غزة بين الصامتين و الشامتين !!
حسين الرواشدة
جو 24 : لم اشعر بالصدمة من مواقف البعض الذين ( ابتلعوا) ألسنتهم و التزموا الصمت تجاه العدوان على غزة، ولكنني صدمت فعلا من مواقف الآخرين الذين (شمتوا) بما حدث، وعبروا عن اسوأ مالديهم من مواقف مخجلة، انحازت للقائل، وحملت الضحايا مسؤولية الجريمة واثم ( الشهداء) الذين سقطوا دفاعا عن كرامة فلسطين و الأمة ايضا.
اولئك الذين انحازوا (للصمت) أو أدانوا على استحياء ما فعله المحتل يمكن فهم مواقفهم في اطار ( العجز) الذي أصاب اقطارنا العربية، أو الصراعات التي اشغلتها بقضاياها الداخلية على حساب قضية فلسطين، أو في اطار ( التواطئ) مع المحتل ضد أية بارقة تحرر أو بصيص انتصار، أما الذين حرضوا و عبروا عن (شماتتهم) وانحيازهم السافر مع ( العدوان) فهؤلاء لايمكن فهم مواقفهم الا في اطار ( الكراهية) التي أصبحت هي العنوان الذي يتحركون فيه، لا ضد فلسطين و الاهل في غزة، وانما ضد شعوبهم ومجتمعاتهم، وضد القيم الانسانية التي اوهمونا في مرحلة ما بأنهم احرص الناس عليها.
ومثلما كان الكيان المحتل بحاجة الى اشهار الحرب على غزة، في مثل هذا التوقيت لاختيار ( العرب) بعد انتكاسة ربيعهم، وفحص الموقف المصري تحديدا باعتياره الاقرب الى غزة ، وتأديب الفلسطينيين الذين ( ثأروا) لكرامتهم الوطنية، كنا نحن - ايضا- كعرب بحاجة الى هذه ( اللحظة) لنكتشف ما فعلناه بأنفسنا، وما أهدرنا في صراعاتنا وحروبنا ضد بعضنا البعض، و الأهم هو ان نكتشف بأن العدو الذي تصورنا بأن الطريق الى ( السلام) معه أصبح ممهدا وبأن البحث عن بديل له أصبح واردا قد كشر لنا ( انيابه) مرة أخرى، وهو درس يفنرض ان نتعلمه، لا من أجل نعي التسويات و استنهاض الذات، وانما ايضا من اجل وقف مسلسلات صراعاتنا وحروبنا التي بات واضحا انها لا تصب الا في مصلحة عدونا المشترك.
المقصود من العدوان على ( غزة) ليس اجهاض حلم الفلسطينيين بالمصالحة و التحرر وحق المقاومة و الدفاع عن الكرامة،وانما ايضا اثبات عجز ( الأمة) عن الرد، و اعلان وفاة ( ضميرها) العام، واقناع العالم بأن يد المحتل ماتزال هي ( العليا) و الاقدر على ضرب كل من يتطاول عليها أو عليهم، لكن أمام هذه الرسائل المغشوشة تقف ارادة ( الفلسطينيين) في غزة التي تقاوم وحدها، وتقف همجية المحتل التي ايقظت في داخل كل عربي مزيدا من الكراهية له.
يدرك نتنياهو - بالطبع- ان الحرب على غزة هي حصتها المقدرة في مونديال الاجهاز على الربيع العربي، وهو مطمئن تماما بأن احدا لن يتحرك في العالم العربي و الاسلامي لتقديم أية مساعدة للفلسطينيين، فقد انهارت تماما جبهة ( الممانعة) وتحولت الى (رصيد) استراتيجي للكيان الصهيوني، كما ان العالم المشغول بالحرب على ( الارهاب الاسلامي) لن يلتفت الى هذا ( الارهاب) الصهيوني، باعتباره (دفاعا) مشروعا عن النفس.
