بدعة «الخلافة» خرجت من رحم التطرف!!
حسين الرواشدة
جو 24 : من واجب الإسلاميين، بمختلف تياراتهم واتجهاتهم، أن يخرجوا بمواقف واضحة تجاه هذا البلاء الجديد الذي يجتاح بعض أقطارنا العربية و الاسلامية تحت لافتة ( اقامة الخلافة الاسلامية)، لا لإن إقامة الدولة الاسلامية الواحدة
والموّحدة ليست حلما يراود المسلمين، وانما لإن الذين يتصدورا هذا المشهد يمثلون ( نكسة) جديدة للاسلام، ويضرون به أكثر من خصومه، واذا كانت أمتنا قد ابتليت في عهود سابقة بمثل هذه الجماعات التي لا تعرف من الاسلام سوى (السيف) : سيف القتل وسيف التكفير والتدمير، فإنها اليوم تواجه (محنة) جديدة اسوأ واخطر من تلك التي رأينا بعض نماذجها سواء في تاريخنا الذي سالت فيه الدماء ( باسم الله) أو الاخرى المعاصرة التي امتدت من التكفير والهجرة وصولا الى طالبان وبوكو حرام.
بدعة (إقامة) الخلافة الاسلامية ليست مفاجئة، فقد سمعناها تتردد في أدبيات بعض الاحزاب و الجماعات التي (اختزلت) الاسلام في الحكم، والدولة في منصب ( الخلافة)، وتخاصمت- باسم الدين- مع المجتمع والناس، لأنها اعتقدت بأن اكراه الناس على ( الاسلام) هو الطريق الاقصر لتحقيق اهدافها، وكأن هذا الدين الذي لا اكراه فيه، في الدنيا و لا في الآخرة، بحاجة الى مثل هؤلاء ( الخلفاء) الجدد الذين فهموا الاسلام فهما معكوسا ومغشوشا، واستغلوا وجدان المسلمين المستضعفين فركبوا الموجة لتضليل الشباب وتخويف الآمنين و الاجتراء على منطق الاسلام السليم : سواء فيما يتعلق بموقفه من الدولة
والحكم والديمقراطية او بموقفه من حريات الناس وحقوقهم وعلاقاتهم مع بعضهم، في سياق الواقع الذي تحكمه القواعد الانسانية و الاخلاقية والدولية ايضا.
من سوء حظ الشعوب العربية التي راودتها ( احلام) التحرر من الظلم والاستبداد و القهر ان تخرج من اطار ( الحكومة) الفاسدة فتقع في فخ (الخلافة) القاهرة، ومن دائرة (السياسات) الظالمة الى دائرة ( الجماعات) القاتلة، ومن زواج البزنس السياسي الى زواج امراء الحرب والخلفاء الجدد بالمغانم والاقطاعيات والتمويلات المسمومة.
اذن، تحت وهم ( إقامة) الخلافة سيطل على أمتنا رأس ( التطرف) من جديد، وستدفع فاتورة ( البيعة) الواجبة التي ستعيدها الى عصور الاستبداد والقهر ، وستجد نفسها وسط هذا العالم المتحضر الذي استعاد الانسان فيه عافيته وحريته وكرامته (جزيرة) معزولة ومكروهة..فلا أحد في هذا العالم يمكن ان يتصور الحياة بلا تعددية، و الحكم بلا ديمقراطية، و الدين الذي جاء لسعادة الانسان وهدايته وقد تحول - على يد - هؤلاء الى اداة للشقاء و القهر والاستبداد.
نريد ان ندفع مثل هذا ( التطرف) عن ديننا وبلداننا ومعنى الانسانية فينا، نريد ان نتحرر من هذه ( الصناعة) المشبوهة التي يسعى مروجوها ومنفذوها الى حشرنا في زواية ( القبول) بالواقع كما هو أو الرضى ( بالمصير) الذي ترسمه لنا جماعات ( الخلافة) بكل ما فيه من تشويه لصورة الدين واجتراء على قيمة واساءة لمجتمعاتنا التي شكل ( الاعتدال) فطرتها السليمة، وعلمتها تجارب الحروب على تخوم المذهب و الدين بأن ( السيوف) لا تحل مشكلة ولا تبني دولة و لا تترك وراءها الا الخراب و الشقاء و الدمار.
أما الذين يحاولون ( اخماد) صوت الاعتدال الذي ساهم في حماية ( تربيتنا) من هذه الاحساك و الاشواك فلا بد أن نصارحهم بأن البديل القادر على مواجهة هذه الجماعات هو هذا ( الاعتدال) الذي يفهم الدين على حقيقته ، ويفهم السياسة وفقا لاعتباراتها العادلة، ويفهم مجتمعاتنا وظروفها على اساس منطق الاستجابة والاستيعاب لا المعاندة والاستعلاء.
اعرف انه لا مستقبل ( للتطرف) مهما امتلك من نفوذ وادوات، واستطيع ان اطمئن ( المتخوفين ) من امتداداته و المبالغين في سطوته، بأن لدينا من القدرات والقابليات- حتى توحدنا على منطق العقل والحكمة- ، يمكننا من ابقائه محبوسا في ( قمقمه) ومنعه من التمدد الى بلداننا... لكن لي رجاء وهو ان نمتلك الارادة الحقيقية لطرده واضعافه، وتوفير البديل القادر على اقناع الناس والتأثير فيهم. ودعمه بما يلزم لا بمحاصرته أو اتهامه على قاعدة ( أن الخل أخو الخردل).
