الاصوب ، وحيث الحفاظ على الآمن والاستقرار هو هدف الحركة وأحد اولويات وثوابتها، وقد ترددت كل هذه المفردات في خطابات اركان الحزب والجماعة، كما انها مهدت للرسالة الثالثة التي اشارت الى رغبة الحركة الدائمة “بمراجعة” مواقفها والانفتاح على الجميع بحثاً عن التوافق والتفاهم ورفض الانفراد والاستحواذ وادانة الاقصاء من أي طرف ضد أي طرف آخر،واعتقد ان ما فهمه المستقبلون من الحضور والمستمعين يصب في اتجاه “رغبة” الحركة في “الاندماج” بصورة اكثر واقعية مع “الجهد الاصلاحي” وربما تكون زيارتهم للبرلمان،وهي الاولى منذ مقاطعتهم لانتخاباته،اشارة واضحة لهذه الرغبة في التصالح مع الواقع ،لا من اجل الاعتراف به ،وانما من اجل المساهمة في تصحيح مساراته.
من بين الرسائل ايضاً جاءت رسالة استعراض فضيلة الاعتدال التي حافظت عليها الجماعة مقابل “رذائل” التطرف والتشدد التي انتشرت في المحيط بسبب اصرار البعض على “استئصال” اصوات الحكمة والاعتدال،وهي رسالة واضحة للذين يدفعون باتجاه اقصاء الحركة او شيطنتها من اجل تذكيرهم بخطر “الفراغ” الذي قد يملأه القرود إذا ما تقرر القضاء على “الاسود” او احالتهم الى الاقفاص في احدى الحدائق العامة،كما حصل في بعض بلداننا العربية.
بقي رسالتان اعتقد ان “الحركة” تعمدت ايضاَ ارسالهما،احداهما رسالة “التوأمة” التي لا رجعة عنها بين الحزب والجماعة،خاصة بعد ان ترددت الدعوات للفصل بينهما،والاخرى رسالة “الاصرار” على الانتشار في المجتمع وفتح المجال لقبول المزيد من الاعضاء (لدى الحزب نحو 25 فرعا في المملكة) خاصة بعد ان اتهمت الحركة بأنها “هرمت” وبأن القسمة “الديمغرافية” فيها غير متوازنة.
باختصار،كان المؤتمر العام الرابع لحزب جبهة العمل الاسلامي ناجحاً على صعيد الحضور والخطاب،فقد جاء شعار “لاجلك يا أردن نعمل” للتذكير “بالمشروع الوطني” الذي يحمله ،كما جاءت خطابات المحسوبين على الجماعة هادئة نسبيا مقارنة بخطابات بعض الضيوف المشاركين،أضف لذلك أن الرسائل التي انطلقت كانت واضحة بما يكفي للتذكير بأن طريق الحزب للانتقال من المظلومية الى المسؤولية يحتاج من الجميع الى الانحياز لمنطق الثقة والشراكة والتوافق.
الدستور