صحيح ان موازين القوى تبدو مختلة تماما بين المقاومة و الاحتلال، كما أن ( الضوء) الاخضر الذي حصل عليه نتياهو لتأديب غزة ومعها الضفة الغربية سيمكنه من الاستمرار في العدوان، واسقاط المزيد من الضحايا، ودك بيوت الآمنين، تماما كما فعل في حربه الاولى قبل سنوات، لكن الصحيح ايضا ان هذه الحرب لن تفضي الى اهداف سياسية،ولن تدفع الفلسطينيين الى الاستسلام، على العكس تماما، فاسرائيل ستكون الخاسر الأكبر، لأنها أذكت شعلة ( المقاومة) واعادت الفلسطيني الذي اعتقدت انه نام على اوهام ( التسويات) الى دائرة المقاومة و ( الانتقام) من المحتل ، والاصرار على الوحدة و الاعتماد على الذات لابداع ما يمكن من وسائل لحماية نفسه وردّ العدوان عنه.
يبقى أننا لم نتفاجأ مما يفعله الاحتلال من ( ارهاب) ووحشية، ولا بمواقف العالم المنحاز له، ولا ببعض الذين وعدونا ( بمسافة السكة) و لا بغيرهم من الذين اشهروا الحرب على الارهاب باستثناء هذا الذي يمارسه الكيان المغتصب، لكن ما فاجأنا هو امران : احدهما هذا التحريض والشماتة التي سمعناها تتردد على السنة بعض الذين جرفتهم رياح الكراهية فماتت ضمائرهم وتصحرت عواطفهم ، وهؤلاء يستحقون الشفقة حقا ، اما الامر الاخر الذي فاجأنا فهو هذا الصمود الاسطوري لأهل غزة، وهذه المقاومة التي ماتزال حيّة رغم ما فرض عليها من حصار، حيث نجحت في زعزعة ثقة الاحتلال بنفسة وزلزلت الارض من تحت اقدامه ،وبالتالي فإننا نراهن على (روح) المقاومة في فلسطين وفي الامة، المقاومة التي تحرر الشعوب من ظلم المحتل و المستبد.... وتعيد الحقوق لأصحابها، وتخرج شعوبنا من وهدة الغبن و الاحباط الى آفاق الكرامة و الحرية و التحرر.
(الدستور)
اولئك الذين انحازوا (للصمت) أو أدانوا على استحياء ما فعله المحتل يمكن فهم مواقفهم في اطار ( العجز) الذي أصاب اقطارنا العربية، أو الصراعات التي اشغلتها بقضاياها الداخلية على حساب قضية فلسطين، أو في اطار ( التواطئ) مع المحتل ضد أية بارقة تحرر أو بصيص انتصار، أما الذين حرضوا و عبروا عن (شماتتهم) وانحيازهم السافر مع ( العدوان) فهؤلاء لايمكن فهم مواقفهم الا في اطار ( الكراهية) التي أصبحت هي العنوان الذي يتحركون فيه، لا ضد فلسطين و الاهل في غزة، وانما ضد شعوبهم ومجتمعاتهم، وضد القيم الانسانية التي اوهمونا في مرحلة ما بأنهم احرص الناس عليها.
ومثلما كان الكيان المحتل بحاجة الى اشهار الحرب على غزة، في مثل هذا التوقيت لاختيار ( العرب) بعد انتكاسة ربيعهم، وفحص الموقف المصري تحديدا باعتياره الاقرب الى غزة ، وتأديب الفلسطينيين الذين ( ثأروا) لكرامتهم الوطنية، كنا نحن - ايضا- كعرب بحاجة الى هذه ( اللحظة) لنكتشف ما فعلناه بأنفسنا، وما أهدرنا في صراعاتنا وحروبنا ضد بعضنا البعض، و الأهم هو ان نكتشف بأن العدو الذي تصورنا بأن الطريق الى ( السلام) معه أصبح ممهدا وبأن البحث عن بديل له أصبح واردا قد كشر لنا ( انيابه) مرة أخرى، وهو درس يفنرض ان نتعلمه، لا من أجل نعي التسويات و استنهاض الذات، وانما ايضا من اجل وقف مسلسلات صراعاتنا وحروبنا التي بات واضحا انها لا تصب الا في مصلحة عدونا المشترك.
