من اين نصـرف وصفة الاعتدال..؟!
حسين الرواشدة
جو 24 : مالم ندفع قطار (الاعتدال) للأمام فإن قطار (التطرف) الذي يسير بسرعة جنونية سيداهمنا في أية لحظة، لا اتحدث هنا، عن الاعتدال الكاذب الذي يجري الترويج له و الاحتفاء به و التنازل باسمه عن قيم الدين الصحيحة وحقوق العباد في الحرية و الكرامة، ولا عن ( دعاته) الذين سقط معظمهم في امتحان الشعوب ( المتدينة) بالفطرة، ولكنني اقصد الاعتدال المنتج والمقنع و المؤثر في حركة السياسة و الدين وفي حياة الناس و ايمانهم ايضا.
لدينا ما يكفي من اشارات لتأكيد (نبأ) انتصار تيار التطرف و التشدد على تيار الاعتدال و الوسطية، وانسحاب بعض الشباب الذين راهنوا على نهاية عصور الاستبداد و الفساد من صف (المعتدلين) الى دعاة تقسيم العالم الى فسطاطين واشهار (الخلافة) وانتظار المفاصلة الكبرى...لكننا للأسف لم ننتبه الى هذه المياه التي تجري من تحت اقدامنا، وكأن البعض مازال يعتقد أن توظيف ( التطرف) ممكن ومفيد، أوأن ابقاء الواقع على ما هو عليه يحتاج الى (ظهير) يمنح شرعية المواجهة، ويفزع الناس من البديل، ويضعهم أمام خياري القبول بالاستبداد السياسي او انتظار (وجبات) الاستبداد الديني المسمومة.
لا أحد - بالطبع- يتحدث عن (الارهاب) الاسرائيلي الذي تابعنا فصوله البشعة في غزة، ولا عن ارهاب الانظمة التي انتقمت من شعوبها، ولا عن الارضية الحقيقية التي خرج منها تطرف هؤلاء الشباب الساذجين الذين اعتقدوا في لحظة ان بإمكانهم تغيير خرائط العالم وتنصيب ولي أمر للمسلمين لا أحد يعرفه ولا يملك من أمره الا (طلب) البيعة ومنح الصكوك للتائبين، الكل يتحدث عن ارهاب الشعوب التي انتفضت لاستعادة ثوراتها، وعن ارهاب الفلسطيني الذي ماتزال ارضه -دون ارض الله الواسعة كلها - محتلة وممنوعة من الاستقرار و الاستقلال.
وسط هذه المناخات الملبدة باليأس و الانحطاط السياسي و الاخلاقي تبدو امتنا في أسوأ حالاتها، فهي تحتل المرتبة الاولى في تصدير اللاجئين وفي أعداد القتلى وفي قائمة ( الدول الفاشلة) وفي تقارير القمع و التعذيب ، وفي مصادرة الحريات العامة وزج دعاتها في السجون، وهي الوحيدة التي ماتزال حروبها تدور باسم الطائفة و المذهب وباسم السلطة التي ماتزال معلقة (بيد) الاجنبي، كما انها السباقة لانتاج مايلزم من (تطرف) وكراهية وخصومة مع الذات ومع العالم ايضا.
من يستطيع ان يقنع هؤلاء الشباب الذين انحازوا (للتطرف) بأن الاعتدال هو الحل و الصواب وهم مشدودون لصورتين : صورة أمة أصبحت (ملطشة) لكل من هب ودب، وصورة دولة محتلة تعتز بإرهابها وتجد من يباركه ويدعمه، ومن يستطيع ان يقدم لهم (البديل) وهم يرون بأعينهم كيف تقدم غيرهم من الامم والشعوب وصنعوا مايلزمهم من ديمقراطيات وتجازوا صراعاتهم الدموية وتوافقوا على (كلمة سواء) وامتهم العربية الاسلامية ماتزال بين مطرقة السياسي باستبداده و قمعه وبين سندان (الديني) بجهله وعنفه وقلة حيلتة.
لاخيار أمام دولنا التي تستيقظ كل يوم على (زلزال) سوى الخروج من دائرة (الفرجة ) و الوهم و الانتظار ( الاحتضار إن شئت) ، وذلك من خلال الانتصار (لارادة) الاعتدال، سواء في الحقل السياسي حيث الديمقراطية والاحتكام لارداة الناس و تجفيف ينابيع الفساد و القمع و احتكار السلطة أو في الحقل الديني حيث اعادة (الدين) لوظائفه وحركته الطبيعية في الحياة و المجتمع من دون (احتكار) أو توظيف او اختطاف او ترهيب، وبقوة (الاعتدال) هذا، وسلطته وشرعيته غير المزورة، يمكن ان نصحو على واقع جديد يخرجنا من زيف (التوأمة) بين الاستبدادين : السياسي والديني، وبين (الوهمين) وهم الايمان المجروح ووهم ( الامن) المطروح.
