«انعطافة » الإخوان، بانتظار مساعدة صديق..!!
حسين الرواشدة
جو 24 : نفضت جماعة الاخوان المسلمين يدها من الشارع وحراكاته، واختارت ان تخرج من العزلة التي فرضتها عليها استحقاقات المطالبة بالاصلاح واستعصاءات مساراته، لا يهم –بالطبع- لماذا حدث ذلك، فالسياقات الداخلية والاقليمية التي ألقت “بأثقالها “على حركات الاسلام السياسي مفهومة، كما أن البقاء في مربع “الجمود” يتعارض مع حركة العمل السياسي التي تحتاج للمرونة وربما التنازل والانسحاب، لكن المهم كيف حدث ذلك، سواء من جهة جدوى هذه الانعطافة ومجالات حركتها او من جهة الرسائل التي بعثتها وما يمكن ان تلقاه من استقبال على الصعيدين الرسمي والشعبي، وقبل ذلك الصعيد الداخلي للجماعة.
حين ندقق في الاجابة على سؤال “ كيف ؟” نكتشف بأن ثمة انعطافة في خطاب الجماعة نحو الدولة ممثلة بمؤسساتها الرسمية “البرلمان والحكومة” ونحو المجتمع المدني ممثلا ببعض الشخصيات والاحزاب والنقابات المهنية، بدا ذلك واضحاً تماماً في ثلاث مناسبات: احداهما الزيارة التي قام بها اعضاء في مجلس الشورى السابق لجبة العمل الاسلامي الى البرلمان، وهي المرّة الاولى التي تعترف فيها الجماعة بشرعية المجلس الحالي الذي قاطعت انتخاباته ورفضت فيما سبق التعامل معه، والمناسبة الثانية هي المؤتمر الرابع لحزب الجبهة الذي استضاف على المنصة رئيس مجلس البرلمان وامين عام حزب التيار الوطني عبدالهادي المجالي، ومع ان الاخوان تحفظوا على خطوة شبيهة قامت بها زمزم بمناسبة اشهارها الّا انهم فعلوها في اطار “المصالحة” مع الدولة، وقد تكرر هذا المشهد في افطار الجماعة حيث خصصت كلمة لأمين عام حزب الجبهة الاردنية الموحدة امجد المجالي، سبقها قبل شهر تقريباً توجية رسالة من قبل نقابة المعلمين التي يحظى الاخوان بأغلبية اعضاء مجلسها الى الملك، وهي رسالة تفيض “بالدفء” وتشيد بالانجازات السياسية التي تحققت، أما المناسبة الثالثة فقد جاءت على شكل تصريحات أدلى بها رئيس مجلس شورى حزب الجبهة عبدالمحسن العزام عشية فوزه بالانتخابات اكد فيه استعداد الحزب للحوار مع الحكومة، واعتبر ان اولوية الحركة هي الوقوف خلف الجيش الاردني للدفاع عن المملكة ضد ما يتهددها من اخطار، وهي اشارات صريحة لانتقال الجماعة من دائرة الدفاع عن “الحدود” في اطار برنامح الاصلاح الذي تتبناه الى الدفاع عن الوجود المتعلق بالدولة .
في اطار اثبات جدية هذه الانعطافة، وتأكيد “حسن النوايا” بادرت الجماعة الى توجيه رسالتين باتجاه تطمين القواعد داخل الحركة وترطيب الاجواء مع المعنيين خارجها، احداهما جاءت من خلال الالتزام “بتبريد” الخلافات مع مباردة زمزم سواء بتشكيل لجنة للحوار بين الطرفين، او بتشكيل محكمة للاستئناف والدفع نحو تخفيف او تأجيل الاحكام ضد القيادات الثلاثة الذين تعرضوا للفصل، اما الرسالة الاخرى فقد جاءت من خلال الاصرار على انتخاب (اختيار أدق) امين عام لحزب الجبهة من تيار الحمائم رغم ان اكثرية الاصوات صبت باتجاه الصقور في انتخابات الحزب الاخيرة، ومن المرجح ان يكون الاستاذ سالم الفلاحات هو المرشح لهذا الموقع اذا اتم التوافق على جملة الشروط التي قدمها.