المقصود من العدوان على ( غزة) ليس اجهاض حلم الفلسطينيين بالمصالحة و التحرر وحق المقاومة و الدفاع عن الكرامة،وانما ايضا اثبات عجز ( الأمة) عن الرد، و اعلان وفاة ( ضميرها) العام، واقناع العالم بأن يد المحتل ماتزال هي ( العليا) و الاقدر على ضرب كل من يتطاول عليها أو عليهم، لكن أمام هذه الرسائل المغشوشة تقف ارادة ( الفلسطينيين) في غزة التي تقاوم وحدها، وتقف همجية المحتل التي ايقظت في داخل كل عربي مزيدا من الكراهية له.
يدرك نتنياهو - بالطبع- ان الحرب على غزة هي حصتها المقدرة في مونديال الاجهاز على الربيع العربي، وهو مطمئن تماما بأن احدا لن يتحرك في العالم العربي و الاسلامي لتقديم أية مساعدة للفلسطينيين، فقد انهارت تماما جبهة ( الممانعة) وتحولت الى (رصيد) استراتيجي للكيان الصهيوني، كما ان العالم المشغول بالحرب على ( الارهاب الاسلامي) لن يلتفت الى هذا ( الارهاب) الصهيوني، باعتباره (دفاعا) مشروعا عن النفس.
صحيح ان موازين القوى تبدو مختلة تماما بين المقاومة و الاحتلال، كما أن ( الضوء) الاخضر الذي حصل عليه نتياهو لتأديب غزة ومعها الضفة الغربية سيمكنه من الاستمرار في العدوان، واسقاط المزيد من الضحايا، ودك بيوت الآمنين، تماما كما فعل في حربه الاولى قبل سنوات، لكن الصحيح ايضا ان هذه الحرب لن تفضي الى اهداف سياسية،ولن تدفع الفلسطينيين الى الاستسلام، على العكس تماما، فاسرائيل ستكون الخاسر الأكبر، لأنها أذكت شعلة ( المقاومة) واعادت الفلسطيني الذي اعتقدت انه نام على اوهام ( التسويات) الى دائرة المقاومة و ( الانتقام) من المحتل ، والاصرار على الوحدة و الاعتماد على الذات لابداع ما يمكن من وسائل لحماية نفسه وردّ العدوان عنه.
يبقى أننا لم نتفاجأ مما يفعله الاحتلال من ( ارهاب) ووحشية، ولا بمواقف العالم المنحاز له، ولا ببعض الذين وعدونا ( بمسافة السكة) و لا بغيرهم من الذين اشهروا الحرب على الارهاب باستثناء هذا الذي يمارسه الكيان المغتصب، لكن ما فاجأنا هو امران : احدهما هذا التحريض والشماتة التي سمعناها تتردد على السنة بعض الذين جرفتهم رياح الكراهية فماتت ضمائرهم وتصحرت عواطفهم ، وهؤلاء يستحقون الشفقة حقا ، اما الامر الاخر الذي فاجأنا فهو هذا الصمود الاسطوري لأهل غزة، وهذه المقاومة التي ماتزال حيّة رغم ما فرض عليها من حصار، حيث نجحت في زعزعة ثقة الاحتلال بنفسة وزلزلت الارض من تحت اقدامه ،وبالتالي فإننا نراهن على (روح) المقاومة في فلسطين وفي الامة، المقاومة التي تحرر الشعوب من ظلم المحتل و المستبد.... وتعيد الحقوق لأصحابها، وتخرج شعوبنا من وهدة الغبن و الاحباط الى آفاق الكرامة و الحرية و التحرر.
(الدستور)