باختصار، نريد ان ينتصر فينا صوت (الانسان) وضميره، وأن ندفع باتجاه الحياة الكريمة التي وجدنا لاقامتها، وأن نضع حدّا لهذه الالتباسات التي اشقت امتنا وحشرتها في زاوية (الضعف) و الحرج و المهانة، ولا طريق لذلك الا ( بالتوافق)على صرف وصفة (الاعتدال) من صيدلية الديمقراطية الحقيقية.. والدين الصحيح الذي يتحرك في حياتنا من أجل سعادتنا وكرامتنا ...لا من اجل تخويفنا وقتلنا باسم الله.
الدستور
لدينا ما يكفي من اشارات لتأكيد (نبأ) انتصار تيار التطرف و التشدد على تيار الاعتدال و الوسطية، وانسحاب بعض الشباب الذين راهنوا على نهاية عصور الاستبداد و الفساد من صف (المعتدلين) الى دعاة تقسيم العالم الى فسطاطين واشهار (الخلافة) وانتظار المفاصلة الكبرى...لكننا للأسف لم ننتبه الى هذه المياه التي تجري من تحت اقدامنا، وكأن البعض مازال يعتقد أن توظيف ( التطرف) ممكن ومفيد، أوأن ابقاء الواقع على ما هو عليه يحتاج الى (ظهير) يمنح شرعية المواجهة، ويفزع الناس من البديل، ويضعهم أمام خياري القبول بالاستبداد السياسي او انتظار (وجبات) الاستبداد الديني المسمومة.
لا أحد - بالطبع- يتحدث عن (الارهاب) الاسرائيلي الذي تابعنا فصوله البشعة في غزة، ولا عن ارهاب الانظمة التي انتقمت من شعوبها، ولا عن الارضية الحقيقية التي خرج منها تطرف هؤلاء الشباب الساذجين الذين اعتقدوا في لحظة ان بإمكانهم تغيير خرائط العالم وتنصيب ولي أمر للمسلمين لا أحد يعرفه ولا يملك من أمره الا (طلب) البيعة ومنح الصكوك للتائبين، الكل يتحدث عن ارهاب الشعوب التي انتفضت لاستعادة ثوراتها، وعن ارهاب الفلسطيني الذي ماتزال ارضه -دون ارض الله الواسعة كلها - محتلة وممنوعة من الاستقرار و الاستقلال.
وسط هذه المناخات الملبدة باليأس و الانحطاط السياسي و الاخلاقي تبدو امتنا في أسوأ حالاتها، فهي تحتل المرتبة الاولى في تصدير اللاجئين وفي أعداد القتلى وفي قائمة ( الدول الفاشلة) وفي تقارير القمع و التعذيب ، وفي مصادرة الحريات العامة وزج دعاتها في السجون، وهي الوحيدة التي ماتزال حروبها تدور باسم الطائفة و المذهب وباسم السلطة التي ماتزال معلقة (بيد) الاجنبي، كما انها السباقة لانتاج مايلزم من (تطرف) وكراهية وخصومة مع الذات ومع العالم ايضا.
من يستطيع ان يقنع هؤلاء الشباب الذين انحازوا (للتطرف) بأن الاعتدال هو الحل و الصواب وهم مشدودون لصورتين : صورة أمة أصبحت (ملطشة) لكل من هب ودب، وصورة دولة محتلة تعتز بإرهابها وتجد من يباركه ويدعمه، ومن يستطيع ان يقدم لهم (البديل) وهم يرون بأعينهم كيف تقدم غيرهم من الامم والشعوب وصنعوا مايلزمهم من ديمقراطيات وتجازوا صراعاتهم الدموية وتوافقوا على (كلمة سواء) وامتهم العربية الاسلامية ماتزال بين مطرقة السياسي باستبداده و قمعه وبين سندان (الديني) بجهله وعنفه وقلة حيلتة.
لاخيار أمام دولنا التي تستيقظ كل يوم على (زلزال) سوى الخروج من دائرة (الفرجة ) و الوهم و الانتظار ( الاحتضار إن شئت) ، وذلك من خلال الانتصار (لارادة) الاعتدال، سواء في الحقل السياسي حيث الديمقراطية والاحتكام لارداة الناس و تجفيف ينابيع الفساد و القمع و احتكار السلطة أو في الحقل الديني حيث اعادة (الدين) لوظائفه وحركته الطبيعية في الحياة و المجتمع من دون (احتكار) أو توظيف او اختطاف او ترهيب، وبقوة (الاعتدال) هذا، وسلطته وشرعيته غير المزورة، يمكن ان نصحو على واقع جديد يخرجنا من زيف (التوأمة) بين الاستبدادين : السياسي والديني، وبين (الوهمين) وهم الايمان المجروح ووهم ( الامن) المطروح.
باختصار، نريد ان ينتصر فينا صوت (الانسان) وضميره، وأن ندفع باتجاه الحياة الكريمة التي وجدنا لاقامتها، وأن نضع حدّا لهذه الالتباسات التي اشقت امتنا وحشرتها في زاوية (الضعف) و الحرج و المهانة، ولا طريق لذلك الا ( بالتوافق)على صرف وصفة (الاعتدال) من صيدلية الديمقراطية الحقيقية.. والدين الصحيح الذي يتحرك في حياتنا من أجل سعادتنا وكرامتنا ...لا من اجل تخويفنا وقتلنا باسم الله.
الدستور