الدستور
والموّحدة ليست حلما يراود المسلمين، وانما لإن الذين يتصدورا هذا المشهد يمثلون ( نكسة) جديدة للاسلام، ويضرون به أكثر من خصومه، واذا كانت أمتنا قد ابتليت في عهود سابقة بمثل هذه الجماعات التي لا تعرف من الاسلام سوى (السيف) : سيف القتل وسيف التكفير والتدمير، فإنها اليوم تواجه (محنة) جديدة اسوأ واخطر من تلك التي رأينا بعض نماذجها سواء في تاريخنا الذي سالت فيه الدماء ( باسم الله) أو الاخرى المعاصرة التي امتدت من التكفير والهجرة وصولا الى طالبان وبوكو حرام.
بدعة (إقامة) الخلافة الاسلامية ليست مفاجئة، فقد سمعناها تتردد في أدبيات بعض الاحزاب و الجماعات التي (اختزلت) الاسلام في الحكم، والدولة في منصب ( الخلافة)، وتخاصمت- باسم الدين- مع المجتمع والناس، لأنها اعتقدت بأن اكراه الناس على ( الاسلام) هو الطريق الاقصر لتحقيق اهدافها، وكأن هذا الدين الذي لا اكراه فيه، في الدنيا و لا في الآخرة، بحاجة الى مثل هؤلاء ( الخلفاء) الجدد الذين فهموا الاسلام فهما معكوسا ومغشوشا، واستغلوا وجدان المسلمين المستضعفين فركبوا الموجة لتضليل الشباب وتخويف الآمنين و الاجتراء على منطق الاسلام السليم : سواء فيما يتعلق بموقفه من الدولة
والحكم والديمقراطية او بموقفه من حريات الناس وحقوقهم وعلاقاتهم مع بعضهم، في سياق الواقع الذي تحكمه القواعد الانسانية و الاخلاقية والدولية ايضا.
من سوء حظ الشعوب العربية التي راودتها ( احلام) التحرر من الظلم والاستبداد و القهر ان تخرج من اطار ( الحكومة) الفاسدة فتقع في فخ (الخلافة) القاهرة، ومن دائرة (السياسات) الظالمة الى دائرة ( الجماعات) القاتلة، ومن زواج البزنس السياسي الى زواج امراء الحرب والخلفاء الجدد بالمغانم والاقطاعيات والتمويلات المسمومة.
اذن، تحت وهم ( إقامة) الخلافة سيطل على أمتنا رأس ( التطرف) من جديد، وستدفع فاتورة ( البيعة) الواجبة التي ستعيدها الى عصور الاستبداد والقهر ، وستجد نفسها وسط هذا العالم المتحضر الذي استعاد الانسان فيه عافيته وحريته وكرامته (جزيرة) معزولة ومكروهة..فلا أحد في هذا العالم يمكن ان يتصور الحياة بلا تعددية، و الحكم بلا ديمقراطية، و الدين الذي جاء لسعادة الانسان وهدايته وقد تحول - على يد - هؤلاء الى اداة للشقاء و القهر والاستبداد.
نريد ان ندفع مثل هذا ( التطرف) عن ديننا وبلداننا ومعنى الانسانية فينا، نريد ان نتحرر من هذه ( الصناعة) المشبوهة التي يسعى مروجوها ومنفذوها الى حشرنا في زواية ( القبول) بالواقع كما هو أو الرضى ( بالمصير) الذي ترسمه لنا جماعات ( الخلافة) بكل ما فيه من تشويه لصورة الدين واجتراء على قيمة واساءة لمجتمعاتنا التي شكل ( الاعتدال) فطرتها السليمة، وعلمتها تجارب الحروب على تخوم المذهب و الدين بأن ( السيوف) لا تحل مشكلة ولا تبني دولة و لا تترك وراءها الا الخراب و الشقاء و الدمار.
أما الذين يحاولون ( اخماد) صوت الاعتدال الذي ساهم في حماية ( تربيتنا) من هذه الاحساك و الاشواك فلا بد أن نصارحهم بأن البديل القادر على مواجهة هذه الجماعات هو هذا ( الاعتدال) الذي يفهم الدين على حقيقته ، ويفهم السياسة وفقا لاعتباراتها العادلة، ويفهم مجتمعاتنا وظروفها على اساس منطق الاستجابة والاستيعاب لا المعاندة والاستعلاء.
اعرف انه لا مستقبل ( للتطرف) مهما امتلك من نفوذ وادوات، واستطيع ان اطمئن ( المتخوفين ) من امتداداته و المبالغين في سطوته، بأن لدينا من القدرات والقابليات- حتى توحدنا على منطق العقل والحكمة- ، يمكننا من ابقائه محبوسا في ( قمقمه) ومنعه من التمدد الى بلداننا... لكن لي رجاء وهو ان نمتلك الارادة الحقيقية لطرده واضعافه، وتوفير البديل القادر على اقناع الناس والتأثير فيهم. ودعمه بما يلزم لا بمحاصرته أو اتهامه على قاعدة ( أن الخل أخو الخردل).
الدستور