مجمل هذه الرسائل تشير بوضوح الى “تحولات” جرت داخل الجماعة، ربما كانت نتيجة لمراجعات “المسار” التي بدأت منذ ان تغيرت معادلات صعود الاسلاميين في المنطقة وخاصة في مصر التي ادرج فيها الاخوان في دائرة الارهاب، ناهيك عن الانسدادات السياسية التي اصبحت سمة هذه المرحلة في الاقليم كله، مما دفع الجماعة الى “تغيير” اولوياتها انسجاماً مع الاضطرارات الداخلية والخارجية، رغم معرفتها الثمن التي قد تدفعة شعبيا وخاصة لدى الحراكات التي تحالفت معها وراهنت على حضورها.
هذه “التحولات” وان كانت ما تزال خجولة وقد لا تحظى بقبول القواعد الشبابية المتحمسة “للاصلاح” الاّ انها مهمة في سياق محاولة كسر العزلة او الاندماج في “العملية السياسية” ولو على الهامش المتاح، او –ربما- لتجنيب الحركة مخاطر “الاستهداف”التي تعرضت لها شقيقاتها في المنطقة لاسيما بعد ان هيمنت على المشهد صور “الاسلام المسلح” ،الا ان الاهم من هذه التحولات ومن تلك الرسائل والنوايا هو رغبة الاطراف الرسمية والشعبية، وفي داخل الحركة ايضا بالتقاطها واستقبالها والتعامل معها بجدية، ومع اننا حتى اللحظة لم نسمع من الحكومة اي رد كما ان رد البرلمان اختزل في موقف رئيسه فقط، فإن المفترض ان نسمع في الايام القادمة ردوداً اخرى اكثر ايجابية، صحيح ان ثمة حوارات “غير معلنة” جرت وما تزال بين الجماعة وبعض الاطراف الرسمية، وصحيح ان الجماعة تلقت بعض التطمينات بعدم استهدافها لكن الصحيح ايضاً ان الاسلاميين ينتظرون خطوات اكبر ومبادرات اهم تشجعهم على الاستمرار في مراجعاتهم وتحولاتهم...وتضمن لهم شراكة حقيقية تخرجهم من حالة “الاستعصاء” وتقنعهم بالعودة نهائياً من الشارع الى طاولة الحوار.
يبقى ان رسائل الاخوان التي تطايرت في وسائل الاعلام تحتاج الى “حمام زاجل “ لكي ينقلها الى من يهمه الامر، كما ان انعطافتهم نحو الدولة ودعوتهم لفتح صفحة جديدة تحتاج هي الاخرى لمساعدة صديق ..أي صديق..؟!
الدستور
حين ندقق في الاجابة على سؤال “ كيف ؟” نكتشف بأن ثمة انعطافة في خطاب الجماعة نحو الدولة ممثلة بمؤسساتها الرسمية “البرلمان والحكومة” ونحو المجتمع المدني ممثلا ببعض الشخصيات والاحزاب والنقابات المهنية، بدا ذلك واضحاً تماماً في ثلاث مناسبات: احداهما الزيارة التي قام بها اعضاء في مجلس الشورى السابق لجبة العمل الاسلامي الى البرلمان، وهي المرّة الاولى التي تعترف فيها الجماعة بشرعية المجلس الحالي الذي قاطعت انتخاباته ورفضت فيما سبق التعامل معه، والمناسبة الثانية هي المؤتمر الرابع لحزب الجبهة الذي استضاف على المنصة رئيس مجلس البرلمان وامين عام حزب التيار الوطني عبدالهادي المجالي، ومع ان الاخوان تحفظوا على خطوة شبيهة قامت بها زمزم بمناسبة اشهارها الّا انهم فعلوها في اطار “المصالحة” مع الدولة، وقد تكرر هذا المشهد في افطار الجماعة حيث خصصت كلمة لأمين عام حزب الجبهة الاردنية الموحدة امجد المجالي، سبقها قبل شهر تقريباً توجية رسالة من قبل نقابة المعلمين التي يحظى الاخوان بأغلبية اعضاء مجلسها الى الملك، وهي رسالة تفيض “بالدفء” وتشيد بالانجازات السياسية التي تحققت، أما المناسبة الثالثة فقد جاءت على شكل تصريحات أدلى بها رئيس مجلس شورى حزب الجبهة عبدالمحسن العزام عشية فوزه بالانتخابات اكد فيه استعداد الحزب للحوار مع الحكومة، واعتبر ان اولوية الحركة هي الوقوف خلف الجيش الاردني للدفاع عن المملكة ضد ما يتهددها من اخطار، وهي اشارات صريحة لانتقال الجماعة من دائرة الدفاع عن “الحدود” في اطار برنامح الاصلاح الذي تتبناه الى الدفاع عن الوجود المتعلق بالدولة .
في اطار اثبات جدية هذه الانعطافة، وتأكيد “حسن النوايا” بادرت الجماعة الى توجيه رسالتين باتجاه تطمين القواعد داخل الحركة وترطيب الاجواء مع المعنيين خارجها، احداهما جاءت من خلال الالتزام “بتبريد” الخلافات مع مباردة زمزم سواء بتشكيل لجنة للحوار بين الطرفين، او بتشكيل محكمة للاستئناف والدفع نحو تخفيف او تأجيل الاحكام ضد القيادات الثلاثة الذين تعرضوا للفصل، اما الرسالة الاخرى فقد جاءت من خلال الاصرار على انتخاب (اختيار أدق) امين عام لحزب الجبهة من تيار الحمائم رغم ان اكثرية الاصوات صبت باتجاه الصقور في انتخابات الحزب الاخيرة، ومن المرجح ان يكون الاستاذ سالم الفلاحات هو المرشح لهذا الموقع اذا اتم التوافق على جملة الشروط التي قدمها.
مجمل هذه الرسائل تشير بوضوح الى “تحولات” جرت داخل الجماعة، ربما كانت نتيجة لمراجعات “المسار” التي بدأت منذ ان تغيرت معادلات صعود الاسلاميين في المنطقة وخاصة في مصر التي ادرج فيها الاخوان في دائرة الارهاب، ناهيك عن الانسدادات السياسية التي اصبحت سمة هذه المرحلة في الاقليم كله، مما دفع الجماعة الى “تغيير” اولوياتها انسجاماً مع الاضطرارات الداخلية والخارجية، رغم معرفتها الثمن التي قد تدفعة شعبيا وخاصة لدى الحراكات التي تحالفت معها وراهنت على حضورها.
هذه “التحولات” وان كانت ما تزال خجولة وقد لا تحظى بقبول القواعد الشبابية المتحمسة “للاصلاح” الاّ انها مهمة في سياق محاولة كسر العزلة او الاندماج في “العملية السياسية” ولو على الهامش المتاح، او –ربما- لتجنيب الحركة مخاطر “الاستهداف”التي تعرضت لها شقيقاتها في المنطقة لاسيما بعد ان هيمنت على المشهد صور “الاسلام المسلح” ،الا ان الاهم من هذه التحولات ومن تلك الرسائل والنوايا هو رغبة الاطراف الرسمية والشعبية، وفي داخل الحركة ايضا بالتقاطها واستقبالها والتعامل معها بجدية، ومع اننا حتى اللحظة لم نسمع من الحكومة اي رد كما ان رد البرلمان اختزل في موقف رئيسه فقط، فإن المفترض ان نسمع في الايام القادمة ردوداً اخرى اكثر ايجابية، صحيح ان ثمة حوارات “غير معلنة” جرت وما تزال بين الجماعة وبعض الاطراف الرسمية، وصحيح ان الجماعة تلقت بعض التطمينات بعدم استهدافها لكن الصحيح ايضاً ان الاسلاميين ينتظرون خطوات اكبر ومبادرات اهم تشجعهم على الاستمرار في مراجعاتهم وتحولاتهم...وتضمن لهم شراكة حقيقية تخرجهم من حالة “الاستعصاء” وتقنعهم بالعودة نهائياً من الشارع الى طاولة الحوار.
يبقى ان رسائل الاخوان التي تطايرت في وسائل الاعلام تحتاج الى “حمام زاجل “ لكي ينقلها الى من يهمه الامر، كما ان انعطافتهم نحو الدولة ودعوتهم لفتح صفحة جديدة تحتاج هي الاخرى لمساعدة صديق ..أي صديق..؟!
الدستور